محلل استراتيجي عراقي لـ "تسنيم": التلويح بإغلاق السفارة الامريكية في العراق مجرد تكتيك

محلل استراتیجی عراقی لـ "تسنیم": التلویح بإغلاق السفارة الامریکیة فی العراق مجرد تکتیک

قال المحلل الاستراتيجي العراقي ورئيس مركز الهدف للدراسات الاستراتيجية "هاشم الكندي" ان التلويح بإغلاق السفارة الامريكية في العراق مجرد تكتيك خوفا من ضربات المقاومة وتأثير هذه الضربات على نتائج الانتخابات الامريكية المقبلة.

وفي تصريح لوكالة تسنيم الدولية للأنباء قال المحلل الاستراتيجي العراقي ورئيس مركز الهدف للدراسات الاستراتيجية "هاشم الكندي" ان ادعاء امريكا بانها تريد اغلاق السفارة او التلويح بهذا الامر هو في حقيقة الامر ليس بموضوع جدي وليس هو قراراً بقدر ما هو تكتيك، فالولايات المتحدة الامريكية الان تشعر بخطر كبير من ضربات المقاومة الاسلامية العراقية خوفاً من ان تتسبب لها بقتلى في الموسم الانتخابي والاسابيع الاخيرة المتبقية على الانتخابات الامريكية وهذا امر مؤثر جدا.

وأكد الكندي انه اليوم امريكا بعد ان اصبحت ترسل التهديدات عن طريق وزير خارجيتها وهذا الامر لا بد ان يتم استثماره لفضح امريكا والتي فضحت نفسها من خلال ممارساتها العدائية بقصف العراقيين بما في ذلك قصف قاعدة النصر واغتيال الشهيد سليماني والشهيد أبو مهدي المهندس الذي فضح اكذوبة الامريكان بان وجودهم في العراق للتدريب وتقديم الاستشارات.

وفيما يلي معرض حديث المحلل الاستراتيجي العراقي ورئيس مركز الهدف للدراسات الاستراتيجية "هاشم الكندي" مع وكالة تسنيم الدولية للأنباء:

تسنيم: يقال ان أمريكا هددت العراق في الآونة الأخيرة انها يمكن ان تغلق سفارتها في هذا البلد، السؤال الذي يطرح نفسه هو: بناء على خلفية الأنشطة الاستعمارية والمزعزعة للأمن والاستقرار في العراق من قبل السفارة الأمريكية، فهل يعتبر اغلاقها أساسا بضرر العراق ام انه سيكون لصالح السيادة العراقية وتطلعات الشعب العراقي؟، هذا اذا ما كانت المزاعم الأمريكية بإغلاق السفارة حقيقية.

الكندي: ادعاء امريكا بانها تريد اغلاق السفارة او التلويح بهذا الامر هو في حقيقة الامر ليس بموضوع جدي وليس هو قراراً بقدر ما هو تكتيك، فالولايات المتحدة الامريكية الان تشعر بخطر كبير من ضربات المقاومة الاسلامية العراقية خوفاً من ان تتسبب لها بقتلى في الموسم الانتخابي والاسابيع الاخيرة المتبقية على الانتخابات الامريكية وهذا امر مؤثر جدا، ومع تصريحات الرئيس الامريكي دونالد ترامب التي قال فيها انه لن يقوم بتسليم الحكم الى غيره في حال خسر الانتخابات، فان ما يجري في العراق وانعكاساته على ترامب ومجريات الانتخابات الامريكية يمكن ان يؤدي الى حدوث حرب داخلية امريكية لهذا ولسلامة قواتهم في العراق أرادوا ان يقوموا بنقل السفارة الى مكان اخر كحل مؤقت بكل عتادها وجنودها الى أربيل لحين انتهاء الانتخابات، لكن امريكا لن تفرط بسفارة هي الاكبر على مستوى العالم وهي الاكثر عدداً من حيث الدبلوماسيين وهي في حقيقة الامر عبارة عن مركز تجسسي امريكي على جميع دول المنطقة وليس سفارة دبلوماسية وبالتالي فهذا العمل هو مجرد تكتيك وليس قرار واجراء تريد من خلاله الضغط على الدبلوماسيين العراقيين وتلوح بان اغلاق السفارة الامريكية يمكن ان يؤدي الى اغلاق سفارات اخرى وانه من الممكن ان يؤدي الى انتكاسات على المستوى السياسي والاقتصادي على مستوى العراق وبالتالي تريد ان تشكل ضغط سياسي على اطراف معينة للضغط على فصائل المقاومة او خلق ضغط سياسي واعلامي يخلق بدوره شرخاً بين الحاضنة الاجتماعية للمقاومة والمقاومة الاسلامية في العراق والحشد الشعبي حتى تمضي امريكا في مشروعها كي تحقق نتائج دون ان تخسر شيئاً من خلال هذا الاستعراض السياسي الاعلامي.

تسنيم: في الوقت الراهن وبما ان أمريكا أصبحت تجاهر بتهديداتها للشعب العراقي، هل يمكن اعتبار ان الوقت الحالي هو بمثابة فرصة تاريخية لمزيد من الوحدة والانسجام والوئام بين التيارات السياسية الشيعية بما ان الجميع بات يعلم ما هو مدى العداء الذي تكنّه واشنطن لهذه التيارات حيث يمكن معرفة مثل هذا العداء بشكل جلي من خلال مجاهرة واشنطن بسياساتها العدائية المكشوفة تجاه الحشد الشعبي؟

الكندي: ان الممارسات الأمريكية في العراق والتي وصفتها الامم المتحدة وتحديداً جريمة استهداف الشهداء القادة بانها جريمة غير اخلاقية وغير قانونية، فعندما تتعامل اليوم الولايات المتحدة الامريكية مع الشعب العراقي بمثل هذه الاستهانة بعد انتهاكها لسيادة العراق فهي اليوم في الواقع توجه بالأعراف السياسية والدبلوماسية اهانات للسياسيين العراقيين والشعب العراقي وبالتالي يعد هذا الامر فرصة لفضح امريكا والمطالبة بمعاقبتها حسب القوانين الدولية.

تسنيم: من المعروف ان ما تسعى اليه أمريكا في العراق هو تهشيم الديمقراطية الفتيّة في هذا البلد ودعم الدكتاتورية وفي الواقع هذا هو ما ترتكز عليه السياسية الأمريكية في كافة دول المنطقة كـ السعودية والامارات وفلسطين المحتلة وأيضا في إيران زمن الشاه، فهل يمكن القول أن أمريكا ومن خلال مشاريعها في العراق مثل دعم مشروع الفوضة بحجة دعم المطالبات الشعبية!، أنها تعمل على اضعاف أسس الديمقراطية في العراق؟

الكندي: منذ احتلال امريكا العسكري للعراق وبعد ان اتضح لها انها لن تبقى في العراق ووجدت ان هناك رفضا ومقاومة سعت الى التخريب على نوعين نوعاً يعتمد على تخريب البنية التحتية العراقية وضمان انه لن يكون هناك بناء وبنية تحتية جديدة وحقيقية في العراق وعملت ايضا على تدمير الاقتصاد العراقي او ما يعرف باسم القاتل الاقتصادي وهو عبارة عن اعباء ومجموعة من الاجراءات من خلال الاموال التي تذهب بالاستنزاف وتخصيص المحاصصة في كل دائرة من دوائر الدولة التي جعلت التعيين بأعداد تفوق الوصف وتفوق مثيلاتها في العالم حيث اوصلت الامور لان تكون 55 في المئة من ميزانية العراق تذهب كرواتب للموظفين، كذلك سعت الولايات المتحدة الامريكية لعدم تمكن الوضع الاقتصادي العراقي خاصة في القطاع الزراعي والصناعي وحتى السياحي من النهوض وبالتالي هي عملت على عدم حصول العراق على اي مجالات اضافية للنهوض باقتصادها وحددت مسارات معينة للعراق على مستوى اقتراضها من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وهذا ما يترتب عليه اعباء وشروط على مستوى رفع الدعم عن المحروقات ودعم المواد الغذائية وجميعها تضيف أعباء كبيرة على المواطن العراقي وختمتها امريكا باشتراطات على مستوى ان يكون المنفذ التجاري الرئيسي والاساسي والوحيد للعراق من خلال الاردن فهي تريد ان تدعم صديقاً للكيان الصهيوني وحليفاً لأمريكا ومنفذا لسياساتها على حساب العراق وعندما كانت امريكا تتولى الاحتلال بصورة مباشرة فقد مارست النهب والسرقة لثروات العراق والشعب العراقي وشجعت ودعمت الفساد والفاسدين في سبيل ان تبقي الوضع الاقتصادي العراقي ضعيفاً وبلا حلول وتفاقم المشاكل فيه، وبالتالي فان خروج الامريكان من العراق سيسبب استقرارا امنيا وسياسيا بالإضافة الى انه سيضيف نجاحات على المستوى الاقتصادي وعلى الاقل نكون بذلك قد رفعنا اليد المخربة التي كانت تعبث بالاقتصاد العراقي وتجعل من خيرات العراقيين تذهب الى المرتبطين بالأمريكان او تذهب الى دول مثل الاردن وغيرها المرتبطة بالمصالح الامريكية على حساب العراقيين.

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار الشرق الأوسط
أهم الأخبار الشرق الأوسط
عناوين مختارة