د.علي الياسري لـ تسنيم: الشهيد سليماني وحّد العراق سنة وشيعة ووحّد المقاومة الإسلامية مع البيشمركة

د.علی الیاسری لـ تسنیم: الشهید سلیمانی وحّد العراق سنة وشیعة ووحّد المقاومة الإسلامیة مع البیشمرکة

قال القيادي الأسبق في الحشد الشعبي الأمين العام لسرايا الخرساني وحزب الطليعة الإسلامي العراقي الدكتور علي الياسري إن الشهيد السعيد سليماني "وحّد الشيعة والسنة ووحّد العرب والاكراد ووحّد المقاومة الإسلامية مع البيشمركة والتي كانت تعمل بشكل قومي وهذا ما جعل النصر حاضراً مع الشهيد سليماني يدور معه النصر حيثما دار".

وقال الدكتور علي الياسري خلال مقابلة خاصة مع وكالة تسنيم الدولية للأنباء بمناسبة الذكرى الـ 4 لاستشهاد قادة النصر، الشهيد الفريق الحاج قاسم سليماني ورفيق دربه الشهيد أبو مهدي المهندس، أن ارتكاب جريمة استهداف الشهيد السعيد سليماني والشهيد أبو مهدي المهندس ورفاقهم من قبل أمريكا في العراق، "كان متوقعا من قوى غاشمة مجرمة متمثلة بالولايات المتحدة الامريكية، بعد ان عجزت قواتهم أمام ارادة وصبر المجاهدين والمقاومين، فكان من الواضح انها تقوم بهذه العملية الجبانة، وخصوصا ان ترامب الارعن فقد عقلة وتجاوز كل المفاهيم التي يفترض ان يحترمها، ومن بينها سيادة العراق وعدم التعدي على منطقة آمنة متمثلة بالمطار الدولي للعراق".

 

.

 

وأشار الأمين العام الأسبق لسرايا الخراساني الى الأيام الأولى لحضور الشهيد السعيد الفريق الحاج قاسم سليماني في العراق لمواجهة تنظيم داعش الإرهابي، موضحا ان "حضوره كان منقذا للموقف ومعيدا للقوة في العراق"، حيث كان اول حضور واضح له، كان في اللواء الـ 17 للجيش العراقي، وحينها امرنا السيد نوري المالكي والذي كان في وقتها هو القائد العام للقوات المسلحة، بإضافة قوات جديدة للواء 17 التابع للجيش العراقي، والذي كان على محيط بلد في منطقة الدجيل، حيث كانت قاعدة بلد تعيش خطر كبير، فتوزع أبناء المقاومة الإسلامية بمختلف مسمياتهم لأجل حفظ بغداد من السقوط، بحيث كان العدو يتواجد على محيط بغداد.
 

 

ونوه الياسري الى اصرار الشهيد سليماني في فك الحصار وتحقيق الانتصار حينما قال "يجب ان نكسر الطوق عن بلد ونُّصلي هذه الليلة في سيد محمد سبع الدجيل (س )، وكانت بلد محاطة من كل مكان من قبل الدواعش، وقد قطع عنها الماء والكهرباء والوقود من قبل الإرهابيين، ورغم ذلك كله تم فك الحصار وصلى في سيد محمد (س) في نفس الليلة.

وحول العمل على توحيد صفوف المناضلين في العراق، من قبل الشهيد سليماني، لمواجهة الإرهاب في الأعوام التي احتل فيها تنظيم داعش الإرهابي أجزاء كبيرة من أرض العراق، قال الأمين العام الاسبق لحزب الطليعة الإسلامي العراقي: عندما يحضر الشهيد سليماني، تجد القادة من البيشمركة تأخذهم فرحة كبيرة بحيث أصبحت البيشمركة التي كانت على حياد في بعض المعارك، قد تحولت الى قوة اسناد، ودخلت مع المقاومة الإسلامية بهدف طرد زمر داعش الإرهابية، وتحقق هذا بفضل دور الشهيد سليماني، وكان يتحدث معهم باللغة الكردية ويقول لهم اصبح العرب والاكراد يعيشون في خندق واحد في هذه الشدة.

مضيفا ان الشهيد سليماني "وحّد جهود الشيعة والسنة ووحّد العرب والاكراد ووحّد المقاومة الإسلامية مع البيشمركة والتي كانت تعمل بشكل قومي وهكذا صار النصر حليف الشهيد سليماني، يدور حيثما دار".

وأوضح ان الشهيد سليماني كان يحاول رص الصفوف بين أبناء الشعب العراقي وحث الجميع على "أن يكون العفو والتسامح سيد الأمور وكان يتجاوز عن الكثير من المخطئين رغم معرفته بان بعض هؤلاء متورطين في أمور كثيرة لكنه يعطيهم الفرصة من اجل التصحيح".

وحول مواصلة العمل الدؤوب من قبل الشهيد سليماني ورفاقه في مجال العمل على هزيمة الإرهاب في العراق، قال الياسري: من الأمور التي استوقفتني ان الشهيد سليماني كان في منطقة العظيم اثناء تحرير جبال حمرين، يجلس في العراء ويدير عملية تحرير تكريت وحمرين، بحيث كان من المحتمل ان يحدث له كل شيء، لأنه لم يكن في مكان محصّن، وفي كل المعارك تقريباً كان يجلس هو وأخيه أبو مهدي المهندس في العراء وعلى الرمال، وهذه هي طريقتهم في تجسيد ثقتهم بالله سبحانه وتعالى ولرفع معنويات المقاتلين.

وفيما يخص دور الشهيد سليماني في عمليات تحرير الموصل من تنظيم داعش الإرهابي، أوضح الياسري، أن الشهيد سليماني، "كان يقول للخيرين من أبناء الموصل، تعاونوا مع اخوانكم الذين جاءوا لنصرتكم وقال لهم ان هؤلاء الاخوة من أبناء الجنوب حضروا لنصرة إخوانهم، وعليكم دعمهم واسنادهم بالمعلومات والإمكانات التي تستطيعون توفيرها لهم، ومن بينها معلومات عن حركة الإرهابيين".

وحول سماعه بخبر استشهاد الفريق الشهيد الحاج قاسم سليماني، قال القيادي الأسبق في الحشد الشعبي، أن هذا الخبر "هو في الحقيقة كان شبه الصاعقة ليس علّي وحدي فحسب، انما على كل أبناء المقاومة الإسلامية، فهو كان بمثابة الصاعقة علينا جميعاً، ولم يكن في تصورنا اننا سنفقد هذا الرجل العظيم، وان كان قد هيئ نفسه للشهادة، وعند استشهاده كأن الدنيا قد توقفت فيها الحياة وكان خبر استشهادهما معاً مصيبة كبيرة على المقاومة وعلى جميع الشرفاء في العالم ".

وتطرق الياسري إلى التشيع الكبير للشهيد سليماني واخيه المهندس ورفاقهم  رضوان الله عليهم اجمعين، والذي شارك فيه الشعب العراقي بشكل غير مسبوق، منوها: ان عمر العراق لم يشهد تشيع بمستوى تشيع الشهيدين سليماني والمهندس ورفاقهم، فكم ماتت من الشخصيات في العراق، شخصيات علمائية ومجاهدين وقادة وثوار، لم يخرج الشعب بالشكل الذي خرج فيه لتشييع الشهيد سليماني واخيه المهندس ورفاقهم فكأن الدنيا توقفت في العراق، وأكاد أجزم ان كل الشرفاء من العراقيين خرجوا يبكون لهذا الفقد الكبير.

وفيما يخص مكانة الشهيد سليماني لدى أبناء شعب العراق العظيم، قال الدكتور علي الياسري، "ان الشرفاء من الشعب العراقي خرجوا في تظاهرات مليونية وهم يهتفون "مشكور حجي قاسم ما قصرت ويانة"، وهذا الشعار الذي رفعه الشعب العراقي هو خير إجابة على اولائك المجرمين الذين يحاولون ان يسيئون او ان يتحدثون بالسوء عن الدور الكبير الذي قام به الشهيد سليماني في العراق.

وحول بداية مواجهة تنظيم داعش الإرهابي في العراق، من قبل قوات الحشد الشعبي، ودور الشهيد سليماني في ذلك، قال الياسري، في الشهر الرابع من عام 2014 حضرنا في شمال بابل لغرض تعزيز القوات وسد الثغرات باتجاه كربلاء المقدسة والنجف الاشرف، حيث كان معنا أكثر من 750 مقاتل من قواتنا قد وضعت لهم الخطة من قبل الشهيد السعيد الحاج حميد تقوي رضوان الله عليه، وهو من ابرز المستشارين الإيرانيين حيث يتم من خلاله تنفيذ الأوامر الصادرة من الشهيد سليماني والشهيد الحاج أبو مهدي المهندس.

وفيما يخص النشاط العسكري للشهيد سليماني في سوريا لمحاربة الإرهاب، قال الدكتور علي الياسري انه، رغم وعورة المنطقة في سوريا فقد كان الشهيد سليماني بنفسه يشرف على العمليات، ويحضر بكل القواطع ويتنقل بسيارات عادية، بعيداً عن السيارات المصفحة، وبشكل واضح وعلني حيث كانت سيارته معروفة، وكل منا يعرف ان هذه السيارة هي سيارة الشهيد سليماني، بالرغم من ان الإرهاب قد سيطر على الكثير من المناطق في سوريا، سوى مطار دمشق ومطار حلب والمناطق المحررة التي كانت بأيدي الاخوة من فصائل المقاومة والحرس الثوري.

مشيرا الى ان حضور الشهيد سليماني في سوريا كان متميزا في الدفاع عن محيط السيدة زينب سلام الله عليها.
 

 

وتطرق الياسري خلال المقابلة الى الاحداث التي شهدها العراق عام 2014 وساحات الاعتصام وما أسماها "الفتاوى الضالة" التي لعبت دورا أساسياً في سقوط الموصل وإضعاف الأمن في العراق، حيث طلب أصحاب هذه الفتاوى وفق ما قال الياسري، من ابناء السنة المنتسبين في القوات المسلحة والاجهزة الامنية  ترك اماكنهم والانسحاب من الجيش العراقي والشرطة والأجهزة الأمنية، مما أدى الى تسهيل دخول الزمر الإرهابية الى العديد من المدن العراقية، حيث أصبحت الوحدات خالية من المراتب سوى الضباط الذين اخذوا على عاتقهم مسؤولية حماية انفسهم وتحولوا الى مقاتلين بعد انسحاب المراتب والجنود من ابناء المناطق السنية نتيجة الفتاوى الصادرة .

وحول دور سرايا الخراساني في قتال داعش ومواجهة الاحتلال الأمريكي، أوضح الياسري ان بداية تشكيل سرايا الخراساني تعود الى مواجهة الإرهاب في سوريا عام 2012 وقد سبق ذلك نشاط متميز في مواجهة النظام الصدامي  وزمرة منافقي خلق الأرهابية في تسعينيات  القرن الماضي في أهوار الجنوب، ومن ثم مواجهة قوات الاحتلال الأمريكي بعد عام 2003 في العراق وصولاً الى المواجهة الكبرى في منازلة القاعدة وزمر داعش الأرهابية .

وحول دعم القوات الأمريكية لتنظيم داعش الإرهابي ومحاولات واشنطن للحيلولة دون هزيمة داعش، قال الدكتور الياسري، لقد كان الامريكان يمنعون دخول قوات الحشد الشعبي الى الفلوجة من أجل اطالة بقاء زمر داعش، موضحاً ان من حرر الفلوجة هي قوات الحشد الشعبي البطلة، وبعد يومين من دخول الفلوجة من قِبل قوات الحشد الشعبي، ومن ثم دخل الاخوة من قوات مكافحة الإرهاب واستلموا الواجب منا، وبعد ذلك جاءت التوجيهات لننتقل الى الموصل.

وفي رده عن سؤال حول أسباب معارضة أمريكا لدخول قوات الحشد الشعبي الى مدينة الفلوجة عندما كانت محتلة من قبل الجماعات الإرهابية، قال الياسري: كل القادة المجرمين كانوا متمركزين في الفلوجة، والامريكان كانوا يحرصون على سلامة قادة الإرهاب، لذلك لم يعطوا فرصة للدخول الا بعد ما نقلوهم الى مناطق أخرى، وعلى سبيل المثال كنا نشاهد في حمرين الطائرات الامريكية وهي تقوم بتقديم المساعدات الى الزمر الإرهابية، ولدينا  صور  تبين نزول الطائرات الامريكية وهي تَقِلْ الإرهابيين من جلولاء، بعد ان تم محاصرتها من قبل قواتنا البطلة  وكنا نشاهد الطائرات الامريكية وهي تقوم بتقديم العتاد والأسلحة الى الزمر الارهابية في الفلوجة، حيث ان الامريكان كانوا يريدون بقاء الإرهاب في العراق، لأطول مدة ممكنة لضمان بقاء امريكا وتحقيق حلمها  في تقسيم العراق، إلا إن  فتوى الامام السيستاني وبطولة وعزيمة وشجاعة الحشد الشعبي  والدور الكبير لمهندس الانتصارات الشهيد الحاج ابو مهدي المهندس رضوان الله عليه والقوات المسلحة البطلة والموقف الشجاع لرجال المقاومة والشعب العراقي، وحضوره الرائع في الساحة، والحضور المتميز لحامل لواء المقاومة الشهيد سليماني واخوانه من ابطال الحرس الثوري وأبناء حزب الله لبنان ، ودماء الشهيد حميد تقوي كل هذه الأسباب مجتمعةً مع بعضها صارت سبباً للتحرير والانتصار .

 

 

وختم حديثه بالقول ان "الشهيد سليماني محل حب واعتزاز وتكريم من قبل كل الشرفاء من أبناء الشعب العراقي وأبناء سوريا الحبيبة والمجاهدين في اليمن، الذين أصبحوا محل تقدير واعتزاز للجميع وأننا اليوم أذ نعيش انتصار غزة وكل هذه الانتصارات التي تحققت، ببركة دماء الشهيد سليماني وببركة أبناء المقاومة الإسلامية، والصمود الرائع لإخواننا في حزب الله لبنان وكل هذا يشكل ثمرات عطاء الشهيد سليماني.

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار الشرق الأوسط
أهم الأخبار الشرق الأوسط
عناوين مختارة