خبير عسكري لتسنيم: الجيش اتخذ قرار استعادة الكليات العسكرية وروسيا قادرة على تغيير السلوك التركي

خبیر عسکری لتسنیم: الجیش اتخذ قرار استعادة الکلیات العسکریة وروسیا قادرة على تغییر السلوک الترکی

أكد الخبير العسكري المتواجد في غرفة عمليات جنوب غرب حلب الدكتور كمال جفا في حديثه لمراسل تسنيم من دمشق أن الجيش السوري بدأ هجوماً على محور الكلية الفنية الجوية جنوب غرب حلب لإغلاق الثغرة التي أحدثها الإرهابيون بالكامل، لافتاً إلى أن روسيا بإمكانها تغيير السلوك التركي تجاه سوريا خاصة بعد حصول تركيا على معلومات عن تورط السعودية وأمريكا بالانقلاب الأخير.

وحول المبادرة الروسية التي تقضي بفرض هدنة لمدة 3 ساعات يومياً في حلب وإمكانية أن تصب هذه الهدنة في مصلحة المجموعات الإرهابية لتعزيز مواقعها هناك، قال الخبير العسكري كمال جفا: "أعتقد ان قرار روسيا هو محاولة منها لامتصاص الضغوطات الدولية عليها من قبل أمريكا وحلفائها وسحب أي ذريعة منهم لممارسة حملات إعلامية وتشويه صورة روسيا وتعبئة الرأي العام الدولي ضدها" لافتاً إلى أن "المبادرة الروسية أتت بعد فشل قضية المعابر التي أحدثتها روسيا في حلب بالتعاون مع الدولة السورية، إضافة إلى منع "جبهة النصرة" المدنيين من الاقتراب من هذه المعابر"

وأضاف الخبير العسكري كمال جفا:  "من الطبيعي أن تصب هذه المبادرة في مصلحة المجموعات المسلحة في الأحياء الشرقية، أما عن إمكانية تعزيز جبهات القتال بالعتاد والسلاح من قبل المجموعات المسلحة فهو غير ممكن لأن عملية فتح المعبر من جهة حندرات شمال حلب  ستتم بعد إجراء عملية تفتيش دقيقة من قبل الجيش السوري"

ولفت جفا إلى أن"جيش الفتح لم يتوقف ولا لحظة عن تعزيز قواته وخطوط إمداده ولم يلتزم ولا مرة واحدة بوقف إطلاق النار و"المعلومات المؤكدة من جبهات القتال تؤكد تسارع عملية الحشد لجيش الفتح وقد نقل عشرات العربات المحملة برشاشات ثقيلة وعربات محملة براجمات صواريخ"

وحول نية الجيش السوري وحلفائه شن عملية عسكرية معاكسة لاسترجاع ما سيطر عليه الإرهابيون قال الخبير العسكري جفا: "بالنسبة لنية الجيش السوري بدء هجوم عكسي لاسترجاع الكليات العسكرية فقد بدأ هجوما منذ ساعات على محور الكلية الفنية الجوية ودخل عناصر الجيش وثبتوا نقاطهم داخل الكلية ومن المتوقع استمرار التقدم داخل الكليات لتامين قطع لكامل الثغرة التي أحدثت في منطقة الراموسة"

ولفت جفا إلى أنه "لا يمكن للجيش تأمين مدينة الحمدانية وحمايتها من قذائف المجاميع الارهابية المسلحة الا بالتقدم جنوبا وإعادة السيطرة على الكليات وتوسيع نطاق الحماية غربا باعادة السيطرة على خان طومان وخلصة وبرنه"

وعن اللقاء الذي جمع الرئيسين الروسي والتركي في سانت بطرسبورغ وإمكانية أن تنجح روسيا بتغيير السياسية التركية تجاه سوريا وإيقاف دعمها للإرهابيين، قال الخبير كمال جفا: "أعتقد أن روسيا بإمكانها تغيير السلوك التركي في سوريا، فمن المعلوم أن هناك صراع خفي تركي سعودي وصراع تركي أمريكي وهناك شكوك تركية وقد يكون لديها وثائق أو معلومات مؤكدة عن تورط سعودي وبمباركة أمريكية بالعملية الانقلابية في تركيا وتهليل إعلامي سعودي وتفرغها بساعات بث طويله للعملية الانقلابية في التركية وانحيازها الواضح للانقلابيين"

وأوضح الخبير جفا أن "تركيا لاتستطيع ان تقوم باستدارة قاسية في الملف السوري، فهناك تراكمات لخمس سنوات من السلوك التركي المتشدد والانغماس في تفاصيل الأزمة السورية بالإضافة إلى 3 ملايين سوري ربطوا مصيرهم وعلقوا كل آمالهم على رجب اردوغان في حتمية تغيير النظام السوري وهو يشعر بمسؤولية أخلاقية ودينية أمامهم لأنه بنى إمبراطورية شعبية لدى الشارع السوري المعارض بأنه لن يتخلى عنهم وسيقاتل حتى آخر يوم في حياته لاسقاط النظام السوري"

وتابع جفا: "نعم لا زال لتركيا دور في إدارة بعض التنظيمات الارهابية حيث تعتبر تركيا مقر قيادة دعم لوجستي ومالي وتنظيمي لهم وتؤثر في قرارات هذه التنظيمات والمركز المالي ومصادر التحشيد واستقطاب المقاتلين العرب والاجانب، كما تخشى تركيا من استدارة سريعة في الملف السوري بسبب خوفها من استقطاب سعودي لساحة المعارضة السورية وانتقال هؤلاء من الحضن التركي للحضن السعودي مما قد يشكل خطرا مستقبليا على الأمن القومي التركي لكيلا يكونوا ذراعا سعوديا داخل الاراضي التركية"

واعتبر الخبير جفا أن المبادرة الروسية تأتي كهدية لتركيا من قبل روسيا لعدم إظهارها بموقف الضعيف أمام حاضنتها الشعبية وقاعدة مؤيديها من الاتراك والسوريين وحماية أردوغان من أي اتهامات بأنه باع المعارضة السورية بعد تقاربه مع روسيا"

وأضاف: "أعتقد أن قرار الهجوم الأخير على حلب هو قرار سعودي بالكامل مع غض الطرف من الجانب التركي وعدم الوقوف علنا ضده لأن تجهيز هذه القوات وإعدادها جرى منذ مدة طويلة وبتنسيق تركي سعودي قطري"

ولفت الخبير العسكري كمال جفا إلى أن "هدف الهجوم الذي تشنه المجموعات الإرهابية ليس الحصول على أي مكاسب سياسية لأن من يقومون به لايؤمنون اصلا بأي عملية سياسية ولا يقبلون حتى بأي حلول سياسية ولا يعترفون بأي معارضة سورية لا داخلية ولا خارجية، بل إن الجماعات المتطرفة هدفها إسقاط الدولة بالكامل والسيطرة على سورية بالكامل".

/انتهي/

الأكثر قراءة الأخبار حوارات و المقالات
أهم الأخبار حوارات و المقالات
عناوين مختارة