ما الأسباب التي دعت الكيان الصهيوني للاعتداء المباشر على ريف القنيطرة؟


ما الأسباب التی دعت الکیان الصهیونی للاعتداء المباشر على ریف القنیطرة؟

تزامنت الاعتداءات الصهونية الأخيرة على ريف القنيطرة جنوب سوريا مع تحولات داخلية وإقليمية متعلقة بالأزمة السورية، جعلت كيان الاحتلال ينتقل من دعم الإرهابيين من الخلف إلى التدخل المباشر وضرب نقاط عسكرية للجيش السوري في الجنوب.

وفي أقل من أسبوعين شن الكيان الصهيوني أربعة اعتداءات على نقاط ومواقع تابعة للجيش السوري في مدينة القنيطرة قرب الجولان المحتل جنوب غرب البلاد، بالتوازي مع قيام المجموعات الإرهابية بقيادة تنظيم "جبهة النصرة"، بإطلاق ما أسمته معركة "قادسية الجنوب" في القنيطرة أيضاً، الأمر الذي يترك تساؤلات ودلالات كبيرة حول طبيعة العلاقة بين الفصائل الإرهابية و"إسرائيل".

ومنذ بداية الأزمة السورية اشترك كيان الاحتلال في الحرب السورية إلى جانب المجموعات الإرهابية عبر وسائل مختلفة، سواء دخول الجرحى لتلقي العلاج في المستشفيات الصهيونية، أو من خلال تأمين الأسلحة والذخيرة، أو إعلام المسلحين بإحداثيات مواقع الجيش السوري لضربها، إضافة إلى التدخل المباشر، الذي تجلى واضحا منذ عام عندما استهدف العدو الصهيوني قادة للمقاومة الإسلامية في القنيطرة، ماأدى لاستشهاد عدد منهم.

الانتهاكات "الإسرائيلة" تعدت حدود القنيطرة، حيث شنت غارة جوية استهدفت خلالها القائد الميداني "سمير القنطار" في منزله داخل بلدة "جرمانا" بريف العاصمة دمشق ما أدى لاستشهاده، ليكون بذلك كيان الاحتلال شريكاً أساسياً إلى جانب المجموعات الإرهابية في الحرب المعلنة ضد الدولة السورية.

ورغم السجل الحافل بالجرائم والانتهاكات من قبل "إسرائيل" ضد الأراضي السورية، فقد جاءت الاعتداءات الأخيرة ذات أبعاد استراتيجية، خاصة، حيث يؤكد فيها الجيش السوري لأول مرة، إسقاط طائرتين الأولى حربية والثانية استطلاعيه تابعة لجيش الاحتلال، الأمر الذي رأت فيه وسائل إعلام العدو تحولاً نوعياً في مجريات المعركة مع سوريا بشكل خاص ومع محور المقاومة بشكل عام.

أسباب عديدة تقف وراء الاعتداءات "الإسرائيلية" الأخيرة على ريف القنيطرة في هذا الوقت بالذات، ترتبط بتحولات داخلية وإقليمية متعلقة بالأزمة السورية نجملها بالنقاط التالية:

أولاً: ترافقت الاعتداءات الصهيونية، مع جملة من الإنجازات النوعية التي حققها الجيش السوري ومحور المقاومة على أكثر من صعيد ومحور، ضد الجماعات الإرهابية من حلب إلى حماه وريف اللاذقية، واستعادته السيطرة على مساحات جغرافية واسعة، الأمر الذي رأت فيه "إسرائيل" تحولاً ليس في مصلحتها.

ثانياً: فتح الجيش السوري لمعركة الجنوب، وتحديداً على محور أرياف "دمشق والقنيطرة ودرعا"، الذي يعتبره كيان الاحتلال عمقاً استراتيجياً له، خاصة بعد سيطرة الجيش على كتيبة الدفاع الجوي في درعا، والتسويات التي حصلت في "المعضمية" و"داريا" في ريف دمشق، إضافة إلى النقاط التي استعادها الجيش في ريف القنيطرة، ما اعتبرته "إسرائيل" تجاوزاً للخط الأحمر من قبل القوات السورية.

ثالثاً: اكتساب المقاومة الإسلامية في حزب الله خبرة نوعية في الحرب السورية من خلال قتالها إلى جانب الجيش السوري الأمر الذي يتوجس منه الكيان الصهيوني ويحسب له ألف حساب وفق العديد من التصريحات الصهيونية التي كان آخرها في تقرير لصحيفة "معاريف"، تحدثت خلاله عن تعاظم قوة حزب الله، واقتراب الجيش السوري من الحسم في مدينة حلب.

رابعاً: التوجه العربي نحو التطبيع مع كيان الاحتلال وخاصة دول الخليج الفارسي، التي بدأت ترسل مندوبيها وخبراءها العسكريين إلى داخل الكيان الصهيوني لتوقيع الاتفاقيات بين الطرفين.

وأخيراً اقتراب القوى العالمية وفي مقدمتها روسيا وأمريكا من إيجاد حل وتسوية سياسية للأزمة السورية، الأمر الذي لا يصب في مصلحة الكيان الصهيوني.

كل المعطيات السابقة دفعت كيان الاحتلال للتدخل المباشر إلى جانب الإرهابيين في سوريا، لمنع الوصول إلى أي حل سياسي، مستغلاً الدعم العربي الراغب بالتطبيع، والسخط الدولي على الحكومة السورية، لذلك وجدت "إسرائيل" أنه من الضروري أن تؤجج الصراع وتمنع الوصول إلى أي اتفاق سياسي محتمل.

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار الدولي
أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة