وزير المصالحة الوطنية السورية : انتصار دير الزور احبط المخططات الامريكية .. السعودية فشلت في سوريا +فيديو


وزیر المصالحة الوطنیة السوریة : انتصار دیر الزور احبط المخططات الامریکیة .. السعودیة فشلت فی سوریا +فیدیو

دمشق / تسنيم // أكد وزير المصالحة الوطنية السورية "علي حيدر" أن انتصار دير الزور كسر المخططات الأمريكية والغربية بالكامل، وأن الأمريكي يحاول أن يخرج من سوريا بأقل الخسائر، لافتاً أن السعودية عجزت عن أن يكون لها دور فاعل في سوريا كما أن تركيا غير قادرة على ضبط جبهة النصرة في إدلب.

جاء ذلك في تصريح خاص ادلى به وزير المصالحة الوطنية السورية على حيدر لمراسلة وكالة تسنيم الدولية للانباء من دمشق؛ وفيما يلي نص الحوار:-

الوزير السوري علي حيدر : بداية أرحب بكم وأنا دائماً أقول إننا نعتبر وكالة تسنيم، وكالة وطنية بامتياز بالنسبة لنا، وهي ناقل حقيقي لما كان يحصل في سوريا، في الوقت الذي كان العالم كله ينقل الكذب والرياء، كانت تسنيم من وسائل المعركة الحقيقية والدفاع الحقيقي عن الشعب السوري وما يحصل في سوريا، فأهلا وسهلاً بكم دوماً.

تسنيم : البداية من دير الزور، كنا نقول في السنة الماضية أن ما بعد تحرير حلب ليس كما قبلها، واليوم نقول أن ما بعد دير الزور ليس كما قبل دير الزور، برأيكم ما هو البعد السياسي الذي رسمه الانتصار التاريخي على الواقع في سوريا؟

علي حيدر : بالطبع إن دير الزور من المعارك المهمة وإذا اعتبرنا أن هناك نسباً مئوية فنستطيع أن نتكلم عن أن معركة دير الزور تشكّل 30 بالمئة من الانتصار النهائي في العمل العسكري على كامل مساحة سوريا، لأن دير الزور لمن لا يعلم، هي العقدة التي تمكننا من الذهاب إلى أفق جديد من العمل العسكري، باتجاه الحدود العراقية، وهذا أمر مهم جداً لأن جزءاً من المشروع ضدنا، هو قطع الاتصال الكامل بين سوريا والعراق والذي يشكّل سلسلة في حلقة المقاومة التي تبدأ من إيران مروراً بالعراق وسوريا ولبنان.

ان  انتصار دير الزور يعني بدء إعادة ربط السلسلة من جديد، وبالتأكيد هذا بالتوافق مع انتصارات الجيش العراقي والحشد الشعبي، وفي الحقيقة هناك عمل كبير لمنعه من الوصول إلى الحدود العراقية، وفي المقابل هناك محاولة منع  من الجهة السورية باتجاه الشدادي (شمال دير الزور)، ومحاولة اختلاق معارك جديدة وهمية (من قبل أمريكا) باسم الحرب على داعش لقطع سلسلة هذا الانتصار.

انتصار دير الزور من الناحية العسكرية مهم جداً لأنه يصلنا إلى الحدود العراقية، ثانياً ينقلنا إلى الضفة الشمالية لنهر الفرات ولأول مرة، والتي ستفتح أمامنا ساحات جديدة هي جزء من الوطن السوري، كان يظن البعض أنها أصبحت خارج سلطة الدولة السورية وخارج حسابات الدولة السورية السياسية ليكتشف الجميع أنه على العكس تماماً، فبعد أن فككنا الطوق وحررنا المطار، الجميع بات يعرف أننا بدأنا عمليات العبور إلى الضفة الشمالية من النهر، وهناك أفق جديد للمعارك تستثمر في العمل العسكري والاقتصادي، فلدينا هناك حقول نفط وغاز مهمة جداً وقرار الدولة السورية كان باستعادتها، كما أنها تُستثمر في السياسة في أن الخطوط التي كان يتوهم البعض بأنها حمراء، قد كسرت وهناك قاعدة أساسية نصرّ عليها وهي أن سوريا وحدة واحدة جغرافياً وأن الشعب السوري واحد."

تسنيم : التصريحات الغربية بعد انتصار دير الزور جاءت مغايرة لما قبل، وتجلى ذلك على لسان السفير الأمريكي السابق في سوريا روبرت فورد عندما قال أن انتصار سوريا في دير الزور هو انتصار لحلفائها وأيضاً قال أنه لم يكن أي محلل سياسي يتوقع وصول الجيش السوري إلى دير الزور.. ما سبب هذا التغيير خاصة وأن هذه المرة الأولى التي نشهد نقلة نوعية أو اعتراف بنصر سوريا؟

وزير المصالحة الوطنية السورية : حقا لم يكن هناك من محلل واحد يتوقع (هذا الانتصر) من حلفه أو جبهته، ولكن كنا جميعاً نقول أننا نؤمن إيماناً أقرب إلى الغيب بأننا سنصل إلى دير الزور ونحررها، وبالتالي هو ليس غريباً علينا أو مفاجئاً لنا، ولكن كان مفاجئاً بالنسبة لهم (الغرب) لأنه كسر مخططاتهم بالكامل خاصة أن الساحة الوحيدة اليوم التي تستطيع أن تلعب بها أمريكا على الأرض السورية هي الساحة الشمالية الشرقية المتعلقة بما بعد دير الزور.

الحقيقة أنا ليس لي ثقة بالأمريكي لا فورد ولا من يمثّله ولا حتى بالغربي، في أنه أنجز أو قام بالتحول المطلوب تجاه الواقع السوري والحلول الحقيقية التي تدعم الشعب السوري، لأن هذه الدول ما زالت مصالحها كما هي، ومازالت استراتيجيتها العامة كما هي، قد يكون قد غيّر شيئاً في التكتيك وأنا أسميه التكيّف مع الواقع السوري، لأنه بعد الخطة "أ" و "ب" و"ج" وأصبح الآن في الخطة العاشرة، ومازال يجرب خطط جديدة ويغّير.

لا تغريني كثيراً مثل هذه التصريحات، بل أنظر إليها بعين الحذر وأراقب من يرى هزيمته من خلال تلك التصريحات، ولكن مازلنا في معركة يجرّب الأمريكي بها كل وسائله وخير دليل على أنه لم يسلّم أو يستسلم بأنه اليوم يحضّر لجولة جديدة، وقد تكلمت منذ قليل عن الشدادي (شمال دير الزور) والتحضير لنقل أعداد من المسلحين من المنطقة الجنوبية باتجاه الشدادي والحديث عن حرب على داعش في الجبهة الشرقية والشمالية لدير الزور وبالتالي تصريحات فورد تصرف في السياسة أكثر ما تصرف في العمل الميداني، وأظن اليوم أن الأمريكي في السياسة أكثر تكيّفاً مع الواقع السوري ويحاول أن يخرج بأقل خسائر ولكن دون أن يسلم كل الأوراق.

وعن الدور التركي في سوريا قال الوزير السوري : تركيا التي تجرّب كما جربت أمريكا وأيضاً تخسر كل الأوراق في كل مرة والكل يعرف بأن كل الترتيبات التي وعدت بها تركيا لضبط الحالة في إدلب أو لتتحول تركيا إلى راعي من رعاة أستانا من خلال ضبطها للوضع الميداني والعسكري داخل إدلب، كل ذلك فشل، وآخرها محاولة تشكيل "المجلس العسكري الإسلامي" في مواجهة جبهة النصرة، هذا المجلس الذي مات قبل أن يرى النور في مقابل جبهة النصرة التي مازالت تتمدد ومازالت الحاضر الأساسي في إدلب رغم كل ما يشاع ويقال عن تصدعات رأيناها في اليومين الماضيين أبرزها استقالة المحيسني (القائد الشرعي لجبهة النصرة) وغيره والحديث عن تفاصيل وصراعات داخلية"

هذه الصراعات الداخلية ستأخذ النصرة باتجاه الأكثر تشدداً وليس باتجاه الاعتدال كما يقول البعض، حتى ولو تم تفكيك جزء منها ولكن حتى الآن هي بنية عصيّة خارجة عن قدرة تركيا على ضبطها وبالتالي أية ترتيبات ميدانية لوجستية على الأرض تدفع باتجاه مناطق خفض التوتر غير ممكنة في ظل الواقع الموجود حالياً وفي ظل العجز التركي لضبط هذا الواقع.

تسنيم : بالحديث عن إدلب وجبهة النصرة، كان هناك قبل أيام اجتماع لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظيره السعودي عادل الجبير، هل استقالة المحيسني (الإرهابي السعودي)  جاءت نتيجة هذا الاجتماع؟، أم هي نتيجة لاختلافات بين الدول الخليجية أو انشقاقات بين جبهة النصرة بحد ذاتها؟

علي حيدر : يقال في المثل "ربّ ضارة نافعة" وبالتأكيد إن الصراع الخليجي – الخليجي صراع الأعداء لسوريا، خفف من القدرة على التدخل في الشأن السوري الداخلي، وأراد كل طرف من الطرفين الموجودين في الواجهة القطري والسعودي أن يتهم الطرف الآخر بأنه هو من يموّل وهو الراعي للإرهاب، وبالتالي خفت التصريحات فقط، ولكن لا نستطيع أن نتكلم على الأرض إلا عن عجز جزئي في متابعة ما كان يحصل سابقاً، لكنّ النوايا مازالت قائمة ولا نستطيع أن نتكلم عن تحوّل في الموقف السعودي ولا حتى القطري.

خفّت لهجة التصريحات السعودية لأنها الآن ليست معنية في وضع إدلب، فالسعودية خارج سياق إدلب، ولها مصلحة في أن تنتكس الجهود القطرية التركية في إدلب، كما لتركيا وقطر مصلحة في أن تنتكس جهود السعودية في الغوطة الشرقية لدمشق بما يتعلق بمناطق خفض التوتر، وبالتالي أنا دائماً أنظر إلى ما وراء التصريحات التي نسمعها هنا وهناك وأقول صحيح أن هناك شيء من التكيّف والعجز في أن يكون لهم دور فاعل وهذا يختلف بالمطلق عن أن يكون هناك قناعات تغيرت أو أنهم أصبحوا أكثر إيجابية تجاه الأزمة السورية، هم لم يصبحوا أكثر إيجابية، اختلفوا ولكن لم يختلفوا على مصلحة الشعب السوري ولم يصبح أحدهم أكثر قرباً أو فهماً أو واقعية من الأزمة السورية ومعالجتها، ولم يتغّيروا تجاه سوريا حتى هذه اللحظة، بل مازالت التغيرات بطيئة تكتيكية أكثر ما هي استراتيجية"

الحديث للوزير السوري : نحن نحتاج مزيدا من الوقت لنرى نتائجها الفعلية على الأرض، وهذه التغيرات قائمة نتيجة للعجز الحاصل وليس نتيجة التحول المطلوب، فهناك فارق بين أن يكون لدينا رغبة أو يكون لدينا إمكانية، هم لا يملكون الإمكانية الآن، لكنهم يملكون الرغبة حتى هذه اللحظة في أن يكون لهم دور فاعل أكثر.

وحول الوضع السوري الحالي باتجاهاته المختلفة، قال : من دون شك وبالمجمل هناك تحسن في الواقع السوري والأرض السورية، إن كان لجهة السياسة، أو كان لجهة العمل الميداني أو حتى التفاصيل الحياتية الأخرى المتعلقة بالحدود والمعابر والحديث عن إمكانية إعادة البحث في العقوبات الاقتصادية والحصار السياسي الجائر على سوريا، وهذا كله نتيجة إنجازات الدولة السورية والشعب السوري بجيشه وقيادته وأدائه ونتيجة الدعم من الدول الحليفة والصديقة وفي مقدمتها إيران والجميع يعرف منذ اليوم الأول للأزمة، وحتى قبل اليوم الأول، كانت إيران تأتي في المقدمة، والأصدقاء الروس كان لهم دور ليس بالقليل في الفترة الماضية، هذا كله سبب الإنجاز وليس الطرف الآخر الذي يجب ألا نعطيه أي حسنة من حسنات الانتصارات التي تحصل على الأرض السورية."

تسنيم : كيف تقيّم اتفاق وقف التصعيد في الغوطة الشرقية لدمشق؟ فمن الواضح حتى الآن أن الاتفاق يسري بشكل جيّد؛ فعادة في الهدن السابقة كنا نشهد اختراقات وتحضير لعمل عسكري من قبل المجموعات المسلحة أو استهداف العاصمة بالقذائف، هل يسري اتفاق وقف التصعيد بشكل جيّد في مناطق الغوطة الشرقية؟

الوزير علي حيدر : إلى حدّ ما نعم.. حتى الآن الوضع جيد ولكن مقياس الجودة بالنسبة لي، لا يتجلى فقط بوقف التصعيد العسكري، بل مقياس الجودة هو الذهاب لخطوات أخرى تحوّل هذا الوقف المؤقت – الذي هو في كل الأحوال يمتد لستة أشهر فقط، قد يجدد وقد لا يجدد – إلى مصالحة حقيقية، لذلك نحاول الآن أن نُحدث في جدار ما نسميه منطقة خفض التصعيد لأخذها باتجاه مصالحة حقيقية وتسوية دائمة على مستوى المنطقة. 

/انتهى /

الأكثر قراءة الأخبار الدولي
أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة