.
تحولت مدينة الفاشر إلى مسرحٍ لمأساة إنسانية مروعة بعد أن اجتاحتها قوات الدعم السريع في 26 أكتوبر 2025، حيث شهدت المدينة عمليات قتل جماعي وتعذيب منهجي استهدف المدنيين العزل بشكلٍ ممنهج. وقد وثقت الأدلة الميدانية من خلال صور الأقمار الاصطناعية ومقاطع الفيديو عمليات إعدام ميدانية نفذتها القوات ضد مدنيين مصفوفين بأيدٍ مقيدة، مما يؤكد الطبيعة المنظمة لهذه الجرائم.
وحاولت قيادة الدعم السريع تبرئة نفسها من خلال إلقاء المسؤولية على عناصر فردية، إلا أن الأدلة تثبت تورط القيادة في التخطيط والتنفيذ. وتمتد جذور هذه الانتهاكات إلى 22 عاماً عندما كانت الميليشيا تعرف باسم "الجنجويد"، حيث استمر نفس النمط من العنف في دارفور والخرطوم والجنينة وأخيراً الفاشر.
ويقود هذه العمليات محمد حمدان دقلو "حميدتي" المدعوم إماراتياً، وشقيقه عبد الرحيم دقلو الذي ظهر في مواقع المجازر قبل حدوثها مباشرة. واتبع الدعم السريع نمطاً ثابتاً من العنف يشمل القتل الجماعي، الحرق المتعمد، التهجير القسري، التعذيب، والاغتصاب كأساليب ممنهجة.
وأسفرت عمليات القتل في الفاشر عن 2000 ضحية على الأقل، حيث ظهرت جثث الضحايا مكدسة في الشوارع، فيما منع الدعم السريع دخول الإعلام لإخفاء الأدلة. وكشفت صور الأقمار الاصطناعية من جامعة ييل عن 31 موقعاً لتجمعات الجثث البشرية، حيث ظهرت فجأة خلال 48 ساعة من دخول القوات.
ورصدت الصور الفضائية تجمعات للجثث في جامعة الفاشر ومستشفى الأطفال، حيث ظهرت أجسام بمقاسات بشرية لم تكن موجودة قبل اقتحام المدينة. وأدى حصار الدعم السريع إلى تهجير 470,000 شخص من المدينة والمناطق المحيطة، فيما يشكل عملية تطهير عرقي ممنهجة.
ووثقت مقاطع فيديو عمليات تعذيب مهينة قام بها مقاتلو الدعم السريع ضد مدنيين حاولوا الفرار، بما في ذلك سرقة ممتلكاتهم وإذلالهم علناً. كما سجلت الأمم المتحدة حالات اغتصاب جماعي تعرضت لها 25 امرأة على الأقل في مأوى للنازحين، حيث تم انتقاء الضحايا تحت تهديد السلاح.
ويشكل العنف الجنسي سلاحاً ممنهجاً في ترسانة الدعم السريع، حيث يستخدم كأداة للحرب النفسية وإذلال المجتمعات المستهدفة. وتكشف هذه الانتهاكات المتكررة عن استراتيجية شاملة تهدف إلى تغيير ديموغرافي وإبادة جماعية، تمتد جذورها إلى عقود من العنف المنظم.
/ إنتهى/