حسن حيدر لـ "تسنيم": مراهنة السلطة الفلسطينية على ادارة بايدن رهان خاسر

حسن حیدر لـ "تسنیم": مراهنة السلطة الفلسطینیة على ادارة بایدن رهان خاسر

قال المدير التنفيذي السابق لقدس برس، وعضو الامانة العامة لمنتدى فلسطين حسن حيدر : " إن إدارة بايدن لن تعطي أولوية للقضية الفلسطينية ولديها ملفات أهم، والمراهنة عليها رهان خاسر، لكن قيادة السلطة الفلسطينية ستبقى تركض وراء السراب، حتى انتهاء السنوات الأربع".

واكد حسن حيدر في مقابلة مع وكالة تسنيم الدولية للانباء " يجب على فصائل المقاومة أن تتجاوز مظلة السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير، وأن تتوحد كفصائل، و أعتقد أنها تمثل مجتمع ثلثي الشعب الفلسطيني، إذا ما أضفت إليها الشخصيات المستقلة الوازنة، وأن تتقدم هذه الفصائل بخطوات عملية حقيقية، وأن تطور نظريتها السياسية والأمنية والعسكرية، وأن تفرضها داخليا وخارجيا".

فيما يلي نص هذه المقابلة :


س : ما هي دلالات هرولة بعض الدول العربية نحو التطبيع مع الاحتلال الصهيوني؟ وهل ستنجح تلك الدول في إقامة علاقات طبيعية مع الكيان المحتل؟

ج: بداية دعنا نؤكد على أن الكيان الصهيوني لا يعتبر التطبيع مع المحيط العربي هدفا بحد ذاته، بقدر ما هو وسيلة من وسائل تحسين شروط مواجهة الدول الرافضة للتطبيع والداعمة للمقاومة، وبالتالي فإن التطبيع بالنسبة لدولة الاحتلال هو وسيلة لتضخيم فريقه في مواجهة الأمة وقضاياها. لذلك فإن دلالات هذه الهرولة، هي مرتبطة بما بات يعرف بـ "صفقة القرن" التي يستدعي نجاحها تشكيل فريق صهيوني - عربي قادر على فرض وقائع لمواجهة الشعوب العربية والإسلامية.

 لكن كل الاتفاقيات وحفلات توقيعها، لن تكون إلا حبرا على ورق، ولن تقود إلى إقامة علاقات طبيعية، لأن أحد طرفي العلاقة، على الأقل، هو كيان غير طبيعي، ناهيك عن أن الشعوب العربية تمتلك خيارات واسعة ومفتوحة لحماية نفسها وقيمها، والوقوف أمام الطغيان الأمريكي والعدوان الصهيوني.

وعلى المطبعين الجدد، تقييم تجربتي التطبيع العربيتين، في مصر والأردن، ليكتشفوا أن تلك الاتفاقات لم تحقق أي اختراقات شعبية أو ثقافية أو اقتصادية.

س: هل شكلت عودة السلطة الفلسطينية للتنسيق الأمني مع الاحتلال، مفاجأة داخل المشهد الفلسطيني؟ خصوصا أن الإعلان تم خلال جلسات الحوار الوطني التي كانت منعقدة في القاهرة.

ج: أنا كمراقب، واعتقد أن جميع المراقبين، لم يتفاجئوا بإعلان السلطة الفلسطينية عودة التنسيق الأمني مع الاحتلال، بل لم يكن أحد يعوّل أساسا على ما بات يعرف بـ "جلسات الحوار الوطني" للتقريب بين "حماس" و "فتح".
لنؤكد بداية، أنه من المستحيل أن يلتقي مشروع قائم على تعزيز قيم المقاومة ومواجهة الاحتلال حتى دحره وتحرير كامل فلسطين، مع مشروع يهادن ويداهن الاحتلال ويعترف به ويقيم معه علاقات أمنية واقتصادية وغيرها من أنواع العلاقات.

مستقبل المصالحة الفلسطينية، أنا أعتقد انه قادم على اربع سنوات عجاف، هي سنوات الإدارة الأمريكية بقيادة جو بايدن، لان قيادة السلطة تراهن على تلك الإدارة مراهنة  خاسرة إلى أبعد حد.

إن إدارة بايدن لن تعطي أولوية للقضية الفلسطينية ولديها ملفات أهم، والمراهنة عليها رهان خاسر، لكن قيادة السلطة الفلسطينية ستبقى تركض وراء السراب، حتى انتهاء السنوات الأربع.

في اعتقادي، لا مستقبل لـ "مصالحة فلسطينية"، وهذا لا يعني أني متشائم تجاه مستقبل القضية الفلسطينية، بالعكس أنا اعتقد أن فصائل المقاومة ستكون أكثر تركيزا على برنامجها خلال السنوات المقبلة.

س: هل من الممكن أن تشكل فصائل المقاومة ضغوطا على السلطة الفلسطينية، لثنيها عن التنسيق الأمني والمراهنة على إدارة جو بايدن؟

شكل موقف السلطة الفلسطينية من العودة للعلاقة مع الاحتلال الإسرائيلي، استخفافا وتحديا للشعب الفلسطيني، والسلطة كانت تعي تماما أن خطوتها ستثير غضب كل الفصائل الفلسطينية، التي عقدت اجتماعا تاريخيا في بيروت، عشية إعلان الإمارات والبحرين مشروع التطبيع مع الاحتلال (الاجتماع الذي عقد في بيروت ورام الله يوم الخميس 3 أيلول/سبتمبر 202).

إن بيانات الشجب والادانة لن تؤثر كثيراً على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وربما لم يلتفت إليها بالأساس .. الرجل يمارس الاستبداد والاستخفاف، تماما مثلما يمارسه النظام العربي منذ عقود عديدة.

س: باعتقادكم، في ظل التعقيدات بالمشهد السياسي، ما هي الخطوة المناسبة التي يمكن لتيار المقاومة والصمود ورفض التطبيع، أن يتخذها لالتقاط اللحظة التاريخية التي يمكن أن تتمخض عن هذه التعقيدات؟

ج: يجب على فصائل المقاومة أن تتجاوز مظلة السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير، وأن تتوحد كفصائل، و أعتقد أنها تمثل مجتمع ثلثي الشعب الفلسطيني، إذا ما أضفت إليها الشخصيات المستقلة الوازنة، وأن تتقدم هذه الفصائل بخطوات عملية حقيقية، وأن تطور نظريتها السياسية والأمنية والعسكرية، وأن تفرضها داخليا وخارجيا.

وهذا الفصائل تعلم جيدا، أنها يمكن أن تحظى بدعم دول عربية وإسلامية ذات ثقل ومكانة .. ولتلك الفصائل تجربة مع الجمهورية الإسلامية الايرانية ، التي قدمت كل أنواع الدعم، فحققت انتصارات عسكرية في وجه جيش الاحتلال .. يجب تفعيل كل أدوات التحالف والتعاضد بين قوى الأمة، وأن يتم تجاوز تفاصيل لا حاجة لأحد بها الآن.

انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار الشرق الأوسط
أهم الأخبار الشرق الأوسط
عناوين مختارة