ما هي الأسباب التي دفعت الرئيس اردوغان على التراجع عن تصريحاته ضد بشار الأسد؟


ما هی الأسباب التی دفعت الرئیس اردوغان على التراجع عن تصریحاته ضد بشار الأسد؟

قال الاعلامي الفلسطيني البارز عبدالباري عطوان رئيس تحرير صحيفة "راي اليوم" الالكترونية في مقال له الاربعاء، من يتابع مواقف وتصريحات الرئيس التركي رجب طيب اردوغان منذ محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة في تموز (يوليو) الماضي، يلاحظ ان الرجل يعيش حالة من الارتباك.

واضاف، قد تكون عائدة الى حالة الحصار التي تعيشها حكومته، وتعثر معظم خياراته السياسية خاصة في دول الجوار وعلى رأسها سورية والعراق، وتعدد الجبهات السياسية والعسكرية التي يقاتل عليها هذه الأيام دفعة واحدة.

واكد عبدالباري عطوان ان الرئيس التركي فاجأ حلفاءه، قبل اعدائه، يوم الأربعاء عندما اكد للحضور في مؤتمر تخصص لـ”القدس المحتلة» عقد في مدينة إسطنبول الثلاثاء “ان سبب دخول قواته الى الاراضي السورية من اجل وضع حدا لحكم الطاغية بشار الأسد الذي يرهب السوريين بدولة الإرهاب، ولم يكن دخولنا لأي هدف آخر».

واضاف، القيادة الروسية سارعت الى طلب توضيح من الرئيس اردوغان حول هذه التصريحات التي تتعارض مع التفاهمات والاتفاقات بين الجانبين، واتصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بنظيره التركي مستهجنا ومستفسرا يوم امس الأربعاء عن ما جاء على لسانه فيما يتعلق بإسقاط الرئيس السوري.

ونوه الى ان رئيس الشؤون السياسية في الحرس الثوري الإيراني العميد رسول سنائي راد لم يتردد لحظة بدوره في الرد على الرئيس التركي، عندما قال «انه ليس لديه القدرة الكافية للإطاحة بالرئيس السوري.. ولو كانت لديه لكانت تركيا نجحت في إقامة المنطقة العازلة».

وقال عطوان، امام هذه الضغوط الروسية والإيرانية بدأت عملية التراجعات التركية بالتدريج، ففي البداية قالت مصادر في مكتب الرئيس اردوغان بانه «لا يجب تفسير تصريحاته حرفيا»، وعندما قيل للرئيس اردوغان ان هذا التوضيح من قبل مكتبه غير كاف، انتهز فرصة لقائه مع «مخاتير» قرى تركية في القصر الرئاسي اليوم لكي يتراجع كليا عن هذه التصريحات، عندما قال «ان الهدف من عملية درع الفرات ليست موجهة ضد دولة او شخصية (الأسد) بل ضد التنظيمات الإرهابية فقط، ولا يجوز ان تكون لدى احد شكوك بشأن هذا الموضوع تارة بعد أخرى، ولا يجوز ان يعلق احد على الموضوع بأسلوب او يحاول تشويهه».

واضاف، هذا ليس التراجع الأول للرئيس اردوغان، ولن يكون الأخير حتما، فقد اكد قبلها انه سيشارك في عملية الموصل لمحاربة الدولة الإسلامية (داعش) رغما عن الحكومة العراقية، واستخدم لغة غير دبلوماسية في مخاطبة رئيسها حيدر العبادي عندما قال «من انت.. انت لست على مستواي.. الزم حدودك»، وها هو الشهر الاول من عملية الموصل ينقضي، والقوات التركية لم تطلق رصاصة واحدة فيها.

واوضح ان تركيا أصبحت محاطة بالاعداء من الجهات الأربع التي تحيط بها، ومن المفارقة ان هؤلاء الأعداء مثل أوروبا والعراق وسورية والاكراد كانوا حتى الامس القريب الأصدقاء الخلص لها، وساهموا في نهوضها الاقتصادي والسياسي واحتلالها المرتبة العالمية المتقدمة التي وصلت اليها، ومن غير الممكن ان يكون جميع هؤلاء على خطأ، والرئيس اردوغان على صواب.

واختتم، يحتاج الرئيس اردوغان الى كبح جماح تصريحاته، حتى لا يتراجع عنها بالطريقة التي تابعناها اكثر من مرة، وبطريقة غير لائقة، فالدهاء هو ان لا تقع في حفرة حتى لا تفكر كيف تخرج منها، الرئيس التركي ضحية مصيدة امريكية غربية وبأدوات عربية.

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار الدولي
أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة