العميد دهقان: سنتصدى لأي تهديد أمريكي بمنتهى الجدّية

العمید دهقان: سنتصدى لأی تهدید أمریکی بمنتهى الجدّیة

قال وزير الدفاع الإيراني العميد "حسين دهقان" أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستتصدى لأي تهديد أمريكي أو من أي دولة من الدول المتزلزلة لنظام الهيمنة، بجدية وبمواجهة حقيقية.

وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء ان العميد دهقان أكد في كلمة له امام مؤتمر موسكو الدولي للأمن أن أي تهديد أمريكي أو من أي دولة من دول نظام الهيمنة ضد إيران سيواجه من قبل الجمهورية الإسلامية بمواجهة حقيقية وجدية.

وإعتبر وزير الدفاع الإيراني إقامة مؤتمر موسكو للأمن فرصة لمراجعة التطورات الأمنية على الساحة الدولية، للوصول إلى فهم مشترك للتحديات التي سيواجهها العالم، وللتأكيد على الآليات العسكرية المؤثرة في تأسيس النظام الأمني الجديد في العالم.

وأضاف العميد دهقان إن من أهم الأمور التي صاحبت النظام الأمني العالمي بعد إنتهاء الحرب الباردة هي، الفوضى، وعدم قدرة هذا النظام على التعامل بحزم مع بعض القضايا، وعدم الاستقرار.

وتابع وزير الدفاع الإيراني بالقول أن الأمن العالمي هذا، ورغم أنه كان قائماً على مبادئ وقواعد مثل القبول بحق تقرير المصير للشعوب، وإحترام السيادة الوطنية، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وكذلك عدم شرعنة اللجوء إلى القوة، إلا أنه واجه جراء الإجراءات غير القانونية للغرب، لا سيما أمريكا وإنتهاك هذه المبادئ في مناطق مختلفة من هذا العالم، العديد من التحديات العسكرية والأمنية المعقدة، والمصطنعة وغير المستقرة لافتاً إلى أن توسع دائرة عدم الإستقرار الأمني، والإضطرابات، جعل الأمن العالمي في مواجهة خطر حقيقي.

وقال العميد دهقان أن من بين التهديدات التي تواجه الأمن العالمي اليوم، تلك التصريحات ، والسلوك والقرارات غير المسؤولة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وكذلك إستمرار الأزمات في الشرق الأوسط، لا سيما عدم تحقق الأهداف والمطالب التأريخية للشعب الفلسطيني.

وأضاف وزير الدفاع الإيراني أن إذكاء التوترات التأريخية في شبه الجزيرة الكورية مع الغرب، وإستمرار الدعم الأمريكي، والإسرائيلي، والبريطاني، والسعودي، للمجموعات الإرهابية، وسعي هذه الدول إلى الحفاظ على التوازن العسكري لهذه المجموعات في مواجهتها للحكومات الشرعية، كل ذلك يعتبر تهديداً للسلام والأمن العالمي.

وتابع العميد دهقان بالقول أن تنمية الجماعات الإرهابية التكفيرية المهزومة في العراق وسوريا، وتعزيز تواجدها في باقي البلدان، ورفع مستوى نشاطاتها في تلك الدول، يعد عاملاً آخر من العوامل المهددة للأمن والإستقرار في العالم.

وقال وزير الدفاع الإيراني إننا نرى اليوم معايير مزدوجة تطبق في التعامل مع القتلة والإرهابيين، ومن المؤسف أن نجد المؤسسات القانونية الدولية، والمدافعين عن حقوق الإنسان، تراقب قتل الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال، وإشاعة الخوف والذعر، والتهجير القسري، وتشرد الناس في مناطق النزاعات، ووضع العراقيل أمام إرسال المساعدات الإنسانية دون أن تحرك ساكناً.

وتابع العميد دهقان بالقول أن ما يؤسف أكثر في ساحات النزاعات والصراعات، هو أن نرى أنه وإضافة إلى عدم الوقوف مع الحكومات والشعوب التي تتعرض بلدانها للهجوم والدمار والنهب، يتم دعم الإرهابيين وتشجعيهم.

وأكد وزير الدفاع الإيراني أن مواجهة الإرهاب اليوم تتطلب من جميع الدول التعامل بجدية وبحزم مع الإرهابيين، والقضاء على أسباب نمو وإنتشار الجماعات الإرهابية، مشدداً على أن أهم ما يحتاجه العالم اليوم هو إدانة سريعة للقتل والعنف، والعمل على وقف الدعم والحماية السياسية والعسكرية والمالية للإرهابيين، ومساعدة الحكومات الشرعية في مواجهتها لهذا الإرهاب.

وقال العميد دهقان أن الأمريكيين سيسعون إلى إظهار شكل جديد من "الفاشية العالمية" عبر الإتيان بعقيدة وسياسة جديدة تحت مسمى "الأمن التجاري" لإثبات أي دور مستقبلي لهم في النظام الدولي.

وأضاف وزير الدفاع الإيراني انه في المحصلة ستعمل أمريكا على إيجاد تهديدات وهمية ومصطنعة، عبر تقاسم الأدوار بينها وبين حلفائها في المنطقة وخارجها، في مجال قضية التخويف من الآخر، لا سيما من روسيا، والصين وإيران، لتتمكن عبر تعزيز تواجدها، ونشر مزيد من القواعد، وزيادة التدخل في مناطق مختلفة مثل غرب وشرق وجنوب آسيا، والحدود الشرقية لأوربا، والعودة إلى عهد الحرب الباردة، مع نهب ثروات هذه المناطق بحجة حماية أمن حلفائها، من اعاقة دول العالم في توفير أهم متطالباتها وهي السلام، والأمن والتنمية المستدامة.

وجدد وزير الدفاع الإيراني التأكيد على أن عدم الإستقرار، وإنعدام الأمن، والعنف، والإرهاب الذي يشهده العالم، كل هذه ظروف هيمنت على العلاقات الدولية خلال العقود الثلاثة الأخيرة حيث جرى العمل على تنميتها وتطويرها من خلال سعي واشنطن لإقامة نظام القطب الواحد. 

وقال العميد دهقان أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ترى أن النظام الجديد للأمن العالمي ينبغي أن يكون قائماً على مبادئ مثل المواجهة العالمية المشتركة للإرهاب والتطرف والعنف، وإحترام السيادة الوطنية للدول، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لها، والإحترام المتبادل، والحوار البناء، وإستبدال لغة السلاح بلغة الحوار والمنطق، وإيجاد وتعزيز العلاقات الإقليمية.

ولفت وزير الدفاع الإيراني إلى أن الوصول إلى نظام جديد للأمن في العالم مشروط بوقف إستراتجية أمريكا في السعي لإثارة الحروب، والتدخلات المدمرة لواشنطن، وإنهاء الدعم الأمريكي والبريطاني والسعودي للإرهابيين، والإعتراف بالحق التأريخي للشعب الفلسطيني في العودة إلى الأراضي المحتلة، وخلق إمكانية لتحقيق مطلبه في تقرير مصيره، وإستمرار حماية اللاعبين الأساسين المعنيين  بتوفير السلم والإستقرار لإستمرار حكم الشعوب لأنفسها.

وأكد العميد دهقان أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تؤمن بانه لا يمكن لأمريكا أو لاي دولة أخرى، وعبر دعم الحروب والقتل والمنظمات الإرهابية أن تصل إلى أهدافها السياسية والتوسعية في الشرق الأوسط أو في شمال أفريقيا.

وتابع وزير الدفاع الإيراني بالقول أن طهران ترى أنه إذا لم يتم القضاء على الإرهاب المسلح في سوريا والعراق، فإن هذا الإرهاب سيضرب بوحشية وعما قريب جميع الداعمين الصغار والكبار له بما في ذلك السعودية، وتركيا، وأمريكا وأوربا.

وقال العميد دهقان أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تؤمن بأن الجبهة القائمة في سوريا اليوم، والتي تضم كل من روسيا، وإيران والحكومة الشرعية السورية والشعب السوري المقاوم، ستنتصر في النهاية على الإرهابيين، وأننا سنجني في نهاية المطاف منطقة أكثر أمناً وإستقراراً.

وأكد وزير الدفاع الإيراني أن بلاده ستواصل بعزيمة راسخة، ومن منطلق إنساني، دعم الحكومات الشرعية في سوريا، والعراق، ومطالب الشعب اليمني المظلوم، والمواجهة الحازمة والمصيرية مع الحركات الإرهابية والتكفيرية في جميع مناطق النزاع.

وأضاف العميد دهقان أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ترى أنه لا حل عسكري للأزمات الحاصلة في العراق وسوريا واليمن وباقي مناطق الصراعات، وأن السبيل الوحيد لإنهاء هذه الأزمات هو الحوار الداخلي البعيد عن أي تدخل خارجي.

وأكد وزير الدفاع الإيراني أن بلاده ستواصل تعاونها حتى النهاية مع دولة عظمى مثل روسيا في مواجهة الجماعات الإرهابية، وأنها ستقوم خلال ذلك وعبر الرصد الذكي واليقظة التامة بكافة التدابير لمواجهة وإجهاض الخطط والمؤامرات والإجراءات التي تقوم بها الدول الداعمة للإرهاب على المستويات الإستراتيجية، والسياسية، والعسكرية.

وقال العميد دهقان أن الجمهورية الإسلامية التي كانت أكبر ضحية للأسلحة الكيماوية، وبقيت لسنوات عديدة تتعرض لأكثر الإجراءات والعقوبات وحشية، تعارض أي إنتاج أو تخزين أو إستعمال للأسلحة الكيماوية.

وأكد وزير الدفاع الإيراني أن بلاده ستواصل الإلتزام بالإتفاق النووي، لكنها ستتصدى بمنتهى الجدية لأي تهديد أمريكي أو من قبل اي دولة أخرى من دول نظام الهيمنة، لافتاً إلى أن الجمهورية الإسلامية تؤمن بأن الإستخدام السلمي للطاقة النووية حق طبيعي لجميع الشعوب، ولا توجد سلطة تستطيع منع ذلك.

واضاف الوزير دهقان أن طهران  ترى في أن  تتوفر هناك إرادة عالمية لنزع الأسلحة النووية، وكحد أدنى في منطقة الشرق الأوسط التي يجب فيها نزع أسلحة التدمير الشامل لإسرائيل، بما في ذلك الأسلحة الكيماوية والنووية لضمان المستوى المطلوب من الأمن لهذه المنطقة. 

وإعتبر وزير الدفاع الإيراني أن عبارة مضحكة ومكررة مثل "جميع الخيارات مطروحة على الطاولة" لا يمكنها إجبار الدول على تقديم تنازلات سياسية وعسكرية.

وقال الوزير دهقان إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ترى أن الأزمة في شبه الجزيرة الكورية وإذا ما أخذت بعداً عسكرياً فإن ذلك سيعود بنتائج كارثية ومدمرة على العالم، لافتاً إلى أن إرساء الأمن والإستقرار في العالم مرتبط بتغيير واشنطن لسلوكها وإبتعادها عن التدخل في شؤون الآخرين وإذكاء الحروب على مستوى العالم، والتخلي عن دعم سيناريوهات عفى عليها الزمن مثل أمن إسرائيل في المنطقة.

وأكد وزير الدفاع الإيراني أن اي نظرية ستكون مبنية على مواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة، وغض الطرف عن الحقائق التأريخية لدول المنطقة وعلاقاتها فيما بينها، ستكون محكومة بالفشل، قائلاً: إن الهزائم المتتالية لأمريكا في سوريا والعراق ولبنان وافغانستان دليل على حقيقة هذا الأمر.

وختم الوزير دهقان بالإعراب عن أمله في أن يمثل مؤتمر موسكو للأمن خطوة مؤثرة بإتجاه التفاهم والتعاون بين حكومات وشعوب العالم للوصول إلى تحقيق الإستقرار العالمي والإقليمي المطلوب.

/انتهى/

أهم الأخبار الأمن والدفاع
عناوين مختارة