"اسرائيل" تتوقّع قدرة مضاعفة لدى حزب الله على إلحاق الضرر بالجبهة الداخلية


"اسرائیل" تتوقّع قدرة مضاعفة لدى حزب الله على إلحاق الضرر بالجبهة الداخلیة

يرجّح المعلّق العسكري في صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية عاموس هرئيل أن "يكون تهديد الصواريخ التي تُوجّه من لبنان أكبر بكثير من تهديد صواريخ غزة"، وعليه يتوقّع أن "تتسبّب الحرب مع حزب الله بوقوع الكثير من القتلى وتدمير البنى التحتية في شمال ووسط الكيان، حتى لو كانت أضرار حزب الله ولبنان أكبر".

في مقال له عن حروب "اسرائيل" الماضية والعبر التي استُنتجت منها، رأى المعلّق العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل أن تقرير "مراقب الدولة" بشأن العدوان الأخير على قطاع غزة، والذي يتوقع أن يُنشر أواخر هذا الشهر. مع انتهاء الفصل الحالي لجولات رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في العالم، سيثير اهتمام الجمهور "الاسرائيلي" لجهة ثلاثة أمور مركزية للحرب: الأداء الخاطئ للمجلس الوزاري المصغر أثناء الحرب، وعدم استعداد المؤسسة العسكرية أمام تهديد أنفاق "حماس"، والفجوات الاستخباراتية إزاء تطور التهديد من غزة.

وقال هرئيل  إن "التقرير لن يناقش، كما خطط "المراقب" منذ البداية السؤال المركزي الذي يجب أن يقلق "اسرائيل". على فرض أن تكون في المستقبل جولات اخرى مع المنظمات المسلحة ومجموعات حرب العصابات التي تعمل وسط السكان وتوجه الصواريخ نحو المستوطنين، يجب على "تل أبيب" أن تعرف أنها قادرة على الانتصار في مواجهة كهذه.. الوزراء أفيغدور ليبرمان ونفتالي بينيت يشددان لاعتبارات سياسية على أن المواجهة القادمة يجب أن تنتهي بالحسم ضد حزب الله وحماس، لكن يجب الاعتراف بالواقع: منذ أكثر من عقد لا ينجح الجيش الاسرائيلي في إنهاء معركة بانتصار واضح".

وبحسب هرئيل، "على الرغم من الأضرار الكبيرة التي سببها الجيش الاسرائيلي لحزب الله، فقد وجد صعوبة في تنفيذ خططه من اجل مناورة برية على الارض اللبنانية بصورة ناجعة أو القضاء على نيران الكاتيوشا الى حين انتهاء الحرب. بعد عامين ونصف، خرج الجيش الى عملية "الرصاص المسكوب"، وهي عملية اخرى من بين العمليات الثلاث في قطاع غزة. هنا ايضا تعرضت حماس الى ضربة شديدة، لكن المناورة البرية الاسرائيلية في القطاع كانت محدودة جدا، وكان التوقع الاساس من القادة هو الامتناع عن وجود عدد كبير من المصابين. وتم تسويق العملية للجمهور على أنها نجاح وإصلاح لأضرار حرب لبنان الثانية، وعمليًا على الرغم من أن الجيش عاد الى التدرب وتهيئة نفسه للمعركة بشكل منظم، فإنه لم يختبر التحدي التنفيذي في غزة بشكل حقيقي".

ويلفت هرئيل الى أن "المشكلة الأساس تتعلّق بإمكانية اندلاع حرب غير متوقعة مع حزب الله في الشمال"، ويتابع "التقديرات حول صواريخ حزب الله تقول إنها بلغت 80 ألفًا، ما سيُصعّب على الجيش الاسرائيلي إسقاطها. أيضًا بعد أن يتم ضم منظومة "العصا السحرية"  في نهاية العام كمرحلة وسطية بين الحيتس والقبة الحديدية، أي أن الجواب الدفاعي ليس كاملًا. يمكن القول إن عدد الصواريخ الدفاعية لـ"اسرائيل" أقل من صواريخ حزب الله، اضافة الى التكلفة الباهظة، الامر الذي لا يسمح بإنتاجها بشكل غير محدود. الأجهزة الأمنية ستضطر الى التدقيق جيدًا عند إسقاط الصواريخ، فقد يبلغ عدد صواريخ حزب الله ألف صاروخ يوميًا نحو الجبهة الداخلية اثناء الحرب، بعد ضربة البدء التي ستكون أكبر من ذلك".

ويرجّح هرئيل أن "يكون تهديد الصواريخ التي تُوجّه من لبنان أكبر بكثير من تهديد صواريخ غزة"، وعليه يتوقّع أن "تتسبّب الحرب مع حزب الله بوقوع الكثير من القتلى وتدمير البنى التحتية في شمال ووسط الكيان، حتى لو كانت أضرار حزب الله ولبنان أكبر".

وعند حصول ذلك، يقول هرئيل، سيكون هناك ضغط جماهيري على الحكومة والجيش لاستخدام القوة الزائدة ضد حزب الله. هذه الخطوة محتملة، لكن لها ثمنًا مرافقًا وهو الانتقاد الدولي، ويمكن أن يؤدي ذلك الى التوتر مع روسيا التي تعتبر حتى الآن على الاقل أن حزب الله هو جزء من التحالف الذي تقوده لدعم الرئيس السوري بشار الأسد في سوريا.

حزب الله، بحسب عاموس هرئيل، وجد حلًّا لمسألة التوافق الاسرائيلي على صعيد الاستخبارات والتكنولوجيا، وذلك من خلال توسيع قدرة إلحاق الضرر بالجبهة الداخلية.

ويخلص الكاتب الى أن "إدراك "اسرائيل" لإمكانية تورّطها يُبعد غريزة المغامرة من قبل الطرف السياسي ويبقي الحرب ضد حزب الله كخيار أخير فقط".

المصدر: العهد

/انتهي/ 

الأكثر قراءة الأخبار الدولي
أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة