.
كشف الوثائق المسرَّبة مؤخراً النقاب عن فضيحة مدوّية تتجاوز حدود الخيال، حيث يتبيّن أن بني غانتس، رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الأسبق، لم يكتفِ بالأسلحة التقليدية، بل انتقل إلى حرب رقمية شاملة بتمويل من مليارديرات أمريكيين.
فقد كشفت منصة "The Grayzone" عن تشكيل ما يُسمى بـ"ميليشيات رقمية" بقيادة ديفيد إليسون ووالده لاري، ضمن مجموعة من الأثرياء اليهود، بهدف ملاحقة وتخريب كل ناشط يدعم فلسطين في الولايات المتحدة. وتكشف إحدى الرسائل عن الفلسفة الصادمة للمشروع: "في الغابة، نحن بحاجة إلى مزيد من العصابات المسلحة وأقل من جنود الجيش الإسرائيلي".
ولم تتوقف المؤامرة عند هذا الحد، بل امتدت إلى السيطرة الإعلامية، حيث تم تعيين باري وايس، التي توصف نفسها بـ"الصهيونية المتعصبة"، رئيسة لتحرير "سي بي إس نيوز" التابعة لمجموعة إليسون.
ويكشف المخطط الأوسع، المسمى "اثنتا عشرة قبيلة"، عن تجنيد اثني عشر مليارديراً يهودياً لدعم شركات مراقبة أمنية تُدار بواسطة ضباط سابقين في الاستخبارات الإسرائيلية، بهدف ملاحقة المشاركين في حركة المقاطعة BDS.
هذه الوثائق، التي كشفها الصحافي جاك بولسون من خلال مجموعة القرصنة "هندالة" في 2024، تظهر كيف تُحوّل "إسرائيل" المال والإعلام إلى أسلحة رقمية لقمع النشاط المدني الحر، مستهدفةً المواطنين الأمريكيين الذين يدعمون العدالة لفلسطين.
إنها صفعة للديمقراطية، وتحذير صارخ من أن حرية التعبير أصبحت على المحك، وأن الحرب على الحقيقة لا تقل خطورة عن الحرب على الأرض. فإلى متى ستسكت الأصوات الحرة أمام هذه المؤامرة العالمية التي تستخدم القوة الناعمة لإسكات الحق؟
/إنتهى/