مصر ورهانها الخاسر على علاقاتها مع السعودية


مصر ورهانها الخاسر على علاقاتها مع السعودیة

هنالك الكثير ممن بات يعتقد أنه ليس من مصلحة مصر الرهان على الدعم السعودي لمعالجة مشاكلها الإقتصادية المتجذرة بل على العكس من ذلك فان هذا الدعم السعودي المحدود يمكن أن يؤثر سلبا على مصالح مصر القومية في المدى البعيد.

وافادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء نقلا عن وسائل اعلام مصرية أن الكثير من المراقبين والخبراء السياسيين والإقتصاديين المصريين باتوا يعتقدون أن اصطلاف مصر مع النظام السعودي جعل مصر بعيدة عن الكثير من دول العالم المؤثرة في المعادلات الاقليمية والدولية، ولعل روسيا تأتي في مقدمة هذه الدول.

حيث أن من يبني علاقات قوية مع الرياض لا يمكنه أن تكون له علاقات وطيدة مع موسكو وذلك بسبب تباين السياسات التي تنتهجها كل من روسيا والسعودية حول مختلف القضيا مثل محاربة الإرهاب.

حيث أن روسيا تحارب اليوم المجموعات الإرهابية في الأراضي السورية مثل داعش وجبهة فتح الشام (النصرة سابقا) وتنظيمات إرهابية اخرى، في حال أن جميع هذه التنظيمات مدعومة من قبل السعودية.

ومن يتابع الدعم الإقتصادي السعودي لمصر يرى جيدا أن هذا الدعم هو في الحقيقة "حفنة من المساعدات والمسكنات الاقتصادية" للحيلولة دون توقف عجلات الإقتصاد المصري عن الحركة بشكل كامل، وهو ليس دعم إستراتيجي كما يتصوره البعض. لأنه إذا ما كان دعما إستراتيجا لكانت مصر قد استطاعت أن تعالج مشاكلها الاقتصادية الكبرى مثل البطالة المتفشية والنقص الحاد في السكن، لكن الدعم السعودي لم يمكنها من ذلك.

وعلى مصر أن تعلم بان السعودية ما هي إلا دولة مصدرة للنفط الخام ليس أكثر، ولهذا السبب ليس لها المؤهلات الاولية كما توجد لروسيا من أجل دعم مصر لاحداث طفرة إقتصادية نوعية في البلاد.

ومن يقرأ الصحافة المصرية يعرف كم هو الكم الهائل من الانتقادات الذي باتت تزج به هذه الصحافة والتي تنتقد من خلاله النظام المصري بسبب التفريط بعلاقاته مع الكثير من دول العالم مثل روسيا على حساب تعزيز علاقاته مع النظام السعودي.

فعلى سبيل المثال كتب موقع البديل في هذا السياق: عندما وجدت تركيا أن مصالحها ستتعرض للخطر في حال بقائها في الحلف السعودي، قررت ومن دون الرجوع للرياض، التقارب مع روسيا لتحقيق مصالحها، فتركيا تعلم أن التواجد الروسي في منطقة الشرق أفضل من الأمريكي، فروسيا جادة بمحاربة الإرهاب، كما أن بقاء النظام السوري لا يسمح بإقامة دولة كردية متاخمة لحدودها الجنوبية، كما أن مشروع قناة (الشمال-الجنوب) سيعود بالنفع على أنقرة وهي الحليف المعتمد لأذربيجان.

وهنا يجب النظر بعناية لموقف مصر التي مازالت تتموضع في المحور الإسرائيلي السعودي، وفي نفس الوقت تحاول أن تتقارب مع موسكو بين الفينة والأخرى، الأمر الذي لم يعد مقبولًا في ظل المعارك الاستراتيجية التي تجري في الشرق الأوسط والتي من شأنها رسم ملامح المنطقة، ما يصعب على مصر وغيرها تبني أنصاف الحلول على الأقل في الأيام المقبلة.

المحور السعودي الذي وجدت مصر نفسها فيه نتيجة لدعم الرياض المالي للقاهرة، جعلها من حيث لا تشعر في عداوة مع المحور الروسي، على الرغم من أن المحور الروسي يحارب نفس العدو المشترك لمصر، ألا وهو الجماعات الإرهابية المنتشرة في سوريا والعراق بالإضافة لسيناء.

ويرى مراقبون أن مصر لا تستطيع أن تبني حساباتها على المال السعودي فقط، خاصة في ظل القيادة السعودية الحالية، فبحسب اعترافات المخابرات الألمانية بأنها متهورة، الأمر الذي سيورط مصر في مشاكل هي في غنى عنها، فالسعودية وإسرائيل تدعمان وفقًا لتقارير أممية المجموعات الإرهابية في سوريا.

كما أن الدول التي تدعي بأنها حليفة لمصر لم تأخذ مصالح القاهرة بعين الاعتبار، فإسرائيل لديها النية لإنشاء “قناة البحرين” التي تشكل خطرًا على قناة السويس، كما أن السعودية تحالفت مع الإخوان المسلمين في اليمن وتركيا في الوقت الذي كانت تدعم فيه النظام السياسي في مصر الذي ليس على وفاق معهم، ناهيك عن التقارير الإعلامية والتي تفيد بدعم السعودية لمشروع سد النهضة في إثيوبيا، الذي يؤثر على حصة مصر في نهر النيل.
المصدر: وكالة تسنيم+البديل
/ انتهى /

الأكثر قراءة الأخبار الدولي
أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة