لماذا يستميت الإرهابيون في السيطرة على حي "المنشية" جنوب درعا؟ +خرائط


لماذا یستمیت الإرهابیون فی السیطرة على حی "المنشیة" جنوب درعا؟ +خرائط

دمشق -تسنيم: فشلٌ بعد فشلٍ، يصيب المجموعات الإرهابية في الجنوب السوري، التي تسعى بكل ما تملك من قوة للسيطرة على مدينة درعا انطلاقاً من حي "المنشية" في الجهة الجنوبية للمدينة، في وقت تتحدث التقارير عن مساعي سعودية أردنية "إسرائيلية" برعاية أمريكية لإنشاء منطقة عازلة جنوب سوريا.

ثلاثة فصائل إرهابية بارزة، هي "جبهة النصرة وأحرار الشام وأكناف بيت المقدس" أطلقوا بتاريخ 12 شباط 2017، معركة "الموت ولا المذلة" معلنين عن تشكيل غرفة عمليات مشتركة أسموها "البنيان المرصوص"، تهدف هذه المعركة للسيطرة على كامل مدينة درعا انطلاقاً من حي "المنشية" الاستراتيجي الذي يشكّل الخاصرة الجنوبية الغربية للمدينة.

خمس موجات هجومية أفشلها الجيش السوري، منذ انطلاق هذه "المعركة"، كان آخرها الهجمة التي استأنفتها المجموعات الإرهابية فجر السبت بتفجير عربة مفخخة جنوب حي "المنشية" لتستطيع بعدها إحداث خرق بسيط وتسيطر على بعض كتل الأبنية السكنية جنوب الحي قبل أن يستوعب الجيش السوري الهجوم ويشن هجوماً معاكساً استخدم فيه سلاح المدفعية والطيران الحربي،  قتل خلاله أكثر من 80 إرهابياً بينهم القائد العسكري لغرفة عمليات "البنيان المرصوص" إضافة إلى قياديين سعوديين وأردنيين.

حاولت الفصائل الإرهابية الترويج لنصر كبير حققته خلال هجومها الأخير، للتعتيم على خسائرها الكبيرة، فأعلنت أنها سيطرت على عدة حواجز تابعة للجيش وأسرت عدداً من الجنود وباتت على بعد أمتار قليلة للسيطرة على حي "المنشية"، إلا أن المعلومات الميدانية تؤكد أن الجيش السوري يمسك زمام المبادرة وأنه استوعب الهجوم الإرهابي بالكامل.  

تشير المعلومات إلى أن السلاح والعناصر الإرهابية يدخلون من قرية قرب مدينة "الرمثا" الأردنية باتجاه طريق "السد"، ومنه إلى قرية "نصيب" شرق مدينة درعا، وإلى "طفس" في الجهة الشمالية الغربية وهما القريتان اللتان ينطلق منهما الإرهابيون المهاجمون لنقاط الجيش في "المنشية"

وتبرز أهمية حي المنشية في أنه:

أولاً؛ يعتبر بوابة الدخول إلى مدينة درعا بالكامل من المنطقة الجنوبية الغربية، وفي حال سيطرة المجموعات الإرهابية عليه، فسيكون منصة لاستهداف جميع الأحياء الواقعة تحت سيطرة الدولة السورية بالقذائف الصاروخية.

ثانياً؛ يمتلك حي المنشية موقعاً استراتيجياً كونه يطلّ على وادي "الزيدي" الفاصل بين حيي "درعا المحطة" و"درعا البلد" كما يُشرف على الطريق الواصل بين "درعا البلد" و "الرمثا" (الأردنية) التي تبعد 3 كيلومترات عن الحدود السورية الأردنية.

ثالثاً؛ فشلُ جميع محاولات الإرهابيين في اقتحام الحي أو السيطرة عليه رغم الهجومات المتكررة، زاد من أهميته، حيث أفشل الجيش السوري خلال عامين أكثر من خمس معارك خاضتها المجموعات الإرهابية للسيطرة على الحي بدءاً مما سمي معركة "عاصفة الجنوب" عام 2015 والتي كانت تديرها غرفة "الموك" برعاية أمريكي فرنسية أردنية، وصولاً إلى المعركة الأخيرة "الموت ولا المذلة" والتي تكبّد الإرهابيون فيها خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد.

التطورات الميدانية الأخيرة، ترافقت مع جهود سياسية تبذلها كل من الأردن والسعودية والكيان الصهيوني برعاية أمريكية، لإنشاء منطقة عازلة في الجنوب السوري، حيث أشارت التقارير أن مسألة "المنطقة العازلة" طرحها كل من الملك الأردني ورئيس وزراء العدو الصهيوني في زيارتهما الأخيرة لواشنطن ولقائهما الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي كان قد تعهّد قبل توليه الرئاسة بإنشاء "منطقة آمنة" في سوريا مطالباً دول الخليج الفارسي بتمويل هذا المشروع، كما أن رئيس الوزراء الصهيوني نتنياهو يسعى إلى أن إنشاء منطقة عازلة في الجنوب السوري، لـ "منع إيران وحزب الله من أن يكون لهما موطئ قدم في المنطقة" حسب ما ذكرت صحيفة "هآرتس" الصهيونية.

المساعي لإنشاء منطقة عازلة في الجنوب السوري برعاية أمريكية، عززتها تقارير تحدثت مؤخراً عن وصول مدرعات أمريكية إلى منطقة "المفرق" على الحدود الأردنية السورية والمقابلة لمدينة درعا من جهة الأردن، وانتشار قوات خاصة أردنية أمريكية على نقاط مختلفة من الحدود مع سوريا.

 

 

الأكثر قراءة الأخبار الدولي
أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة