خاص بوكالة تسنيم الدولية للأنباء - هذا التقرير هو من سلسلة التقارير الخاصة بوكالة تسنيم الدولية للأنباء حول أجمل المعالم الأثرية والأماكن السياحية والدينية في إيران والتي تستقطب سنوياً الملايين من السائحين والزائرين المحليين والأجانب، وهناك الكثير من المناطق التي ما زالت بكراً ولم تشيد فيها مواقع خاصة لتقديم خدمات سياحية لكن يمكن للمتكتشفين ومحبي الطبيعة شد الرحال إليها لاستطلاع معالمها عن كثب والتلذذ بمناظرها الطبيعية والجغرافية الفريدة من نوعها، وإيران هي واحدة من البلدان الأكثر أماناً في العالم وجميع السائحين والزائرين يمضون أوقات ممتعة في أجواء آمنة حين يقصدونها كما أن نفقاتهم المالية أقل بكثير مما ينفقونه فيما لو قصدوا أي بلد سياحي آخر، لذلك فإن أعدادهم تتزايد عاماً بعد عام.
محافظة فارس أرض التراث العريق والطبيعة الجميلة، ولا حصر لمعالمها الطبيعية الغناء فهي في جميع نواحيها رافلة بأروع المناظر وأعذب الأجواء، ففي هذه الأيام من العام حينما يبرد الجو في مختلف نواحي البلاد وتتلوث الأجواء إثر حركة المكائن والسيارات ودخان المعامل الضخمة، يلذ للإنسان الإقامة في تلك القرى النائية التي تتسم بأجواء طبيعية منقطعة النظير، وإحدى هذه المناطق هي قرية " ده شيخ " التي تبعد عن مدينة شيراز مسافة 10 كم تقريباً وذلك على الطريق الرابط بينها وبين محافظة بوشهر وهذه القرية من ناحية التقسيم الجغرافي تابعة لأرياف " قره چمن " وحسب الإحصائية السكانية التي أجريت في عام 2006 م فإن عدد نسماتها يبلغ 257 نسمة فقط في إطار 57 أسرة مقيمة هناك.
الطريق الواصل إلى هذه القرية الجميلة هو الآخر في غاية الروعة والجمال حيث تحفه المناظر الطبيعية من جهتيه اليمنى واليسرى، و قرية " ده شيخ " بدورها تزيد من روعته وجماله الفائق حيث يحكمها هدوء تام وكذلك فيها مرقد لأحد السادة الهاشميين، كما فيها ينبوع زاخر بالمياه الصافية العذبة وتحيط بها من جميع نواحيها سهول خضراء ومزارع جميلة وأشجار باسقة تعانق السماء ناهيك عن تلك البحيرات والمسطحات المائية الصافية التي تغطيها اليوم أوراق الأشجار التي تساقطت إثر فصل الخريف.
الينبوع الجميل في هذه القرية يقع بين تلين جميلين ونظراً للهدوء التام هناك لا يسمع الحاضر سوى صوت خرير المياه التي تتدفق منه وأصوات أوراق الشجر الجافة التي يتلاعب بها الهوء ويقذفها يميناً وشمالاً، فهي قرية رائعة ذات طبيعة بكر لا نظير لها مطلقاً، كما فيها نزل قديم يعود تأريخ تشييده إلى القرن السادس أو السابع الهجري وقد تم تسجيله في قائمة الآثار الوطنية عام 2006 م برقم 17234 ، كما أن أهالي القرية يزاولون حرفاً يدوية إلى جانب نشاطاتهم الزراعية وتربية المواشي، ولا نبالغ لو قلنا إنها منتجع مثالي للتجوال والترفيه عن النفس والابتعاد عن صخب المدينة وتلوث أجوائها، لذلك بادرت السلطات المحلية بتأهيل المرافق السياحية فيها والأعمال في هذا الصدد ما زالت جارية بغية استقبال السائحين الذين يفدون إليها سنوياً وتقديم أفضل الخدمات لهم.