مركز بيغن-السادات بالكيان الصهيوني: لا يُمكن القضاء على حماس عسكريًا


مرکز بیغن-السادات بالکیان الصهیونی: لا یُمکن القضاء على حماس عسکریًا

نشر مركز «بيغن السادات»، التابع لجامعة تل أبيب في الكيان الصهيوني ، دراسة جديدةً قال فيها إنّ البيان الأخير الذي أصدره مسؤول كبير في وزارة الأمن الصهيونية، والذي أكّد فيه على أنّ الجولة المقبلة يجب أنْ تكون الأخيرة ضدّ حماس يكشف عن سوء فهم عميق لمواجهة حماس و"إسرائيل".

وتابعت أنّ استخدام للقوة الهائلة في عملية عسكرية مرة واحدة وللجميع لا يُمكنها تطهير حماس من غزة، لأنّ لها جذور عميقة في المجتمع الفلسطينيّ. وشدّدّت الدراسة على أنّه حتى لو دُمرّت الآلة العسكرية لحماس، فإنّ البنية التحتية المدنية للمنظمة ستبقى موجودة.

وبرأي الدراسة "فإنّ الخيار الوحيد المعقول "لإسرائيل" هو الاستمرار في توظيف إستراتيجية متواضعة عسكريًا وسياسيًا تعتمد على ما أسمته «قص العشب»، الذي يهدف إلى ضرب قدرات حماس العسكريّة في بعض الأحيان وتعزيز الردع "الإسرائيليّ" لفترةٍ محدودةٍ."

ورأت الدراسة أنّ حماس هو في الواقع عدو لدود" لإسرائيل"، لا يحيد عن التزامه الأيديولوجيّ بتدمير الدولة اليهودية، ويتم نشر ذلك في جميع الأجهزة التعليمية التي ترعاها حماس.
وأضافت الدراسة أنّ حماس عملت على تكريس الكراهية من خلال تنظيم العديد من الهجمات الانتحاريّة، حفر الأنفاق لتسهيل ارتكاب هجمات  وإطلاق آلاف الصواريخ باتجاه البلدات والمدن "الإسرائيلية".

ومع ذلك، أكّدت الدراسة على أنّه من الخطأ الاعتقاد أنّه من الممكن القضاء على حماس في غزة وتدمير قدراتها مرة واحدة وإلى الأبد. ليس هناك حل طلقة واحدة ضدّ تحدّي حماس العسكرية. وتابعت الدراسة قائلةً إنّ جذور حماس عميقة في المجتمع الفلسطيني، وخاصة في قطاع غزة. واستطلاعات الرأي تظهر باستمرار أن 35 في المائة من الفلسطينيين يؤيّدون حماس، وفي غزة، مستوى الدعم هو أعلى دائمًا.

حماس ببساطة، رأت الدراسة، لا يُمكن القضاء عليها من قبل الغرباء واقتحام غزة ومن ثمّ إعادة هندسة المجتمع الفلسطيني سياسيًا، ذلك أنّ المرء لا يستطيع استيراد القيادة في الاختيار، وحتى إذا كان من الممكن إنهاء حكم حماس، فإنّ البنية التحتية المدنية ستبقى موجودةً بصلابةٍ.

ولفتت الدراسة إلى أنّ حماس والجهاد الإسلاميّ قد تقبلان على مضض بوقف إطلاق النار المؤقت، ولكنهما لا تزالان ترفضان بشكل قاطع أيّ مسار دبلوماسي يهدف إلى حلٍّ كاملٍ للصراع "الإسرائيليّ" الفلسطينيّ.

بكلمات أخرى، قالت الدراسة، إنّ التزام المتعصبين من هذه الميليشيات بأيديولوجية راديكالية وإستراتيجية المرضى من المقاومة العنيفة يعني أنّ الصراع سيستمر طويلاً، كما أنّه يجب أنْ تكون إسرائيل واقعية حول ما يمكن تحقيقه بالوسائل العسكرية، وينبغي تطبيق القوة لا لتحقيق أهداف سياسية مستحيلة، ولكن في خدمة إستراتيجية طويلة الأمد لاستنزاف يهدف لإضعاف قدرات حماس وعلى وجه الدقة من حيث التكلفة بهدف تعزيز الردع المؤقت.

وبحسب الدراسة، فإنّ الهدف الأكبر هو خلق الواقع الذي يتمكّن فيه "الإسرائيليون" بالعيش دون التهديد المستمر وهذا الهدف لم يتّم حتى اللحظة تحقيقه.

وتابعت الدراسة قائلةً إنّه في الجولة الأخيرة من الصراع مع حماس، صيف 2014، أظهرت "إسرائيل" لحماس أن منظومات الدفاع الصاروخيّة "الإسرائيليّة" يُمكنها أنْ تصد التهديدات الصاروخية مع الحفاظ على الحياة الطبيعية النسبية على الجبهة الداخلية، كما أعربت "إسرائيل" عن عزمها العودة إلى العمليات البرية على الرغم من احتمال سقوط الكثير من القتلى.

ووفقًا للدراسة الإستراتيجيّة فإنّ الأمور كما هي الآن، وكما هي متوقّعة في المُستقبل تؤكّد على أنّه لا نهاية تلوح في الأفق، طالما أنّ الدوافع الأساسية لحماس لا تزال، وسوف تستمر في الصراع العنيف، ولكن هذا لا يعني أنّ فترات طويلة من الهدوء لا يمكن تحقيقها عن طريق العمل العسكريّ.

ورأت الدراسة أيضًا أنّ التفكير الاستراتيجيّ "الإسرائيليّ" مختلف جوهريًا عن التفكير الاستراتيجي الغربي الحالي بشأن مسألة كيفية التعامل مع التحديات العسكرية للتنظيمات الـفلسطينية، التي هي ليست دولاً، فالغرب يتبنّى الحل الوسطيّ، وهو ما يُفسّر جزئيًا لماذا الكثير منهم يسيئون فهم نهج "إسرائيل" ضد العدو من غير الدول مثل حماس.

وخلُصت الدراسة إلى القول إنّه من المحتمل أنْ تشارك "إسرائيل" في حرب الاستنزاف ضدّ حماس لفترةٍ طويلةٍ، وبالتالي يجب الحفاظ على التوازن قبالة العدو والحدّ من قدراته سوف يحتاج إلى استعداد الجيش "الإسرائيليّ" والاستعداد لاستخدام القوة بشكلٍ مُتقطعٍ، مع الحفاظ على الجبهة الداخلية "الإسرائيليّة"صحيّة وقوية رغم النزاع الذي طال أمده، على حدّ تعبيرها.

/انتهي/ 

الأكثر قراءة الأخبار الدولي
أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة