الحكومتان الفرنسية والسودانية على مائدة دولارات النفط السعودية


الحکومتان الفرنسیة والسودانیة على مائدة دولارات النفط السعودیة

هذا التقرير هو الثاني من سلسلة تقارير حول إهدار بيت مال المسلمين الذي التقمته أسرة آل سعود وجعلته حكراً عليها، فثروات الجزيرة العربية هي حق للمسلمين أجمع أو على أقل تقدير لا بد وأن تختص بسكنتها فحسب، لكن هذه الأسرة المستبدة بددتها وما زالت تبددها لأغراض شخصية وشيطانية، وبل والأدهى من ذلك فهي تنفقها لضرب الإسلام والمسلمين من الصميم عبر سياساتها الداعمة للصهاينة والتكفيريين.

تقرير خاص تسنيم / تسليط الضوء على هذا الأمر يستوجب تدوين مجلدات طويلة وعريضة، لكننا سوف نذكر جانباً يسيراً فقط يقتصر على تذكير القارئ الكريم بنماذج من الرشاوى التي دفعها آل سعود أو أرادوا دفعها كما يلي:

- تقديم رشوة تبلغ 20 مليار دولار لفرنسا

لا شك في أن الخدمات الجليلة التي تقدمها بعض القوى الغربية لنظام آل سعود ليست مجانية، فالغربيون يقتنصون المليارات من دولارات نفط المسلمين التي استولت عليها أسرة آل سعود، وفي تغريدة لأحد الناشطين السعوديين على شبكة تويتر أشار إلى وجود وثائق دامغة تؤكد على أن الرياض قدمت رشاوى لمسؤولين فرنسيين كبار بهدف مؤازرة سياستها الداعمة للإرهاب في سوريا وكذلك لأجل اتخاذ سياسات مناهضة للجمهورية الإسلامية الإيرانية، حيث أكد هذا الناشط على أن باريس استلمت 20 مليار دولار من السعودية في إطار عقود عسكرية ومشاريع اقتصادية.

وقد زار الرئيس الفرنسي الرياض قبل مدة لأجل إبرام بعض العقود بين البلدين في مختلف المجالات العسكرية والاقتصادية حيث نشرت صحيفة القدس العربي مقالاً أكد كاتبه على أن العقد العسكري التسليحي بين باريس والرياض بلغ 20 مليار يورو وهو مشروط باتخاذ فرنسا مواقف معادية للجمهورية الإسلامية الإيرانية.

- تقديم رشاوى مالية خشية من الثورات الشعبية

إثر سقوط الأنظمة الدكتاتورية المدعومة من نظام آل سعود واحداً تلو الآخر وبعد اندلاع ثورة الشعب البحريني في عهد الملك السابق عبد الله بن عبد العزيز، اضطرت حكومة الرياض لتقديم رشاوى طائلة من دولارات نفط المسلمين لصيانة كيانها من التعرض لأية حركة شعبية مماثلة، والطريف أنها بادرت مباشرة بعد هذه التغييرات الجذرية في المنطقة إلى تقديم امتيازات مالية إلى أهالي نجد والحجاز للحيلولة دون انتفاضتهم، حيث وصفت وسائل الإعلام الغربية هذه التصرفات بأنها رشاوى جديدة من نوعها والهدف منها إبقاء حقوق الشعب مضيعة وإخماد أية حركة مطالبة بالحرية والحقوق السياسية والاجتماعية.

في تلك الآونة أمر الملك عبد الله بتقديم دعم اقتصادي واسع على صعيد الإسكان والمشاغل وأجور العمل، لذلك بادرت الحكومة السعودية على غير عادتها إلى تخصيص أكثر من 36 مليار دولار كمبالغ لدعم الشعب! ورغم أن هذا المبلغ لا قيمة له بالنسبة إلى المداخيل الهائلة التي تكتسبها الأسرة الحاكمة من عائدات نفط الجزيرة العربية، لكنه يعكس حركة فريدة من نوعها ولم تكن مسبوقة من هذا النظام الذي يحتقر شعبه، لذا فهو يعكس بشكل جلي خشية هذه الأسرة من انتفاض الشعب عليها وسحقها بالأقدام، ولكن رغم ذلك لم يلتزم أهالي المنطقة الشرقية جانب الصمت وما زالوا إلى يومنا هذا يطالبون بحقوقهم الإنسانية والسياسية والاقتصادية المسلوبة رغم كل ذلك القمع الجائر الذي يطالهم.

وحسب تقرير مراسل وكالة تسنيم الدولية للأنباء في لندن فآنذاك نشرت صحيفة الغارديان البريطانية أكدت على أن الإجراءات الاقتصادية التي وصفها الخبراء والمراقبون وبعض الشخصيات السعودية السياسية بأنها رشاوى محلية، لم تجد نفعاً وسوف تكون لها انعكاسات سلبية على نظام آل سعود على المدى البعيد، إذ ليس من شأنها بتاتاً ان تنوب عن الإصلاحات السياسية التي يطالب الشعب بها.

- تقديم رشوة للسودان

بعض البلدان الأفريقية تعانى من فقطر مدقع، لذلك تصبح فريسة سهلة للمتصيدين في الماء العكر وبالطبع فإن السودان وجيبوتي من جملة هذه البلدان التي تعاني من أزمات مالية خانقة مما جعل المسؤولين فيها يستسلموا لدولارات النفط التي بين يدي آل سعود وبالتالي ساروا في ركبهم وآزروهم في سياساتهم التخريبية.

وقد بثت وسائل إعلامية عربية موثقة أن نظام آل سعود قدم رشوات طائلة للمسؤولين في الحكومة السودانية بغية مؤازرتهم في حربهم ضد اليمن، وقيل إنهم تلقوا ما مقداره خمسة مليارات دولار فضلاً عن مساعدات للجيش السوداني ولعمر البشير نفسه. وهذه الرشاوى لم تقتصر على حرب اليمن فحسب بل اضطرت الحكومة السودانية إلى اتخاذ مواقف تتناغم مع مواقف آل سعود المناهضة للشعب السوري وحزب الله في لبنان، لكن بعض الخبراء أكدوا على أن هذه المساعدات المالية أسفرت عن حدوث أزمات داخلية في السودان وجعلت الحكومة تتخلى عن المبادئ السابقة المعلنة لتسير تحت ركب الفكر الصهيوني المناهض للمقاومة الإسلامية والخسارة الأكبر للسودان هي ابتعاده عن أفضل حليف استراتيجي وإسلامي له جراء هذه الرشوة، ألا وهو إيران التي تنتهج سياسات صادقة داعمة للحرية والديمقراطية في العالم.

إن ساسة آل سعود عرفوا بأنهم مثار سخرية في شتى أرجاء العالم وليس لديهم أية شخصية سياسية محبوبة، لذلك فإن كل ما لديهم يتجلى في دولارات النفط التي يقومون من خلالها بشراء الضمائر الضعيفة، وفضائحهم منتشرة في كل بقعة من العالم دون أن يشك بها أحد وكل أزمة تعصف بالعالم الإسلامي نجد آثارهم فيها بكل وضوح، والشواهد كثيرة هنا ولا حصر لها وأبرزها تلك الرشاوى التي تم تقديمها لبعض الجهات والمسؤولين في لبنان وباكستان وماليزيا والعراق والسودان.

وللكلام تتمة ...

الأكثر قراءة الأخبار الدولي
أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة