هل تستغل الامارات الانفلات الأمني في وادي حضرموت؟


هل تستغل الامارات الانفلات الأمنی فی وادی حضرموت؟

يشهد وادي حضرموت شرقي اليمن تصعيداً أمنياً غير مسبوق، وسط توقعات بنقل تجربة "قوات النخبة" الحضرمية التي تشرف عليها الإمارات إلى الوادي.

وافادت وكالة تسنيم الدولية للانباء ان وادي حضرموت شهد الأيام الماضية سلسلة أحداث أمنية يبدو أنها تهيئ لمرحلة جديدة، يتغير معها نفوذ السيطرة، مع ارتفاع وتيرة الاغتيالات والخطف وعمليات السطو التي تتابعت بطريقة تطرح علامات استفهام حول خلفياتها وأهدافها والجهات التي تقف خلفها. 

وفي الخامس من سبتمبر/أيلول الحالي، اغتال مسلحون مواطناً يحمل الجنسية الإماراتية بمديرية دوعن، يدعى عبدالله عمر بارشيد. وتشير أنباء إلى أنه ضابط متقاعد في الجيش الإماراتي من أصول حضرمية.

لكن الإمارات لم تعلن أي توضيح بخصوص الحادثة، ولم تمر ساعات على الحادثة حتى اغتيل نائب مدير أمن دوعن، العقيد علي باداهية، برصاص مسلحين يعتقد أنهم من تنظيم "القاعدة". وفي تطور لافت، اختطف مجهولون أواخر أغسطس/ آب الماضي، المسؤول المالي لـ"دار المصطفى للدراسات الإسلامية"، عبدالله مولى الدويلة، بمدينة تريم، وهو تابع لـ"التيار الصوفي" الذي يترأسه عمر بن حفيظ، وهو أبرز مؤسسة دينية تابعة للصوفيين في جنوب اليمن.

وفيما أتاحت ظروف الحرب في عدن، وسيطرة "القاعدة" على المكلا وبعض مناطق محافظة شبوة، انتشار قوات تشرف عليها الإمارات، لم تجد أبوظبي مبرراً للتدخل في وادي حضرموت، خصوصاً أن الحرب الدائرة في اليمن لم تقترب منه، وبقي أيضاً بعيداً عن نفوذ تنظيم "القاعدة" بعد سيطرته على مدينة المكلا في إبريل/نيسان 2015.

لكن الأحداث الأمنية الأخيرة قد تسرع بنقل تجربة "قوات النخبة" إلى وادي حضرموت، لا سيما أن محافظ حضرموت، اللواء ركن فرج البحسني، كان قد أعلن في مقابلة تلفزيونية قبل أيام، أن السلطات المحلية في طريقها لهذا التوجه.

ويرى مراقبون أن الإمارات قد تستفيد من هذه الأحداث مثلما حصل في محافظة شبوة. فبعد أيام من انتشار أفراد من تنظيم "القاعدة" في بعض المناطق، سيطرت "قوات النخبة الشبوانية" على بعض المناطق بما فيها ميناء بلحف الاستراتيجي لتصدير الغاز، وهو الأمر الذي قد يتكرر في وادي حضرموت وفقاً لمراقبين.

وبعد أشهر من الانفلات الأمني، دعا "حلف حضرموت" (تجمع قبلي) إلى عقد اجتماع موسع لقبائل حضرموت والوجهاء والأعيان يوم السبت، بمنطقة تاربة في سيئون، لبحث حادثة اختطاف المسؤول المالي لـ"دار المصطفى" بمدينة تريم التابع لصوفيين في حضرموت، ومناقشة الاختلالات في وادي حضرموت عموماً.

وتضمن البيان الختامي للقاء مناشدة مايسمى "التحالف العربي" لحل مشكلة الانفلات الأمني بوادي حضرموت وكشف ومتابعة كل ما يجري من قتل واختطاف.

وفي هذا الإطار، يبقى التساؤل الأهم يتمثل في معرفة ما إذا كانت السعودية ستسلّم ملف أمن وادي حضرموت الذي ترتبط به جغرافياً، للإمارات أم أنها ستمسك هي بزمام الأمور، لا سيما بعد بدئها بتدريب دفعة تقدر بـ1000 مجند قبل أسابيع في مقر المنطقة العسكرية الأولى في سيئون؟

المصدر: العربي الجديد

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار الدولي
أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة