لهم البراءة وللشعب الموت


لهم البراءة وللشعب الموت

بتعليقات غاضبة وأخرى ساخرة، استقبل المصريون، قرار محكمة النقض المصرية ببراءة الرئيس الأسبق «حسني مبارك» من تهمة قتل المتظاهرين إبان أحداث ثورة يناير 2011.

التعليقات التي صدرت عن سياسيين ومغردين وفنانين مصريين، امتزج فيها غضب من عدم اكتمال الثورة وتبرئة رأس النظام الذي ثاروا عليه، وبين سخرية من عودة شخصيات يعتبرها البعض من المحسوبين على النظام السابق.

فئة ثالثة انتصرت لـ«مبارك»، وهي الفئة التي كانت تؤيده منذ اليوم الأول، ورفضت الثورة عليه، وتعتبر منذ تولي الرئيس «عبد الفتاح السيسي»، مقاليد حكم البلاد، بأنه انتصار لهم على الثورة.

سياسيون قالوا إنهم توقعوا براءة «مبارك»، بعد طمس الحقائق وتشويه الثورة وشيطنة الثوار، على مدار السنوات الماضية.

فقال «حسن نافعة» أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن "كل شئ حدث اليوم كان متوقعا، والجميع سوف يحصل علي البراءة حيث سقط القناع، وكل شئ أصبح واضح أمام الشعب المصري".

بينما أوضح المهندس «محمد سامي» رئيس حزب «الكرامة» قائلاً «ما حدث صدمه للشعب المصري وخاصة علي أهالي الثوار»، مضيفا أن "المشهد الآن يدل علي طمس الحقائق وحذف الأدلة وتشويه المعلومات".

وأضاف البرلماني «هيثم الحريرى»، أنه كان يتوقع براءة «مبارك»، مضيفا: "إذا كانت المحكمة برأتهم، فالتاريخ لن يبرئهم من الجرائم التي ارتكبوها، وسيظل الشعب المصري يذكر أن عهد مبارك كان عصر ظلم وفساد".

 

وسخر المحامي الحقوقي «طارق العوضي»، بالقول: «طبعا براءة مبارك من قتل المتظاهرين كانت مؤكدة ومتوقعة، مش عارف أنتم متضايقين ليه".

وعلق المحامي الدولي «محمود رفعت»، قائلا: "حكم نهائي ببراءة مبارك من قتل المتظاهرين، لن تذهب ثورة يناير أدراج الرياح كما يظن البعض، ولن تضيع دماء شهداء يناير، أطهر دماء مصر".

وأعرب البرلماني السابق «باسل عادل» عن غضبه واستياءه، بعد براءة «مبارك»، وقال: "سلامًا لأرواح شهداء ثوره يناير، لا تحزنوا فإن للعدل صور كثيرة، أكثرها عدلًا أن يتحقق ما استشهدتوا من أجله يوما ما".

بينما انتقد «محمد محسوب»، وزير الدولة للمجالس النيابية اﻷسبق، البراءة وغرد: "لهم البراءة وللشعب الموت والفقر والجوع، محكمة الشعب ستبقى الأعلى حتى لو تأجل حكمها ليوم قادم".

وأشار «طارق الزمر» رئيس حزب «البناء والتنمية»، إلى أن "إدانة مبارك بقتل المتظاهرين في ٢ ١١، تعني إدانة السيسي بقتل المعتصمين في ٢ ١٣".

وقال: "لهذا فالبراءة ضرورة كما أنها مركبة.. لكن الحقوق لا تضيع".

فيما انتقد السفير «عبد الله الأشعل» المرشح الرئاسي السابق، سياسة الكيل بمكيالين في مصر، بعد أن خرج رموز «مبارك» من جميع قضايا الفساد، وزُج بـ«ثوار يناير» في السجون.

وقال «الأشعل»: «ثورة يناير ضد نظام مبارك تعني أن هناك جرائم ومظالم ارتكبها رأس النظام ورموزه، وعندما يبرئ القضاء هؤلاء جميعا ويتصالحون مع النظام الحالي على نهب أموال الشعب، صاحب الحق في العفو والعقاب، يعني أن الشعب قام بثورة ضد نظام صالح وليس فاسد».

غضب إلكتروني

الوضع على صعيد مواقع التواصل الاجتماعي، بين النشطاء، لم يقل غضبا وسخرية من تعليقات السياسيين، حتى تصدر وسم «مبارك»، قائمة الوسوم الأكثر تداولا في مصر بموقع «تويتر»، منذ النطق بالحكم، فيما شهدت قائمة الوسوم الأكثر تداولا وسما بعنوان «صرخة شعب لإسقاط النظام»، رفضا للحكم.

فغرد «محمد فؤاد»: "فرعون براءة.. وجنوده براءة.. الشهداء قتلوا انفسهم يا وطن الـ...".

وكتب الإعلامي «تامر أبو عرب»: "مستعد أصدق تماما إن المحكمة بتتعامل بالورق وإن مفيش ورق يدين مبارك لو ورونا الورق اللي بيدين الشباب بتعطيل المرور وتكدير السلم العام".

وغردت «سما وليد»، قائلة: "لم أتفاجأ ببراءة مبارك لذلك لم أنتظر حكم قاضي الأرض الفاسد بل أنتظر حكم قاضي السماء المنتقم الحق العدل لذلك القضية لم تنته بعد".

وعلق «عبد الرحمن منصور» مؤسس صفحة «خالد سعيد» التي كانت أحد منصات الدعوة للثورة: "رحم الله شهداء ثورة يناير، وما تلاها من أحداث، قد يفلت المجرمون من العقاب اليوم، لكن أملا في عدالة انتقالية سيظل هدفنا كمواطنين نسعى لوطن لا يضيع فيه حق ولا يُهدر فيه دم إنسان".

وأضاف: "لن ينسى ملايين المصريين عربات الشرطة وهي تدهس المتظاهرين السلميين، ولا قناصة الداخلية وهي تقتل الناس بدم بارد، ولا بطش جنود الداخلية وضباطها، سوف تقاومكم الذاكرة ويهزمكم الحلم، والأيام بيننا".

وقال الحقوقي «جمال عيد» رئيس الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان: "إذا مات قبل أن نعيد محاكمته سيموت لص.. إذا امتد به العمر فسوف يحاكم محاكمة عادلة.. ويحاسب على الجرائم التي أفلت منها، وسوف يكون كل من ساعده في الإفلات من العقاب الآن شريكا له، مبارك مجرم .. وسيظل".

أما الصحفي «محمود السعداوي»، فغرد ساخرا: "براءة الحمد لله.. احنا نرشح مبارك بقى في 2018".

وكتبت «نهال يحيى»: "محكمة النقض برأت مبارك من قتل المتظاهرين طيب لما تيجى لقطة جمال مبارك رئيسا للجمهورية صحوني ونبى أصل الفيلم طال وباخ".

وأضاف «علاء الهواري»: "طبعا معروفة إن الرئيس مالوش دعوة بأي قتل حصل في عهده على إيد الداخليه (ولا شايفين إنه مسؤول) كفارة يا أبو علاء ومبروك للي قالوا بلاش محاكمات سياسية علشان نعرف نرجع الفلوس".

وعلق الإعلامي «أسامة جاويش» على الحكم بالقول: "اتضح أن شهداء 25 يناير مماتوش في أحداث يناير.. حاكموا حمادة هلال بتهمة تضليل الرأي العام، لأن كل حاجه طلعت فوتوشوب.. ومبارك خد براءة ومفيش متظاهرين اتقتلوا".

ولفت «أحمد الجزار» إلى الحكم قائلا: "حاجة ولا في الأحلام عملنا ثورة عشان نحبس الحرامية خرجوا الحرامية براءة واحنا اللي اتحبسنا.. عودوا إلى ثورتكم".

بينما كتب الناشط «محمد ناجي»: «الثورة متنيلة بنيلة مستمرة».

فرحة وتعويض

أما مؤيدو «مبارك»، فخرجوا في مظاهرة احتفالية بقرار براءته، وقالت حملة «آسف يا ريس» المؤيدة لمبارك، تعليقا على الحكم: "أرادوا أن يطيل الله عمره ليذلوه.. فأطال عمره لينصره".

الإعلامي «تامر أمين»، قال في برنامجه أمس، على فضائية «الحياة» (خاصة): "الحكم الصادر يؤكد للكل أن المصريين انضحك عليهم خلال الـ6 سنوات.. مبارك اتظلم".

 

وأضاف: "ثورة يناير (كانون الثاني) نجحت فقط في تغيير وزير الداخلية حبيب العادلي، وهناك دول وأشخاص أرادت توجيه التهم بقتل المتظاهرين للرئيس الأسبق مبارك بهدف سرقة الثورة فقط".

بينما علق المستشار «مرتضى منصور» عضو مجلس النواب، وأحد المؤيدين لـ«مبارك»، والمعارضين للثورة على الحكم قائلا: "أمر طبيعي.. لأنه لم يحرض على قتل أحد".

وأضاف في مداخلة هاتفية على فضائية «العاصمة» (خاصة)، أن "مبارك قال للحرس الجمهوري لو المتظاهرين اقتحموا غرفتي وحاولوا قتلي لا تطلقوا الرصاص على أحد".

أما علق الفنان «طلعت زكريا»، الذي تلقى في وقت سابق، هجوما عنيفا بسبب تأييده لـ«مبارك» ومعارضته للثورة، فقال عن الحكم: «بعد 6 سنوات بقول إن مبارك كان مظلوما»، وأضاف: «نحمد الله لأن اطال عمر الرئيس ليري بنفسه براءته أمام دول العالم».

 

المصدر: وكالات عربية

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار الدولي
أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة