إيران الإسلامية ستحافظ على مناعتها.. والسعودية لا تملك القدرة على اختراقها


إیران الإسلامیة ستحافظ على مناعتها.. والسعودیة لا تملک القدرة على اختراقها

دمشق - تسنيم: قال الخبير الاستراتيجي الدكتور فيصل عبد الساتر في حديثه لمراسلة تسنيم في دمشق رداً على تصريحات ولي ولي العهد السعودي ضد الجمهورية الإسلامية: إن إيران اليوم هي هدف مستمر ودائم لكل المحاولات الأمريكية و"الإسرائيلية" والسعودية، وإن قدرة السعوديين على اختراق الساحة الإيرانية محدودة.

وعما إذا كانت السعودية قد حصلت على الضوء الأخضر والدعم من الولايات المتحدة الأمريكية لتدلي بتصريحاتها ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، خاصة أن هذه التصريحات أتت بعد لقاء ابن سلمان بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قال مدير مركز "دال" للدراسات الاستراتيجية فيصل عبد الساتر: "لا يخفى على أحد طبيعة العلاقات السعودية الأمريكية، وصحيح أن الرئيس ترامب في بعض التصريحات أثار الكثير من التساؤلات حول طبيعة علاقة أمريكا بالسعودية كقوله أن "السعودية تكلّف الولايات المتحدة ثمناً كبيراً من أجل حمايتها" لكن الواضح أن مثل هذه التصريحات لا تُغفل الجانب الأهم في هذا الموضوع" مضيفاً : "وأعني هنا اشتراك الطرفين في إظهار قدر كبير من العداء والعدوانية تجاه الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لذلك رأينا أن ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، صرّح لوسائل الإعلام ولأكثر من قناة عربية خليجية، بأن ليس هناك أي نقاط التقاء مع إيران في أي حال من الأحوال، وهذا إن دلّ على شيء فإنه يدلّ على وحدة الإرادة السعودية والأمريكية في هذا الإطار"

وقال عبد الساتر: "رغم وجود الكثير من الأحداث ما بين السعودية وإيران التي توجب التصعيد من الجانب الإيراني، إلا أن الإيرانيين رغم كل هذا الأمر كانوا يلجأون دائماً إلى الدبلوماسية في هذا السياق، و ما صدر من تصريحات سعودية يُعبر عن النوايا السلبية للسعوديين في أنهم لا يريدون أي مناخ إيجابي في العلاقة بينهم وبين إيران "

ولفت عبد الساتر إلى أنه "لم تفلح أي من العوامل التي كانت تتسلح بها السعودية في دعمها لما يسمى "الثورة" في سوريا أو دعمها للفوضى التي حصلت في العراق، فالآن بات الكل يعلم أن السعودية لم تدعم سوى مجموعات إرهابية، ساهمت في قتل البشر ودمرت كل المجتمعات العربية، فكان لابد لها من مسألة أخرى لتحمي نفسها أمام الرأي العام العربي والإسلامي فأظهرت نفسها أنها تدافع عما يسمى "الإٍسلام السني" في مقابل هجمة من "الإسلام الشيعي" التي تعتبر أن إيران هي الممثل له في هذا العالم

وحول إمكانية أن تمتلك السعودية الجرأة على زعزعة الاستقرار في الداخل الإيراني، من خلال إثارة النزعات المذهبية أو إحداث بلبلة فيها على غرار ما حصل في سوريا أو العراق أو ليبيا، قال عبد الساتر: "ليس هناك أمر مستبعد في هذا السياق، صحيحٌ أن الأمور في الداخل الإيراني مختلفة كثيراً عما هي الحال في بعض الدول العربية لكن هذا لا يمنع من محاولات السعودية"

لافتاً أن "إيران ابتليت بهذا النوع من الإرهاب في فترات متقطعة وخصوصاً في المناطق المحاذية لباكستان حيث يوجد هناك أغلبية من الوهابيين المدعومين من السعودية، لكن قدرة السعوديين على اختراق الساحة الإيرانية حسب التوقعات، هي قدرة محدودة، والأمن الإيراني أثبت قدرته على احتواء الأمور، وسبق أن قام بعمليات واسعة واستطاع أن يستأصل الكثير من الخلايا النائمة"

وقال عبد الساتر:"إن إيران اليوم في قلب العاصفة وهي هدف مستمر ودائم لكل المحاولات الأمريكية والإسرائيلية والسعودية والكل الآن يشترك في أنه يريد النيل من إيران بأي شكل من الأشكال، وإيران بدورها ستحافظ على مناعتها الداخلية عبر تقديم نموذج تلو الآخر من الديمقراطية وسياستها الرصينة والحكمة في التعامل مع كثير من الأحداث في المنطقة .

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار الدولي
أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة