الحسناوي لـ"تسنيم": العراق الى خارطة سياسية جديدة بعد انتخابات 2018

الحسناوی لـ"تسنیم": العراق الى خارطة سیاسیة جدیدة بعد انتخابات 2018

تسنيم/ خاص - عراق ما بعد انهيار تنظيم "داعش" الارهابي ليس كما قبله ، "العراق" خاض انتخابات برلمانية ستشكل بحسب مراقبين انعطافه تاريخية في مسيرته الاقتصادية والسياسية ولكن بالمقابل هنالك تحديات كبيرة امام الحكومة العراقية ومعها البرلمان وجميع مؤسسات الدولة للمضي قدما بالدولة ومؤسساتها نحو مرحلة جديدة عنوانها العريض هو اعادة الاعمار واعادة رسم حدود جديدة لعلاقات بغداد مع دول الجوار.

الشيخ "صادق الحسناوي" عضو مكتب السيد الشهيد الصدر وفي لقاء خاص مع وكالة تسنيم الدولية للأنباء أوضح بعض القضايا المتعلقة بـ عراق ما بعد  انتخابات 2018  والتجاذبات السياسية الحاصلة حيال تشكيل الحكومة وابرز التحديات التي تواجه  هذا البلدفي مرحلة مابعد القضاء على داعش.

"العراق" ودول الجوار أي علاقات؟

اوضح "الشيخ الحسناوي" أن العلاقات العراقية مع دول الجوار شهدت شد وجذب ناتج عن الأزمة السياسية سواء في العراق او في المنطقة بصورة عامة ولكن بعد سيطرة العراق على المناطق التي كانت تحت داعش بدأت هذه العلاقات تأخذ نوعا من التحسن على أن تشهد تحسنا أكبر في الايام القادمة بغض النظر عن الأزمة التي  تلوح في الأفق بين العراق وتركيا بسبب بدء تشغيل سد اليسو وتأثيرات هذا السد السلبية خصوصا على مياه نهر دجلة،

وعلى المقلب الآخر فإن العلاقات "الايرانية  - العراقية" أخذت أبعادا أكثر استراتيجية خلال سنوات الحرب على تنظيم "داعش" التي خاضها "العراق" بدعم ايراني  وتمكن أخيرا من  بسط نفوذه واستعادة السيطرة على جميع المناطق التي احتلها التنظيم باستثناء بعض الجيوب والخلايا النائمة التي لا تزال منتشرة وفي هذا السياق يقول "الشيخ الحسناوي" لوكالة تسنيم لاشك أن العلاقات العراقية الايرانية ليست وليدة اليوم ولا الساعة ولا ناتجة عن عراق ما بعد 2003 وانما علاقات بحكم الجوار الجغرافي والاسلامي والعلاقات الروحية بين الشعبين ونأمل  أن تكون علاقتاتنا مع ايران في أوجها بما يخدم الطرفين العراقي والايراني.

خارطة عراقية جديدة بعد انتخابات 2018.

أجمع كثير من المتابعين والمراقبين للشأن العراقي أن انتخابات العام الحالي شكلت علامة فارقة في مسيرة العراق السياسية سواء لجهة المرحلة الحساسة التي اتت فيها الانتخابات أو لجهة الواقع الذي فرضته سنوات الحرب على تنظيم داعش الارهابي وهنا يوضح عضو مكتب السيد الشهيد الصدر أن نتائج الانتخابات العراقية ستعيد رسم الخارطة السياسية داخل حدود العراق وايضا تشكيل الحكومة العراقية الذي كان في السابق قائم على اساس المحاصصة الحزبية والطائفية سيشهد تحولا ايجابيا...عندما تتأسس الحكومة على أسس وطنية وليس اسس مذهبية أو قومية  سينعكس ذلك أيضا على علاقات العراق بمحطيه الاسلامي والعربي وعلاقات العراق الدولية منوها الى انه في السابق اغلب دول العالم كانت تتعامل مع العراق باعتباره دولة طوائف وليس دوله حدود وسيادة وحكومة مركزية نأمل أن تمحى هذه الصورة باعتبار العراق دولة مستقلة ذات سيادة وهو ما نأمله أن يتحقق بعد تشكيل الحكومة العراقية على غير المعايير التي كانت سائدة في السابق.

برلمان عراقي جديد وتحديات كثيرة

تحديات كبيرة امام البرلمان والحكومة العراقية في حال تشكيلها على أسس وطنية  وأهم هذه التحديات كما يراها "الشيخ الحسناوي" هي  ملف الخدمات التي يجب توفيرها للمواطن وكذلك ازمة المياه مع " تركيا" والتي ظهرت مؤخرا نتيجة تشغيل سد اليسو على نهر دجله ،فيما تبقى مسألة تشكيل الحكومة من أهم هذه التحديات وما يستوجبه ذلك  من عملية تكوين الكتلة البرلمانية الاكبر في الوقت الذي لا تزال فيه المفاوضات جارية بين الكتل النيابية متمنيا "الشيخ الحسناوي" أن تتمخض هذه المفاوضات عن قيام كتله عابرة للمحاصصة الطائفية والحزبية تعبر عن حاجة العراقيين للعيش على أسس المواطنة بعيدا عن الهويات الثانوية التي لم تجلب للعراق غير الصراع والاقتتال.

من ناحية أخرى يبدو المشهد السياسي العراقي الحالي يختلف عن المشهد السابق لجهة ان بعض القوى السياسية تسعى الى اعادة الطائفية بصيغة محدثه تختلف عن التي كانت بالسابق لكن بالنتيجة هو تخندق طائفي بحسب وصف "الحسناوي"  معتبرا ايضا أن هناك بعض القوى التي تحاول الخروج من هذا التخندق الطائفي وهو أمر نراه عند جميع المكونات وليس عند المكون الشيعي فقط  وعليه فإنه حتى هذه اللحظة لم ترجح كفة احد الطرفين على الاخرى وان كانت تبدو كفة القوى الرافضة للمحاصصة الطائفية هي الراجحة.

الطعن بالانتخابات أمر مألوف وشخصيات فاسدة لم يحالفها الحظ

وحول الطعون التي قدمت في الانتخابات والتزوير الحاصل وما اخذت هذه القضية من أبعاد أكد "الشيخ صادق الحسناوي" لتسنيم أن مفوضية الانتخابات لا تعلن النتائج النهائية الا بعد النظر بالشكاوى وهذا الأمر يعني المصادقة على النتائج النهائية ايضا لا تتم الا بعد النظر بالطعون والشكاوى المقدمة من القوى السياسية والاشخاص وهو اختصاص المحكمة الاتحادية، معتبرا أنه من الطبيعي ان تتوجه طعون لنتائج الانتخابات وهو أمر الفناه بالانتخابات السابقة ونألفه اليوم لكن في انتخابات 2018 الامر مختلف لأن اغلب القوى السياسية التي كانت تسيطر على المشهد السياسي والشخصيات السياسية التي كان لها دور سواء  في التاجيج الطائفي او الفساد المالي لم يكن لها حظ أو نتيجة تسمح بديمومة بقاءها في البرلمان لذلك نرى أن ردود الافعال كبيرة على الانتخابات يعني حوالي أكثر من 70 عضو سابق في البرلمان العراقي لم يحالفهم الحظ ولم يفوزوا .

عراق ما قبل 2018 ذهب ولن يعود

فيما يتعلق بالوضع الامني في العراق بين عضو مكتب السيد الشهيد الصدر أن العراق ينعم بوضع امني مستقر بنسبة كبيرة جدا بعد القضاء على تنظيم "داعش" الارهابي والتنظيمات الاخرى وتحرير اغلب المناطق التي كانت تحت هيمنة هذه المجموعات وفيما يخص الخلايا النائمة اعتبر"الحسناوي" ان الشعب العراقي أثبت أن لديه قدرة على التعامل مع الارهاب والقضاء عليه في اوكاره ولن تكون قوادم الايام كسابقاتها والارهاب ان لم يكن قد انتهى نهائيا من العراق فهو في لحظاته الاخيرة ولا يمكن أن تعود الامور الى ما كانت عليه قبل 2018 فالعراق عائد وبقوة لمكانته واستقلاله واستقراره.

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار الشرق الأوسط
أهم الأخبار الشرق الأوسط
عناوين مختارة