في الذكرى السنوية لتأسيسه .. حرس الثورة الإسلامية؛ 46 عامًا من الاقتدار والردع

فی الذکرى السنویة لتأسیسه .. حرس الثورة الإسلامیة؛ 46 عامًا من الاقتدار والردع

تمكن حرس الثورة الإسلامية على مدار 46 عامًا منذ تأسيسه من تحقيق الهيبة والردع للبلاد بشكل جيد، بحيث لم يحدث أي خلل في أمن وسلامة إيران الإسلامية رغم وجود الأعداء.

 وافادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء ، ان حرس الثورة الإسلامية تأسس في مثل هذا اليوم من عام 1979 بأمر من قائد الثورة الإسلامية الإمام الخميني (رض). وكان الهدف من تشكيل هذه المؤسسة حماية الثورة الإسلامية وإنجازاتها من التهديدات الداخلية والخارجية.

لعب الحرس الثوري دورًا مهمًا في الحفاظ على أمن واستقرار البلاد عبر تاريخه، وكان له نشاط في مختلف المجالات العسكرية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية.

 وفي عام 1985 وبأمر من الإمام الخميني (رض)، تم تشكيل القوات الثلاث للحرس، وبعد الدفاع المقدس، أضيفت قوات القدس والتعبئة إلى هذه الهيكلية، والتي تحولت في عهد قيادة اللواء جعفري إلى منظمة تعبئة المستضعفين.

القوة البرية للحرس الثوري مسؤولة عن حماية الحدود البرية للبلاد ومواجهة التهديدات الداخلية والخارجية

خلال فترة الدفاع المقدس، لعبت القوات البرية للحرس الثوري دورًا محوريًا في مواجهة عدوان نظام صدام البعثي، وقدمت آلاف الشهداء والجرحى دفاعًا عن وحدة أراضي البلاد.

تمكنت القوات البرية للحرس، بالاعتماد على القدرات المحلية، من تصميم وإنتاج مختلف أنواع المعدات العسكرية بما في ذلك الدبابات والمدرعات والمدفعية والصواريخ المضادة للدبابات والأسلحة الخفيفة والثقيلة.

قامت هذه القوات برفع قدراتها القتالية بشكل ملحوظ من خلال إجراء مناورات مختلفة وتدريب قواتها.

لعب الحرس الثوري دورًا مهمًا في مكافحة الجماعات الإرهابية خاصة في مناطق الشمال الغربي والجنوب الشرقي للبلاد، وحقق الأمن للبلاد من خلال القضاء على العديد من هذه الجماعات.

إضافة إلى ذلك، اتخذت القوات البرية للحرس خطوة مهمة نحو تعزيز القدرة القتالية ومواجهة التهديدات من خلال تشكيل وحدات الطيران والطائرات المسيرة وإلحاق وحدات الصواريخ بهيكلها القتالي.

القوة البحرية للحرس الثوري مسؤولة عن حماية الحدود البحرية للبلاد ومواجهة التهديدات البحرية. وقد أصبحت هذه القوة في السنوات الأخيرة واحدة من أقوى القوات البحرية في المنطقة من خلال تطوير وتوطين المعدات العسكرية ورفع قدراتها القتالية.

وتمكنت القوات البحرية للحرس الثوري، بالاعتماد على القدرات المحلية، من تصميم وإنتاج مختلف أنواع الزوارق السريعة والقوارب الصاروخية والطوربيدات والألغام البحرية والصواريخ المضادة للسفن. حيث تتولى منذ عام 2007 مسؤولية حماية الخليج الفارسي ومضيق هرمز عبر 5 مناطق بحرية.

كما لعبت القوة البحرية للحرس دورًا مهمًا في مكافحة القراصنة في منطقة خليج عدن وحماية السفن التجارية.

تطورت قدرات هذه القوة في تصميم وبناء الزوارق إلى حد أن لديها اليوم أسرع الزوارق العسكرية في العالم، بالإضافة إلى امتلاكها أول سفينة إيرانية لحمل الطائرات المسيرة، وتمكنت من تصميم وإنتاج سفن متطورة مثل سفن فئة "الشهيد سليماني".

تتولى القوة الجوفضائية للحرس الثوري مسؤولية حماية المجال الجوي للبلاد ومواجهة التهديدات الجوية والفضائية. أصبحت هذه القوة واحدة من أقوى القوات الجوفضائية في المنطقة بامتلاكها أنظمة دفاع جوي متطورة وصواريخ باليستية وأقمار صناعية فضائية.

صاروخ "خيبرشكن" الذي لعب دورًا بارزًا في عمليات "وعد الصادق 1 و 2"

تمكنت القوة الجوفضائية للحرس الثوري، بالاعتماد على القدرات المحلية، من تصميم وإنتاج مختلف أنظمة الدفاع الجوي بما في ذلك أنظمة "3 خرداد" و"9 دي" و"مهران" وغيرها.


نظام الدفاع الجوي "3 خرداد"  

رفعت القوة الجوفضائية للحرس قدرات الردع للبلاد من خلال إنتاج صواريخ باليستية ذات مديات مختلفة، ويمكن القول أن القوة الصاروخية أصبحت أحد الركائز الأساسية للردع والهيبة الدفاعية للبلاد.

أجرت هذه القوة في عام 2024 لأول مرة عمليتين صاروخيتين وباستخدام الطائرات المسيرة ضد الكيان الصهيوني، مما أثبت للعالم دقة وقوة صواريخ الحرس الثوري.


الصواريخ الباليستية "خرمشهر" و"الحاج قاسم"

من أهم إنجازات الحرس الثوري هو تحقيق الردع الصاروخي. تمكن الحرس من خلال تطوير صواريخ باليستية مثل "شهاب" و"قدر" و"خرمشهر" و"الحاج قاسم" من ردع الأعداء عن مهاجمة إيران.

كما رفعت القوة الجوفضائية للحرس الثوري قدرات المراقبة والهجوم لإيران من خلال تصنيع طائرات مسيرة متطورة مثل "شاهد 129" و"شاهد 136" و"شاهد 147" و"شاهد 149" وغيرها.

أصبح هذا الأمر مهمًا لدرجة أن الحرس يعتبر اليوم القوة الصاروخية والطائرات المسيرة الأولى في المنطقة وإحدى القوى الصاروخية والطائرات المسيرة على مستوى العالم.

 
الطائرة المسيرة المتطورة "شاهد 149"(غزة)

اتخذت القوة الجوفضائية للحرس خطوة مهمة في تطوير التكنولوجيا الفضائية للبلاد من خلال إطلاق الأقمار الصناعية "نور 1" و"نور 2" إلى الفضاء. كما مثل تصنيع الصواريخ الحاملة للأقمار الصناعية "قاصد" و"قائم" خطوة جديدة في مجال تصنيع حاملات الأقمار الصناعية في البلاد، مما أدى إلى تحقيق العديد من الإنجازات في المجال الفضائي للبلاد.

الصاروخ الحامل للأقمار الصناعية "قاصد" التابع للحرس الثوري

أما قوة القدس للحرس، كذراع عملياتي خارج الحدود، فقد لعبت دورًا أساسيًا في دعم جماعات المقاومة في المنطقة. من بين نجاحات هذه القوة المساعدة لحزب الله في حرب الـ 33 يومًا، ودعم المقاومة الفلسطينية، والتعاون مع القوات الشعبية في العراق وسوريا في محاربة داعش.

لعب حرس الثورة دورًا حاسمًا في القضاء على الجماعات الإرهابية مثل داعش. ساهم الوجود الاستشاري للحرس في العراق وسوريا في هزيمة داعش وتأمين حدود إيران.

إضافة إلى ذلك، تمكنت قوة القدس للحرس الثوري خلال أكثر من 20 عامًا من قيادة القائد الشهيد الحاج قاسم سليماني، من تشكيل جبهة المقاومة في جميع أنحاء المنطقة ودعم جماعات المقاومة، مما ساهم في إفشال مخططات أميركا والكيان الصهيوني في المنطقة.

بعد فترة الدفاع المقدس، واجهت البلاد في مختلف المجالات التحتية عقوبات جائرة كان يجب تجاوزها. في هذا المجال أيضًا، استفاد الحرس الثوري من الخبرات المكتسبة من الهندسة القتالية خلال الدفاع المقدس، وقام بتأسيس مقر خاتم الأنبياء (ص) للبناء والاعمار، وبدأ تدريجيًا في تلبية احتياجات البلاد في المجالات العمرانية والتحتية.

تطورت أعمال هذا المقر اليوم إلى حد أصبحت فيه أحد أركان التنمية والعمران في البلاد ومساعدة الحكومات.

تنفيذ أكثر من 30 مشروعًا وطنيًا واستراتيجيًا في مجالات الصناعة والطرق والتنمية الحضرية والطاقة والمياه والبحر في العام الماضي، والتخطيط لتنفيذ 95 مشروعًا جديدًا، يظهر الدور الفريد لمقر خاتم الأنبياء (ص) في عمران إيران، ويمكن القول أن هذا المقر هو محرك التنمية في البلاد.

لعب حرس الثورة الإسلامية عبر تاريخه دورًا مهمًا في الحفاظ على أمن واستقرار البلاد ودعم المصالح الوطنية. أصبحت هذه المؤسسة العسكرية واحدة من أقوى القوات العسكرية في المنطقة من خلال تطوير وتوطين المعدات العسكرية ورفع القدرات القتالية والوجود الفاعل في مختلف المجالات.

/ انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار ايران
أهم الأخبار ايران
عناوين مختارة