مواطن هولندي: الحسين الشهيد قبلة الأحرار على مر التأريخ

مواطن هولندی: الحسین الشهید قبلة الأحرار على مر التأریخ

التقى مراسلنا في مسيرة الأربعين المليونية بأحد المواطنين الهولنديين الذين اعتنقوا الإسلام، وهو " أندريه " الذي زار العتبات المقدسة في العراق سابقاً لكنه يشارك لأول مرة في حياته مع الحشود المليلونية لزيارة الأربعين المباركة.

تسنيم / خاص- مسيرات الأربعين المليونية تظاهرة دينية ثقافية لا نظير لها في تأريخ البشرية مطلقاً وما يثير الإعجاب فيها حضور زائرين من شتى أصقاع المعمورة وبمشارب دينية وفكرية مختلفة من مسلمين وغير مسلمين، وشيعة وسنة، كما يؤمها الكثير من الذين اعتنقوا الإسلام ديناً لهم بعد أن كانوا يعتنقون ديانات أخرى، ومن جملتهم المواطن الهولندي " أندريه " الذي التقى به مراسل وكالة تسنيم.

أندريه اسمه اليوم إبراهيم، وقال لمراسلنا بأنه اعتنق الإسلام ديناً له قبل 16 عاماً وانضوى حينها تحت مظلة أحد المذاهب الإسلامية غير التشيع ولكنه بعد ذلك لما تابع المصادر الإسلامية وتحرى عن حقيقة الأمر ليجد أن المذهب الجعفري هو المذهب الحق فأصبح شيعياً اثنا عشرياً.

قال هذا المسلم الهولندي: التحريات والمتابعات العلمية التي أجريتها أثبتت لي بأن الله تعالى قد بعث نبياً قبل أكثر من ألف وأربعمائة سنة وأنزل إليه كتاباً مقدساً أكد للبشرية فيه بأن هذا النبي الذي هو محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله) لا نبي بعده مطلقاً، لذا يجب على جميع البشرية اعتناق دينه، وأنا متأكد من خلال بحوثي وتحرياتي بأن هذا النبي الخاتم لا يمكن أن يفارق الحياة دون أن ينصب إماماً بعده يهدي الناس ويرشدهم إلى سواء السبيل.

وأضاف إبراهيم: أنا أدرس في فرع تأريخ الأديان في إحدى الجامعات الهولندية لذلك تطرقت إلى البحث والتحري عن تعاليم مختلف الأديان، وخلال نشاطاتي هذه انتابتني رغبة في التعرف على تأريخ إيران والبلدان العربية الأمر الذي حفزني على شد الرحال نحو مدينة قم في صيف إحدى السنوات وحضرت بعض الدروس هناك حيث مكثت هناك لمدة شهرين فتعلمت اللغة الفارسية في دورة دراسية دامت شهرين، حيث يلتحق الطلاب الأجانب بهذه الدورات التعليمية للغة الفارسية لإتقانها.

وحول رأي الشعوب الأوروبية بالنسبة إلى المسلمين في خضم الأفعال الشنيعة التي يرتكبها الإرهابيون الوهابيون والسلفيون التكفيريون، قال هذا المسلم الهولندي: لقد تغيرت الأوضاع والرؤى في الوقت الراهن، فقبل ذلك كان المواطنون الأوروبيون لا يميزون بين مختلف المذاهب الإسلامية ويعتبرون المسلمين ذوي شخصية واحدة، فحينما شاهدوا ما يفعله الوهابيون والسلفيون الدواعش تصوروا أن جميع المسلمين وحوش وهمجيون مثل هؤلاء الوهابيين كما تصوروا أن المسلمين الأوروبيين أيضاً مثلهم، وللأسف فإن وسائل الإعلام كان لها دور بارز في شيوع هذه الرؤية الخاطئة وإثارة الخلافات والأحقاد التي لا مسوغ لها، ولكن في عام 2003 م وبعد هجوم القوات الأمريكية على العراق اتضحت الصورة إلى حد ما للشعوب الأوروبية وبدؤوا تقريباً يميزون بين المتطرفين من الوهابيين والسلفيين وبين غيرهم.

وأكد إبراهيم على عظمة مسيرات الأربعين المليونية وأعرب عن لهفته الكبيرة لزيارة مرقد أبي الأحرار الإمام الحسين (عليه السلام)، وقال: إن زيارة مرقد الإمام الحسين (عليه السلام) في مناسبة الأربعين أصبحت واحدة من أهم الأحداث العالمية في الوقت الحاضر رغم أن هذا المرقد المبارك كان على مر العصور قبلة للأحرار من جميع أنحاء المعمورة، لذلك لم يكن الشيعة يكترثون يوماً بالضغوط التي يمارسها الحكام ضدهم ولم يردعهم المنع والقمع والتنكيل، فعلى سبيل المثال إبان عهد الخلافة العباسية كان حكام بني العباس يعاقبون زوار الإمام الحسين (عليه السلام) بأشد العقوبات وكانوا يعذبونهم ويقتلوهم لدرجة أنهم تجرؤوا على تخريب المرقد المطهر، لكن كل ذلك لم يمنع محبي أهل البيت (عليهم السلام) من شد الرحال إلى هذه البقعة المقدسة قادمين من شتى أرجاء المعمورة، من اليمن ومن شمال أفريقيا؛ والحمد لله فبعد سقوط الدكتاتور صدام حسين انتعشت هذه الزيارة المليونية وأصبح الزائرون بأمن وأمان، فهناك زائرون يسيرون لأيام عديدة ويأتون من مناطق نائية في العراق مشياً على الأقدام من مختلف المحافظات الجنوبية.

وأكد إبراهيم على أن الإنسان حينما يسير نحو وجهة معينة لأجل تحقيق هدف منشود، سيجد الكثير من أقرانه يسيرون إلى جانبه، وهذا الأمر نشهده جلياً في مسيرات الأربعين المليونية فجميع القلوب والهة لزيارة محبوب واحد وسائرة في طريق واحد ويجمعها هدف واحد؛ إن هذه الظاهرة حقاً لا نظير لها في تأريخ البشرية بأسره ولها تأثير بالغ على مشاعرنا وأحساسيسنا كمسلمين ودعاة للعدل والحرية.
/ انتهى/

أهم الأخبار ثقافة ، فن ومنوعات
عناوين مختارة