وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأنه حضر اللقاء المستشار الثقافي السيد محمدرضا مرتضوي، والأديب والشاعر والأكاديمي الدكتور محمد ناصرالدين، ورئيس اتحاد الكتّاب اللبنانيين الدكتور أحمد نزال.
استُهلّ اللقاء بكلمة للباحثة والمترجمة مريم ميرزاده، التي تناولت الدور المحوري للكتاب والمكتبات في حياة الإنسان عبر الأزمنة، وتحدثت عن تأثيرات الحداثة التي أضعفت هذا الدور، ما أدى إلى تراجع الاهتمام بالكتاب في المجتمعات المنغمسة بالمادة والمصالح. كما قدمت نماذج من كتب عالمية تناولت موضوع الكتاب والمكتبات، مثل أعمال بورخيس وألبرتو مانغويل وأفونسو كروش.
ثم ألقى المستشار الثقافي كلمة أكد فيها أهمية الكتاب في صياغة الوعي ونقل التاريخ، مشيرًا إلى أنّ الكتاب كان رفيقًا ملازمًا للشهيد القائد السيد حسن نصرالله الذي جمع بين العلم والعمل. ولفت إلى أنّ الكتاب يمنح الإنسان أجنحة للتحليق في عوالم مختلفة، وأن وقت القراءة هو من أثمن الأوقات.
بعده تحدث رئيس اتحاد الكتّاب اللبنانيين الدكتور أحمد نزال، فأشاد بإحياء يوم الكتاب والقراءة، وتناول محاولات طمس الهوية العربية عبر التاريخ من خلال تدمير المكتبات، مستشهدًا بحرق مكتبة الإسكندرية قديمًا واستهداف المكتبات في فلسطين، ولا سيما في الحرب الأخيرة على غزة، حيث كانت المكتبات من أوائل الأهداف المقصودة للعدو. وأكد دور المثقف في نشر ثقافة القراءة بوصفها سلاحًا موازيًا لمواجهة محاولات محو الهوية وتزوير التاريخ.
تلا ذلك مداخلة الدكتور محمد ناصرالدين، الذي قرأ على الحاضرين قصة من تأليفه بعنوان "حرب تموز والنملية"، لما تحمله من عبر مرتبطة بالحرب الإسرائيلية على لبنان منذ الاجتياح وحتى اليوم، مستعيدًا كيف نجت مكتبة والده من تلك الحروب رغم الاستهداف المتكرر.
وقد شهد اللقاء تفاعلًا لافتًا من الحضور، أعقبه نقاش أدبي تناول نقد القصة وسبل تطوير الكتابة الإبداعية والسرد الروائي انطلاقًا من تجارب الحرب. وأجمع المشاركون على أهمية الكتابة اليوم لحفظ الذاكرة الشفوية وتوثيق بطولات اللبنانيين في مواجهة الاحتلال.
/انتهى/