.
لماذا كل هذا الاهتمام الأمريكي بلبنان الصغيرة؟ لماذا تُغلق السفارات وتُفتح، وتُعلن التهدئات وتنكسر، وتُقطع المساعدات وتُعطى، كلما تنفّس لبنان مرة؟
لماذا نحن؟
هل هو حباً بجبالنا؟ أم شغفاً بنهر الليطاني؟ أم حنيناً إلى أرزنا الشامخ؟!
لا... ثم لا
إنهم لا ينظرون إلى جمالنا، بل إلى موقعنا. لا ينظرون إلى تاريخنا، بل إلى عمقنا الاستراتيجي لا يهمهم مستقبلنا، بل يهمهم من نكون مع، أو ضد
يريدون منا أن نكون جسراً لهم، لا وطناً لأهلنا...
يريدون منا أن نكون سوقاً لسلاحهم، لا أن نصنع قرارنا بسلاحنا
يريدوننا أن نكون صفحة بيضاء في تاريخ الصراع، يوقّعون عليها بقلم أحمر، لا أن نكون أقلاماً نحكم مصيرنا بأيدينا
ثم يأتي السؤال الأهم... السؤال الذي يفضح كل النوايا: لماذا يصرون على نزع سلاح العز والكرامة؟
لماذا يريدوننا عُزّلًا؟
هل لأن هذا السلاح يذكرهم أن إرادة الإنسان أقوى من كل دباباتهم؟
أو لأنه يثبت أن هناك من يقول "لا" في زمن امتلأ بالـ "نعم" المُشتراة؟
هل يعتقدون حقاً أن شعباً أبى أن ينحني للغزاة على مر العصور... سيسلم سلاح أمانه الأخير لهم؟!
سلاح المقاومة في لبنان ليس مجرد حديد ونار... بل رمز، رمز لمعنى أن تكون حراً...
رمز لعهد دم شُرب على حرية هذه الأرض
لن يعطيك الأمانَ إلا من يخاف على أمانك
ولن يضمن لك سيادتَك إلا من يؤمن بأنك أهلٌ لها
فلا تطلبوا من الذئب أن يكون حارسًا للقطيع
تاريخهم يقول: إنهم لا يأتون إلى أرض إلا وتركوا فيها نارًا لا تنطفئ
يقولون: نزع السلاح من أجل الاستقرار
ونحن نقول: الاستقرار يأتي من القوة، لا من الضعف
يقولون: نزع السلاح من أجل الاقتصاد
ونحن نقول: ما قيمة اقتصاد أمةٍ لا تملك قرارها...
لن تُباع جبال لبنان في سوق المقايضة
ولن تُسلَّم كرامة أبنائها بصفقة
الشعب الذي تعلم أن الحرية لا تُوهب، بل تُؤخذ بقوة الإرادة... هو نفسه الذي سيعرف كيف يحميها
وسيبقى سلاح العزّة شاهداً... أن لبنان لن يكون إلا لأهله وبأهله...
/إنتهى/