عارف: الأولوية في السياسة الخارجية الإيرانية توطيد العلاقات مع دول الجوار والإقليمية


عارف: الأولویة فی السیاسة الخارجیة الإیرانیة توطید العلاقات مع دول الجوار والإقلیمیة

قال النائب الأول للرئيس الإيراني إن القواسم التاريخية والثقافية المهمة بين إيران وأوزبكستان تمثل رصيدًا هائلًا لتطوير العلاقات.

وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن محمد رضا عارف صرّح مساء اليوم (الأحد) خلال المنتدى التجاري بين إيران وأوزبكستان، والذي انعقد بحضور نشطاء اقتصاديين وممثلين عن القطاع الخاص من كلا البلدين، بأن الأولوية الأساسية في السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية الإيرانية هي تطوير العلاقات مع دول الجوار والمنطقة.

وأكد أن تعزيز العلاقات الشاملة مع جمهورية أوزبكستان يحظى بأهمية خاصة بالنسبة لإيران، مضيفًا أن حجم التجارة البالغ 500 مليون دولار بين البلدين في عام 2024 قابل للزيادة والتوسعة.

النص الكامل لكلمة عارف في المنتدى التجاري الإيراني الأوزبكي كما يلي:

السيد عارفوف

رئيس وزراء جمهورية أوزبكستان المحترم

السيدات والسادة

أغتنم هذه الفرصة لأرحب مجددًا بحضوركم الكريم في الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومشاركتكم في هذا المنتدى التجاري.

تتمتع الجمهورية الإسلامية الإيرانية وجمهورية أوزبكستان بقواسم تاريخية وثقافية مهمة وغنية تشكل رصيدًا عظيمًا لتطوير علاقاتهما. وقد شهدت السنوات الأخيرة تعاونًا جيدًا قائمًا على هذه القواسم والمصالح المشتركة. واللقاءات المتكررة بين رؤساء البلدين تدل على الإرادة والرغبة المتبادلة لتعميق العلاقات وتوسيعها.

منذ استقلال جمهورية أوزبكستان، بذل البلدان جهودًا مستمرة لتعزيز العلاقات السياسية والثقافية والتعاون التجاري والاقتصادي الواسع بينهما.

العلاقات الثنائية، خاصة التجارية منها، نشطة ومتنامية في السنوات الأخيرة، إذ بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين في عام 2024 نحو 500 مليون دولار، إلا أننا نعتقد أن الإمكانات المتاحة تفوق هذا الرقم بكثير. ويمكن لهذه العلاقات أن تنمو وتتطور أكثر. وهذا يتطلب تعزيز المعرفة المتبادلة بالقدرات المتوفرة، وربط الناشطين الاقتصاديين في كلا البلدين، والاستفادة المثلى من الإمكانات، والانفتاح على مجالات جديدة للتعاون، وفي الوقت نفسه إزالة العوائق التي تعترض سبيل العلاقات.

السيدات والسادة الحضور:

الأولوية في السياسة الخارجية للحكومة الإيرانية هي توطيد العلاقات مع دول الجوار والدول الإقليمية، وفي هذا الإطار، فإن تعزيز العلاقات الشاملة مع جمهورية أوزبكستان يحظى بمكانة خاصة.

ويعد الاجتماع السادس عشر للجنة الاقتصادية والتجارية والعلمية والثقافية المشتركة بين إيران وأوزبكستان، الذي عُقد بالأمس في طهران بحضور ممثلين عن القطاعين العام والخاص، آلية فعالة لتعزيز العلاقات. ونأمل، من خلال إرادة مسؤولي البلدين، أن نشهد تنفيذ بنود وثيقة اللجنة المشتركة، مما يؤدي إلى نمو وارتقاء العلاقات الاقتصادية والتجارية والعلمية والثقافية.

ولتعزيز العلاقات التجارية بين البلدين، من الضروري إزالة العوائق وتوفير البنية التحتية اللازمة. ويشمل ذلك تسهيل التحويلات المصرفية، وتبسيط الإجراءات الجمركية، وترانزيت السلع، وخفض تكاليف النقل.

يُعد النقل والترانزيت من المواضيع المهمة للغاية في العلاقات بين البلدين، وله تأثير مباشر على العلاقات التجارية، لذلك ينبغي للجهات المختصة بذل الجهود لإزالة العقبات الموجودة في هذا المجال.

ونظرًا لأهمية العلاقات الشعبية بين البلدين، ووجود معالم سياحية بارزة في كل من إيران وأوزبكستان، وأيضًا لأهمية قطاع السياحة في التنمية الاقتصادية، فإن تسهيل إصدار تأشيرات السياحة ضرورة ملحّة.

اتفاقية التجارة التفضيلية تمثل إحدى الوسائل لتسهيل التجارة وخفض تكاليفها. ونأمل أن نتمكن من توسيع عدد السلع المشمولة بهذه الاتفاقية لتهيئة الأرضية المناسبة لتطوير العلاقات التجارية والاقتصادية.

وأتوقع أن يعمل جميع المعنيين من مسؤولي البلدين، والتجار، وأصحاب الأعمال، والناشطين الاقتصاديين، وأصحاب الصناعات، بروح التعاون والتخطيط طويل الأمد على خلق بيئة مناسبة لرفع مستوى التبادل التجاري بين الجانبين.

كما أشار عارف في جزء آخر من كلمته في هذا المنتدى إلى المفاوضات التي أُجريت في العاصمة الأرمينية بشأن رفع سقف التبادل التجاري إلى ملياري دولار، وأعرب عن شكره لاتجاه غرف التجارة والقطاع الخاص الجاد نحو تطوير العلاقات، مؤكدًا: "إن مهمة متابعة تطوير العلاقات تقع على عاتق لجنة التعاون المشترك والناشطين الاقتصاديين، وقد تواجههم عوائق إدارية، ونحن على استعداد، إذا لم تستطع لجان التعاون المشتركة تذليل هذه العقبات، للتدخل عبر الحكومتين أو الهيئات التشريعية".

وأشار النائب الأول لرئيس الجمهورية إلى القواسم الثقافية والتاريخية الكثيرة والفضاء الحضاري المشترك بين البلدين، وأضاف: "ينبغي للقطاع الخاص في إيران وأوزبكستان أن يُقدّر الظروف الجيدة في العلاقات السياسية والثقافية، وأن يسعى لتطوير هذه العلاقات بناءً على الجذور التاريخية والثقافية الغنية بين البلدين".

وقال عارف: "شعبا إيران وأوزبكستان حينما تزور مدن الطرف الآخر تشعر كأنها في مدنها، وهذه فرصة ذهبية لرفع مستوى العلاقات السياسية إلى أعلى المستويات".

وشدد النائب الأول على أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تؤمن بالتبادل المتوازن، مضيفًا: "لا ينبغي أن تكون العلاقات التجارية أحادية الجانب، وأهم ما في الأمر هو التعرف على إمكانات وقدرات الطرفين، إذ يمكن لاقتصاد البلدين أن يكمل أحدهما الآخر ويُلبي احتياجاته، وإن وُجدت عقبات مثل التسعير، فبفضل العلاقات الطيبة يمكن التغلب عليها، وستتدخل الحكومات إذا لزم الأمر".

وأضاف: "لا ينبغي لاختلاف الأسعار أن يكون عائقًا أمام التعاون، ومع التحولات الحاصلة سنشهد طفرة في العلاقات الاقتصادية والتجارية".

كما أشار عارف إلى الحوافز الواردة في خطة التنمية السابعة بشأن الاستثمار، مؤكدًا: "الاستراتيجية العامة للجمهورية الإسلامية الإيرانية هي استقطاب الاستثمار، وبالنظر إلى تسمية هذا العام بـ(عام الاستثمار من أجل الإنتاج) من قبل قائد الثورة، فإن استراتيجية الحكومة الرابعة عشرة تتمثل في زيادة حجم الاستثمار من خلال الموارد المحلية ومن قبل الدول الصديقة ودول الجوار".

وفيما يتعلق باستراتيجية الإنتاج، قال: "نحن نعدّ الإنتاج موجّهًا لعدد 300 مليون نسمة ضمن الفضاء الحضاري المشترك في المنطقة، ويمكننا من خلال الانضمام إلى الاتفاقيات والمنظمات الإقليمية الكبرى اكتشاف إمكاناتنا المشتركة، وإن الاستثمار المشترك يُعد من أفضل الطرق لاستمرار التعاون، وينبغي تشجيع الاستثمارات الثنائية والمتعددة الأطراف".

وشدد عارف على ضرورة إزالة العوائق التي تعترض طريق النقل والترانزيت لتطوير العلاقات، وأضاف: "الجمهورية الإسلامية الإيرانية تمثل ممرًا جيدًا لربط الدول المجاورة والصديقة والمشتركة في الثقافة والحضارة للوصول إلى المياه المفتوحة، وهي الأنسب لدول آسيا الوسطى في هذا المجال".

وأشار إلى أن إيران مستعدة لوضع إمكانيات ومرافق موانئها تحت تصرف دول المنطقة، بما في ذلك آسيا الوسطى، مؤكداً: "بوسعنا من خلال تعزيز التعاون أن نُسهم في زيادة الناتج المحلي الإجمالي لكلا البلدين".

وفي ختام كلمته، ومع الإشارة إلى التشابه الكبير بين المدن الإيرانية والأوزبكية مثل سمرقند وأصفهان، قال: "نأمل في الزيارات القادمة للوفد الأوزبكي رفيع المستوى أن تتاح لهم فرصة زيارة هذه المدن، ونحن على قناعة بأن السياحة المتبادلة بين البلدين ستُسهم إسهامًا كبيرًا في تعزيز العلاقات الشاملة".

/انتهى/

 
الأكثر قراءة الأخبار ايران
أهم الأخبار ايران
عناوين مختارة