ماذا يحدث خلف الكواليس في تركيا؟


ماذا یحدث خلف الکوالیس فی ترکیا؟

رغم ظهور بعض الشائعات التي تفيد بفشل محاولة الانقلاب على الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الى ان هناك الكثير من الأتراك مازالوا يظنون أن محاولة الإنقلابيين تكللت بالنجاح وأن الجيش يسطير على مفاصل الدولة بشكل كامل.

وكالة تسنيم الدولية للأنباء - هناك احتمالات كثيرة توجد لبيان حقيقة الانقلاب العسكري الذي حدث مساء أمس الخميس في تركيا، ورغم استمرار الاشتباكات الا ان هناك بعض المعلومات التي تفيد بأن الانقلاب العسكري على اردوغان قد فشل وأن الأطراف الموالية لحزب اردوغان عادت الى السلطة بعد أن اعلن الجيش سيطرته على البلاد وتسلم مقاليد الحكم.

وهناك فرضيتين أو احتمالين قويين لهذه المحاولة الإنقلابية التي مازالت نتائجها لم تنكشف بعد، الإحتمال الأول هو أن يكون أنصار فتح الله غولن هم من خططوا لهذه المحاولة الإنقلابية، وتأتي هذه المحاولة الإنقلابية بعد اسبوع من قيام السلطات التركية بشن عمليات اعتقال بحق العسكريين المنتمين الى تيار غولن وحزبه.

وخلال العامين المنصرمين لم يمضي يوم دون أن تكون هناك اعتقالات ومضايقات على أنصار غولن وقد سجن المئات منهم بحجة التعاون مع أطراف مناهضة لتركيا.

لكن الأسبوع الماضي شهد حالة نادرة حيث قامت السلطات التركية باعتقال ضباط في الجيش التركي مقربين من غولن وتياره ومنعتهم من مزاولة أعمالهم وهذا ما جعل هؤلاء العسكريون وأنصارهم يشعرون بأن طريق الخلاص هو القيام بانقلاب عسكري على اردوغان وحكومته وتسلم السلطة.

والعامل الرئيس في افشال هذه المحاولة الإنقلابية حسب الإحتمال الاول هو رتب قادة الانقلاب العسكري؛ حيث لم يكونوا من الرتب العليا في الجيش ما ساهم في رفضهم من قبل القادة الرئيسين للجيش التركي وبالتالي فشل الانقلاب واعتقال القائمين به.

أما الاحتمال الثاني فهو أن يكون الرئيس التركي هو من يقف خلف هذه الأحداث وذلك للإدعاء بأن الجيش غير موال للسلطة الشرعية في البلاد ومن ثمّ يقوم بتجريد قادته من امتيازاتهم ويوسع دائرة صلاحياته على حساب الجيش والقوات المسلحة التركية. كما انه بهذا يمنع الجيش من المحاولات المحتملة للقيام بانقلاب عسكري حقيقي وشامل على اردوغان وحزبه.
وبالاستناد على هذا الاحتمال فأن اردوغان يسعى لتلميع صورته أمام الشعب التركي ليرسم من نفسه بأنه بطل وطني يقاوم الفوضى والإضطراب في تركيا ويتعامل بيد من حديد مع من تسول لهم أنفسهم بث الرعب والخوف داخل المجتمع التركي.

واذا عرفنا أن من قاموا بهذه المحاولة الإنقلابية هم قادة القوات الجوية وقوات الدرك الذين يعتبرون من المقربين الى تيار فتح الله غولان نرجح حينئذ الاحتمال الأول ونعتقد بأن هذه المحاولة كانت محاولة انقلابية حقيقية وليس مصطنعة من قبل اردوغان وانصاره الا انها كانت محاولة فاشلة يعوزها التخطيط الصحيح والقادة الكبار من الجيش التركي وليس قادة من الرتب الصغيرة.

واذا ما استطاع الجيش التركي والحكومة السيطرة الكاملة على زمام الأمور في تركيا ومحاسبة الانقلابيين نستطيع القول عندئذ بأن أردوغان بات يواجه خصما ضعيفا وازال شبح الخصم القوي الذي كان يتوقع صولته في كل لحظة وبتعبير آخر يمكن القول أن هذه المحاولة الإنقلابية الفاشلة كانت " نعمة الهية" على حد وصف الرئيس التركي رجب طيب اردوغان.

وفي الوقت الراهن يرتفع عدد القتلى والمصابين بعد أن بدأ القوات البرية والمدرعة في الجيش التركي بالدخول في شوارع المدن التركية وملاحقة الانقلابيين.

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار الدولي
أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة