هل يكرر "ترامب" خطأ"أوباما" فيما يتعلق بسوريا؟


هل یکرر "ترامب" خطأ"أوباما" فیما یتعلق بسوریا؟

دمشق -تسنيم: تصريحات غير مباشرة، وتلميحات هنا، وتسريبات هناك، هذه هي العناوين العريضة للسياسة الأمريكية تجاه سوريا حالياً، مع تولي الرئيس الجديد "دونالد ترامب" مقاليد الحكم في بلاده، دون أي توضيح لماهية السياسة الحقيقية للإدارة الجديدة فيما يتعلق بالتطورات الراهنة من الأزمة السورية.

بداية العهد الجديد في الولايات المتحدة برئاسة "دونالد ترامب"، كان بإلغاء عدد من الاتفاقيات والمراسيم التي وقعتها واشنطن في وقت سابق، قبل أن يصدر الرئيس الأمريكي قراراً بوضع قيود على دخول اللاجئين إلى الولايات المتحدة، وبعض حاملي التأشيرات، من العراق، وإيران، وليبيا، والصومال، والسودان، واليمن، وسوريا.

يأتي ذلك في وقت يتوقع مراقبون أن ينفذ "ترامب" وعده بإنهاء الاتفاق المتعلق بالملف النووي الإيراني، والذي اعتبره "عاراً" على الولايات المتحدة الأمريكية، وفق ماصرح به خلال حملته الانتخابية.

كل هذه المعطيات بدأت ترسم السياسة الأمركية الجديدة في المنطقة، خاصة فيما يتعلق بالملف السوري، برغم التناقض بين تصريحات ترامب خلال الحملة الانتخابية وبين القرارات التي يتخذها بعد تسلمه الرئاسة الذي ينتهجه في الوقت الحالي، فالرئيس الأمريكي كان أعلن خلال حملته، ان إدارة أوباما هي التي أوجدت تنظيم "داعش" الإرهابي، كما أكد بعد تسلمه مقاليد الحكم، أن هدفه ليس مواجهة الرئيس بشار الأسد، وإنما مواجهة تنظيم "داعش" ووقف تمدده في المنطقة.

تناقض جديد تجلّى بين تصريحات الرئيس الجديد والواقع، خاصة بعد تصريح "ترامب" عن نيته إقامة "مناطق آمنة" للمدنيين في سوريا، في إعادة لسيناريو الرئيس السابق "أوباما"، والذي كان يكرره دائماً في بداية الأزمة السورية، قبل حوالي ست سنوات، ما أثار عدة تساؤلات عن الجدوى من تكرار معزوفة الرئيس السابق أوباما في إقامة منطقة عازلة.

المؤكد أن "ترامب" جاء في وقت تشهد فيه الساحة السورية تغييرات جذرية، سواء على المستوى الميداني أو حتى السياسي، فالجيش السوري قلب المعطيات لصالحه، عبر استعادته مناطق جغرافية واسعة، وبالتالي أصبح إلى جانب حلفائه الطرف الأقوى على الأرض، وكذلك الأمر بالنسبة للشق السياسي، فالمفاوضات بين الحكومة السورية والمعارضة بشقيها السياسي والمسلح، تأخذ منحىً أكثر جدية.

وتشير المعطيات أنه في حال قرر الرئيس الأمريكي الجديد التصعيد أكثر في الملف السوري، فإنه يتجه نحو توريط بلاده من جديد، خاصة وأن هناك إجماعاً دولياً على اتفاق وقف الأعمال القتالية على كافة الأراضي السورية والذي جاء برعاية روسية إيرانية تركية، ناهيك عن العلاقة التي تربط الرئيس الأمريكي بشخص الرئيس الروسي والذي يعتبره ترامب "محارباً للإرهاب"، فمن المحتمل أن يبحث الرئيس الأمريكي الجديد عن أوراق رابحة دون خسائر جديدة أو تكرار الأخطاء التي وقع بها سلفه "أوباما".

لكن ذلك يبقى عبارة عن تكهنات وتحليل ضمن الإطار المنطقي للأحداث، ولا يمكن أن تتضح خلال الفترة القليلة القادمة السياسات الحقيقية للإدارة الأمريكية الجديدة، خاصة في ظل التصريحات الغريبة والقرارات المفاجئة لترامب.    

/انتهى/

 

أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة