إعمار الإنسان.. يبدأ في أول حرف

إعمار الإنسان.. یبدأ فی أول حرف

تمثل الطفولة "أيقونة الفرح" التي تمدّ بالطاقات، واليوم بعد ثماني سنوات من الحرب كان لا بدّ من البدء بإعادة إعمار الإنسان وإغنائه بالمعارف.

خاص/ تسنيم: ولأن الأطفال ثمرة أي نجاح.. وقع الاهتمام عليهم فانتشرت المكاتب التربوية والمراكز التي تعمل على إحياء روح الأمل فيهم، وللحديث أكثر عما يمكن تقديمه للأطفال تحدّث الموجه التربوي في وزارة التربية السورية "موفق مخول" في تصريح لوكالة تسنيم الدولية للأنباء عن أهمية إحداث المكاتب التربوية في إطار ترسيخها كقيمة أصيلة في الثقافة المجتمعية.

وفي زيارة لشوارع "دمشق" العاصمة كانت الوقفة في منطقة "القصور" التي عانت من قذائف الإرهاب طيلة سنوات الحرب، وعلى الرغم مما قاسته كانت عنواناً للأمل ونبض الحياة، ففي منطقة شعبية تشهد اليوم الكثير من العوامل التي تساعد في تنشيط أذهان الأطفال.

مكتبة دمشق التربوية

أكد الموجّه "مخول" أنها صرح ثقافي يبرز أهمية الكتاب ويعزز الأنشطة والبحث العلمي عند الطلاب،  كما تعتبر رافداً وليس بديلاً عن المكتبة المدرسية التي لا بد من تواجدها بكل مدرسة، ومتاحة للجميع من طلاب وباحثين ومثقفين."

أدب منوّع

تضم المكتبة أكثر من مئة ألف كتاب تغطي مختلف المجالات الأدبية والعلمية والتراثية إلى جانب قاعات المطالعة واقسام مخصصة للكتب القديمة التي يعود عمرها لأكثر من مئة عام، وبلغات مختلفة ومتنوعة، كما تضم قسم خاص أشبه ما يكون بمتحف للمخطوطات.

التوجيه وإثراء الخبرات

وأضاف "مخول":  "بمقدار ما نوجّه أبناءنا لارتياد المكتبات وتثقيفهم وإثراء خبراتهم يكون تعلمهم أفضل، إلى جانب رفد قدراتهم المعرفية، وتعزيز ثقتهم بأنفسهم، وتنمية حصيلتهم اللغوية، وهذا كله سيساعد في إعداد جيل قادر على تطوير معارفه التي اكتسبها من خلال قراءاته بطريقة أكثر عصرية وأكثر تميزاً."

قيمة مضافة وإرث ثقافي

 وأشار "مخول" إلى إرث لا بدّ للجيل الجديد من الإفادة من كنوزه المعرفية، ففي زاوية من هذه المكتبة اختار الفنان والمخرج السوري "علاء الدين كوكش" عرشاً له في 25 ألف كتابٍ، وأوضح "مخول" "أن "كوكش" وهب مكتبته الخاصة كاملةَ إثراءً للمكتبة التربوية العامة بأمهات الكتب، ووجه دعوةً لكل المثقفين باتخاذ خطوات مماثلة لإغناء التجربة وتعميمها في باقي المدن السورية، مؤكّداً أن هذه الخطوة حتى لا تبقى هذه الكتب حبيسة الجدران ولتعميم الفائدة على الجميع."

ولفت "مخول" إلى أنه أخذ على عاتقه مهمة نقل المكتبة من منطقة المعضمية والتي كان يقطنها الفنان "كوكش" -حيث كانت تعتبر من المناطق الساخنة آنذاك- بضمان الجيش السوري الذي كان له الفضل في وصولها إلى المكتبة التربوية العامة بأمان، حسب تعبيره."

الكتاب حالة إنسانية.. والعمل شاقّ

وأكّد "مخول" أن المكتبة فكرة تعمل على إحياء الكتاب وفعل القراءة على اعتبار أن الكتاب حالة إنسانية وذاكرة معرفية يجب المحافظة عليها، إضافة إلى ربط العمل البحثي بالمناهج الجديدة، وتوفير المكان المناسب للقراءة ومحبي المطالعة ضمن الإمكانات المتاحة."

كما لفت إلى "أن تجهيز المكتبة استغرق نحو عامين وتم العمل ضمن الإمكانيات المتاحة من خلال استخدام المخلفات البيئية في صناعة أثاث المكتبة إضافة إلى تزيينها بطريقة حضارية ليبقى الكتاب حالة إنسانية وذاكرة وطن."

المكتبة التبادلية للكتاب

مكتبة خارجية لخلق الود والمصالحة  بين الكتاب والإنسان، إضافة إلى عودة الثقة،  تحت شعار "كتابك لا ترميه واحتفظ به"، ولفت "مخول" إلى أنّ الكتاب عنوان الحضارة والثقافة ، ومهما تنوّعت التكنولوجيا في كل دول العالم يبقى الكتاب موجوداً، مضيفاً بأن الكتاب لم يعد معلومة وإنما سلوك يعمل على تربية الإنسان، مؤكّداً على تفعيل المرافق العامة ثقافياً وجمالياً كونها تمثل احتكاكاً مباشراً بشرائح المجتمع، فالكتاب ذكريات وروحانيات.

وأضاف "الثقافة عنوان السلام والكتاب عنوان الحب،  وأكبر مأساة يتخيّلها القارئ.. أن تكون الكتب مبعثرة ، وهنا يكمن دور الإعلام في تعميم المشاريع الثقافية خاصة تلك التي تستهدف الطفل، إضافة إلى احتضان الأفراد ثقافياً حضارياً وجمالياً الأمر الذي تُفرض مسؤوليته  على الجميع ."

و يبقى الكتاب حالة إنسانية تفرضها الثقافة المجتمعية والبيئة الحضارية التي يحيا بها الفرد، ومنها ينطلق إلى عالم الحروف والكلمات.

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار ثقافة ، فن ومنوعات
أهم الأخبار ثقافة ، فن ومنوعات
عناوين مختارة