"جند الأقصى" بين مطرقة "أحرار الشام" وسندان "جبهة النصرة"


"جند الأقصى" بین مطرقة "أحرار الشام" وسندان "جبهة النصرة"

حربٌ على كل الأصعدة يخوضها تنظيم "جند الأقصى" الذي يبحث له عن ملجأ ينجيه من الورطة التي وضع نفسه بها، بعد الاقتتال الذي حصل بينه وبين "حركة أحرار الشام الإسلامية" على خلفية اغتيال عدد من عناصرها بينهم قادة بارزون في سوريا.

لم تجد "جند الأقصى" سبيلاً للخروج من محنتها، إلا اللجوء لجبهة النصرة وطلب يد العون منها وحمايتها من عناصر أحرار الشام الثكالى الحاقدين والطالبين بأخذ ثار قادتهم المنحورين على أيدين "الأقصى".

زعيم "فتح الشام" (النصرة سابقاً) أبو محمد الجولاني، وجد في طلب "جند الأقصى" فرصة سانحة ليزيد من عديد جبهته ويعيد ترتيبها من جديد، إلا أن الجولاني اشترط على "جند الأقصى" مبايعته، ثمنا للدعم الذي سيقدمه لها وحمايتها من أنياب "أحرار الشام".

شرط الجولاني في بيعة "جند الأقصى" له، أثار حفيظة الفصائل المقاتلة، لتنشأ حربٌ كلامية بين الأطراف الداخلة في الصراع، حيث أعلن الناطق باسم حركة أحرار الشام أحمد قره علي أنه لم يستشر أحد الحركة بأي بيعة تخص جند الأقصى" مؤكداً أن "قرار استئصالهم (جند الأقصى) اتخذته أحرار الشام بالاشتراك مع باقي الفصائل الثورية، ولن نتوقف عن واجب ابتدأناه معا".

كلام الناطق باسم الحركة أتبعه رفض 13 فصيلاً مسلحاً أبرزهم "حركة أحرار الشام" و"حركة نور الدين الزنكي" و"فيلق الشام" و"جيش الإسلام" اندماج تنظيم "جند الأقصى" تحت أي مسمى كان، كما دعت الفصائل في بيان لها مسلحي "جند الأقصى" إلى اختيار الاعتزال أو الالتحاق بالجبهات مع فصائل أخرى، مؤكدين أنهم مستمرون في قتال "جند الأقصى" حتى استئصاله.

إلى ذلك رفض قادة "جند الاقصى" الذين يقاتلون في قطاع حماه، بيعة "جبهة النصرة"، معبّرين عن تفاجئهم بها وأنه لم يستشرهم أحد بشانها، كما أعلنوا أن المدعو "أبوذر الجزراوي " هو المسؤول عنهم فقط مؤكدين الاستمرار في ما اسموه درب الجهاد، لتنشأ بذلك اختلاف وانشقاق في الجسد الداخلي لتنظيم "جند الأقصى" نفسه.

تداعيات الاقتتال بين "أحرار الشام" وجند الأقصى" انسحب على باقي الفصائل، حيث طالبت مجموعات "أبناء الشام، جند الشام، جيش العزة" المتواجدة في ريف حماه الشمالي، في بيان لها فتح طرق الإمداد والمؤازرة التي أغلقت بسبب الاقتتال الحاصل بين الطرفين في مناطق عدة في ريف حماه.

يذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية التي تدعم الإرهاب في المنطقة، وضعت تنظيم "جند الأقصى" على لائحة المنظمات الإرهابية بتاريخ  20-9-2016، حيث قالت عنها أمريكا أن الجماعة التي ظهرت قبل أربع سنوات كانت في الاساس وحدة في "جبهة النصرة"، ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، قبل ان تنشق عنها.

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار الدولي
أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة