البيان الختامي للمؤتمر الدولي الثالث والثلاثين للوحدة الاسلامية


البیان الختامی للمؤتمر الدولی الثالث والثلاثین للوحدة الاسلامیة

اختتمت اليوم السبت اعمال المؤتمر الدولي الثالث والثلاثون للوحدة الاسلامية والذي عقد في العاصمة طهران بعنوان "وحدة الامة للدفاع عن المسجد الاقصى" مشيدين بجهود الجمهورية الاسلامية الايرانية لتوطيد وحدة العالم الاسلامي ودعمها المستمر للشعب الفلسطيني وجبهة المقاومة بكل امكاناتها.

واصدر المشاركون في المؤتمر الدولي للوحدة الاسلامية في دورته الثالث والثلاثون والذي كان عنوانه "وحدة الامة للدفاع عن المسجد الاقصى" بيانهم الختامي والذي تضمن عدة توصيات ومقترحات منها ضرورة دعم جبهة المقاومة جبهة العزة والكرامة بكل اشكاله لمواجهة العدوان الصهيوني وغطرسة المستكبر الامريكي وعنجهيته ,  وان الكيان الصهيوني لا يشكل تهديدا على فلسطين فحسب بل على العالم الاسلامي من خلال خلقه للفتن والحروب الداخلية.

كما اكد المشاركون ان محنة الاقصى بامكانه ان يوحد العالم الاسلامي في اطار الدفاع عن المقدسات , منددين في نفس الوقت العدوان المستمر على الشعب الفلسطيني واخرها اغتيال القائد المجاهد بهاء ابو العطا .

وهذا نص البيان :
البيان الختامي للمؤتمر الثالث والثلاثين للوحدة الإسلامية
"وحدة الأمة للدفاع عن المسجد الأقصى"
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله الطيّبين الطاهرين وصحبه المنتجبين ومَن اهتدى بهداه إلى يوم الدين.

بفضل الله وعونه وقوّته وتسديده، انعقد المؤتمر الثالث والثلاثون للوحدة الإسلامية في طهران في الأيام 16-18 ربيع الأول 1441هجرية، الموافق 14-16 تشرين الثاني (نوفمبر) 2019 ميلادية، بمناسبة المولد النبوي الشريف وحفيده الإمام الصادق(ع) وأسبوع الوحدة الإسلامية، تحت عنوان: "وحدة الأمة للدفاع عن المسجد الأقصى" بحضور علماء ومفكّرين وباحثين وإعلاميّين و سياسيين من 90 دولة من دول العالم.

قبيل افتتاح المؤتمر ، زار المشاركون مرقد الامام الخميني و وقفوا وقفة اكرام و تجليل لمؤسس الجمهورية الاسلامية الذي أحيي آمال الأمة في عودة فلسطين المحتلة و استرجاع كرامة الأمة و عزتها .

افتتح المؤتمر بكلمة ترحيبية ألقاها سماحة آية الله الشيخ محسن الأراكي الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية ، ثم كلمة هامة ألقاها فخامة رييس الجهورية الاسلامية الايرانية الدكتور حسن روحاني و من بعده توالت كلمات الشخصيّات خلال جلستين عامتين وانتظمت 29 لجنة ضمت اللجان التخصصية وجلسات الاتحادات الدولية والجمعية العامة والمجلس الأعلى للمجمع، قدّم فيها المشاركون أوراقهم وآراءهم في ما يرتبط بعنوان المؤتمر ومحاوره.

و في اليوم الثاني من المؤتمر التقي المشاركون بسماحة الأمام الخامنئي قائد الثورةالاسلامية( دام ظله الوارف ) و استمعوا الي توجيهاته السديدة بشأن قضايا العالم الاسلامي و دعوته لكافة قوي الأمة الاسلامية جمعاء للقيام بدورها في نصرة القضية الفلسطينية و تحرير المسجد الأقصي .

كما أشار سماحته الي أدنى مراتب الوحدة الاسلامية في العالم الإسلامي التي من شأنها أن تصون الحكومات والشعوب والقوميات والمذاهب الاسلامية من الاعتداءات الاجنبية وعدم السماح لنشوب اي خلافات داخلية تؤدي لاضعاف الامة الاسلامية أمام عدوها المشترك، وفي المراتب العليا فإن الوحدة الاسلامية من شأنها أن توحد صفوف الدول الاسلامية التي تتمتع بالطاقات الانسانية والثروات المادية وعوامل الامن و الاستقرار والقدرة السياسية، وبالتالي سيكون بإمكانها تدوين الخطوط العريضة للحضارة الاسلامية الجديدة.

وفيما يخص القضية الفلسطينية أكد قائد الثورة الاسلامية الي ان ضياع القضية الفلسطينية ونشوب الحروب والنزاعات الدموية في اليمن وغرب آسيا و شمال أفريقيا، هي نتيجة عدم الالتزام بأسس الوحدة ونشوب الخلافات الداخلية، بدلا من توحيد الصف امام العدو المشترك واضاف، لقد اضحت القضية الفلسطينية من أكبر المصائب التي تلمُّ بالعالم الاسلامي لأنها تسببت في تشريد وتهجير شعب كامل بأسره من وطنة.

كما اشار سماحته الي أن هناك مؤامرات صهيونية تحاك ضدالدول الاسلامية من خلال النفوذ الي مراكز اتخاذ القرار و القاء الشبهات و ان علاج المشاكل التي تعاني منها الشعوب الاسلامية انما يأتي بمراقبة المسئولين لمنعهم من الوهن و التخاذل في اداء مسئولياتهم و الاجتهاد و المثابرة في طريق تكوين الحضارة الاسلامية و ان تقوم بايجادحلول دينية لاصلاح قضايا الشعوب مثل الفقر و الغزو الثقافي و التأثر بالثقافة الغربية و ما الي ذلك.

وبعد التداول خلال اجتماعات المؤتمر خلص المشاركون إلى النتائج والتوصيات التالية:

إن المؤتمر انعقد هذا العام وسط أجواء مواجهة حادة بين جبهة المقاومة في الأمة التي تأبى للمسلمين أن يذلوا والساعية إلى صيانة الكرامة والعزّة والحياة، وبين جبهة الاستكبار المعادية التي عبأت كل طاقاتها وخيلها ورجلها وعملائها في المنطقة من أجل إذلال الأمة والسيطرة على مقدراتها وإهدار كرامتها وطاقاتها، وتمزيق صفوفها. من هنا فإن المؤتمرين يدعون كل المخلصين والأحرار في العالم إلى توحيد جهودهم في دعم جبهة المقاومة والعزّة والكرامة بكل ما يمكن من ألوان الدعم والنصرة والتأئيد و العمل لمناهضة العدوان الصهيوني والأمريكي علي أمتنا .
 
المسجد الأقصى موقع له قدسيته الخاصة في أنظار جميع المسلمين وهو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى رسول الله(ص)، وأية إهانة لهذا المقدس إنما هي إهانة لكل المسلمين، ولذلك يتعمّد الصهاينة إلى ارتكاب ألوان الجرائم بحق هذا المسجد ضمن مشروعهم لافراغ العالم الإسلامي من روح العزّة والكرامة والمقاومة. من هنا يدعو المؤتمرون إلى رصد الأعمال الإجرامية بحق المسجد الأقصى واتخاذ كل مايلزم على مستوى الحكومات والشعوب للتصدي لهذه الجرائم المنكرة.

تمرّ علينا هذا العام (2019) ذكرى مرور 50 عاماً على حريق المسجد الأقصى على يد العدوان الصهيوني، وكان ذلك الحريق مبعث غَضب شعبي عمّ أرجاء العالم الإسلامي، ووحّد شعوبه في موقف واحد تجاه الصهاينة المجرمين، وعقيب ذلك تأسست منظمة المؤتمر الإسلامي لامتصاص نقمة الجماهير ثم تغير اسمها إلى منظمة التعاون الإسلامي التي عجزت حتى الآن عن اتخاذ أدنى موقف للحد من الاعتداءات المتكررة على بلدان العالم الإسلامي، في فلسطين واليمن وسوريا بل عجزت عن الدفاع عن الشعوب اﻻسلامية المقهورة في البحرين و ميانمار وغيرها من بقاع العالم الإسلامي من هنا يقترح المؤتمرون تطوير النشاطات وتفعيل المؤتمرات العامة التي تشارك فيها قوى التحرير والمؤسسات الجماهيرية للاهتمام الخاص بشؤون المسلمين والدفاع عن الأقصى ودعم المقاومة الإسلامية ضدالكيان الصهيوني.

يؤكد المؤتمرون أن الكيان الصهيوني لايشكّل تهديدا لفلسطين و حسب ، بل لكل بلدان العالم الاسلامي، و يتجلي ذلك في محاولة بناءتحالف اقليمي يشارك فيه الكيان الصهيوني و برعاية الولايات المتحدةالأمريكيه ،يسعي لخلق اضطرابات و فتن في أمتنا و يؤكد المؤتمرون هنا ، أن المقاومة لتحرير فلسطين ، لا تنفك عن المقاومة لتحرير ما يحتلّه الكيان الصهيوني من أراضي أمتنا في الجولان السوري و مزارع شبعا في لبنان.

إن الاقصى بإمكانه أن يوحّد العالم الإسلامي، ويجمع شعوبه على كلمة واحدة في إطار الدفاع عن المقدسات، لكن فرصة الدفاع عن الاقصى والقدس وفلسطين يبددها عملاء الصهيونية بهرولتهم نحو التطبيع والانبطاح أمام أمريكا والصهيونية، وبتناغمهم مع الاعلام المعادي لتطلعات العالم الإسلامي، لذا يعلن المؤتمرون استنكارهم لكل عمليات التطبيع بكافة اشكالها ويطالبون الشعوب الحرّة باتخاذ الموقف المناسب منها ومن سموم الإعلام المضلل.

يحيي المؤتمرون نضال الشعب الفلسطيني ومقاومته وصموده أمام إرهاب الصهاينة العنصريين ويعلنون عن دعمهم لمسيرات العودة المتواصلة رغم ممارسات العنف والقتل التي يمارسها الصهاينة تجاه هذه المسيرات، ويدعون الأمة إلى دعمها حتى تحرير كامل التراب الفلسطيني.

إن العدوان المستمر على المسجد الأقصى يأتي ضمن مشروع صفقة القرن وتركيز الاحتلال الصهيوني وتهويد القدس وإعلان يهودية فلسطين، وهو مشروع توسعي خطير لابد أن ينتبه إليه العالم الإسلامي بحكوماته وشعوبه قبل فوات الأوان ويتخذ المواقف الصارمة في مواجهة هذا المشروع الصهيوني اﻻستكباري.

يدين المجتمعون ، العدوان الصهيوني المستمر علي الشعب الفلسطيني و آخرها اغتيال القائد المجاهد ؛ بهاء ابو العطا و محاولة اغتيال القائد المجاهد ؛ أكرم العجوري ، و يؤكدون حق الشعب الفلسطيني في رد العدوان و مقاومته الحقة و الباسلة لتحرير الأرض و العودة و الدعوة لرفع الحصار الظالم عن قطاع غزه .

يؤكد المجتمعون أن المشاركين في المؤتمر و الذين زاد عددهم علي 400 مشارك، قد حضروا للمشاركة دفاعا عن القدس و الأقصي رغم جراحاتهم و آلامهم و المشاكل التي تعصف بدولهم ، في رسالة تاكيد أن قضية فلسطين لاتزال القضية المركزية  للأمة الاسلامية و أن كل محاولات فصل الأمة عن القضية الفلسطينية لم تؤثر علي وعي الأمة و قواها الحية و لن تنجح في ذلك .

يتقدم المؤتمرون بالشكر والتقدير للجمهورية الإسلامية لمواقفها الصلبة الملتزمة تجاه قضايا الامة المصيرية ويثنون على ما تقدمه لجبهة المقاومة من الدعم والنصر المادي والمعنوي بكل أشكاله، و يدينون في هذا السياق ، العدوان الأمريكي علي الجمهورية الأسلامية في ايران ، من خلال الحرب الاقتصادية و دعم قوي الارهاب و يعبّرون عن شكرهم الموصول للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية على ما يبذله من جهود لرأب الصدع ورتق الفتق وترسيخ الوحدة بين المسلمين لمواجهة مؤامرة التمزيق والتفريق.
 
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

المصدر: وكالة التقريب

/ انتهى /

الأكثر قراءة الأخبار ايران
أهم الأخبار ايران
عناوين مختارة