وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن السؤال يثور مجدداً: من كان صادق هدايت (1902–1951)؟ أكان روائياً بارعاً يكتب لظلّه، أم مفكّراً لامعاً لم يُقدَّر حقّ قدره في زمانه، فاختار –قبل بلوغه الخمسين– أن يضع نهاية لحياته بإرادته؟
كتاب "الرجل الذي خرج يصطاد الموت" هو سردٌ روائيّ الطابع، تحليلي، جذاب، وفي الوقت نفسه موثّق، يتتبع الحياة الشخصية والروحية والأدبية لهذا القاصّ الكبير، محاولاً –استناداً إلى مصادر متعددة– النفاذ إلى أبعاد فكره وحياته.
وقال كريم فيضي، مؤلف الكتاب، عن دافعه إلى كتابة هذا العمل: لم أحتج إلى سبب خاص. فهدايت هو أعظم روائي في إيران، وما كتبته في الحقيقة هو رواية الروائي.
ويتابع: من تداخل حياة صادق هدايت وعوالم رواياته، وُلدت فكرة الكتاب. ويقع العمل في 30 فصلاً، تبدأ من لحظات حياته الأولى وصولاً إلى اليوم الذي بُثّ فيه خبر وفاته إلى العالم كنبأ عاجل.
وأشار الكاتب إلى أنّ مؤلفات بحثية كثيرة كُتبت عن هدايت في إيران وخارجها، معلناً صدور الطبعة الثانية من كتابه، مضيفاً: من دواعي السرور أن يصل الكتاب إلى طبعته الثانية في أقلّ من 40 يوماً. وهذا يدلّ على أنّ القارئ الإيراني ما يزال يحبّ "رواية الروائي"، بل يحبّ صادق هدايت نفسه.
يُعدّ صادق هدايت من أبرز الأدباء الإيرانيين؛ فقد عاش حياة قصيرة لكنها مثمرة. وبصفته من روّاد السرد الحديث في إيران، استطاع بآثاره الباقية أن يرسّخ اسمه كأحد أكثر الكتّاب تأثيراً في العالم الفارسي.
ومن بين أهم أعماله رواية "البومة العمياء"، تلك الرواية الجريئة التي كتبها في "أكثر سنوات حياته ظلمة"، والتي استطاعت –بفضل لغتها وأفكارها المتفرّدة والمتمرّدة– أن تجذب اهتمام الكثير من الكتّاب والقرّاء.
وإلى جانب كتّاب مثل مجتبى مينوي، ومسعود فرزاد، وبزرك علوي، وفي إطار جماعة "الربعة"، بذل هدايت جهوداً كبيرة للنهوض بالأدب الإيراني الحديث، رغم ما واجهوه من معارضة التيارات التقليدية. ومع ذلك، فقد لقيت أعماله وشجاعته الأسلوبية صدى واسعاً بين الكتّاب المجددين والقرّاء الباحثين عن فضاء أدبي جديد، وفتحت أفقاً جديداً أمام الأدب الفارسي. غير أنّ الأجواء السوداوية واليائسة التي تميّز بعض أعماله ظلّت موضع نقد لدى فئة من الأدباء.
ولطالما حظي هدايت باهتمام القرّاء والكتّاب لأسباب عدّة: الإرث الأدبي الذي خلّفه، جرأته في تناول قضايا صادمة ومغايرة، ثم رحيله المبكّر وموته الاختياري في الغربة. ويقدّم كتاب "الرجل الذي خرج يصطاد الموت" رؤية مختلفة لهذه الشخصية الأدبية المعقّدة. وقد صدر الكتاب في 136 صفحة عن دار مرواريد.
/انتهى/