في مؤتمر "العرب وايران" ببيروت..خرازي: السعودية دولة معادية للديمقراطية..كيف تُفكّر بنشرها في سوريا؟!


فی مؤتمر "العرب وایران" ببیروت..خرازی: السعودیة دولة معادیة للدیمقراطیة..کیف تُفکّر بنشرها فی سوریا؟!

طهران / تسنيم // قال رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية الايرانية كمال خرازي اليوم الاربعاء، لو العرب يمتلكون رؤية إستراتيجة حيال تطورات المنطقة كان يكفي لهم لو تمعنوا فقط بأنه كيف أصبحت السعودية التي تعد دولة شمولية ومعادية للديمقراطية، تُفكّر بنشر وتنمية الديمقراطية في سوريا.

وافادت وكالة تسنيم الدولية للانباء ان مؤتمر "العرب وايران" الثاني انطلق اليوم الاربعاء في بيروت ليستمر يومين تحت عنوان "نحو مستقبل مشترك-الامن والاستقرار والتعاون".

ويعقد المؤتمر برعاية المركز الإستشاري للدراسات والتوثيق (لبنان)، ومركز 'أنديشه سازان نور' في ايران ، ومركز الدراسات السياسية والدولية بالتعاون مع كلية الحقوق والعلوم السياسية والادارية – مركز الدراسات اللبنانية ، القانونية والسياسية والادارية ومركز باحث للدراسات وقناة الميادين وجريدة الأخبار اللبنانية.

و يهدف المؤتمر إلي طرح تصورات متعددة ومتباينة بخصوص النظام الإقليمي ومستقبله ومناقشة سُبل صياغة فهم مشترك والخروج بتوصيات وخلاصات يُستفاد منها في وضع جدول أعمال الحوارات الإقليمية، ولتكون جزءاً من النقاش العام.

ويشارك في المؤتمر نخبة من المفكرين والباحثين والمختصين من العالم العربي والإسلامي.

وألقي رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية الايرانية كمال خرازي، كلمة في هذا المؤتمر، وقال فيها، أن الجذور التاريخية للعلاقات بين ايران والعرب تعود الى آلاف السنين وهذا ماينبغي التطرق اليه والخوض فيه بالتفصيل في وقته المناسب. أنا سأشير فقط الى الفترة التي تلت ظهور الاسلام وقبول الايرانيين لهذا الدين المبين. فمنذ قبول الايرانيين الدين الاسلامي، دخلت العلاقة بين العرب وايران الى منعطف جديد واستطاع الدين الاسلامي المبين أن يجمع الايرانيين والعرب تحت خيمة الأمة الاسلامية. فالايرانيون الذين كانوا يعيشون مجتمعا طبقيا تقبلوا المساواة بين افراد البشر واستطاع الاسلام أن يخلق تحولا عميقا في حياتهم الاجتماعية والسياسية.

واضاف، قدّم الايرانيون خدمات كثيرة إلى العرب ولعب علمائهم دورا مهما في تنمية وتطوير العلوم والثقافة والحضارة الاسلامية ونقلها الي مناطق أخرى في العالم مثل شمال إفريقيا وجنوب أوروبا وشرق أسيا. ومن الملفت بأن تتم تأدية هذا الدور من خلال اللغة العربية، وأنهم الى جانب جهودهم في التعلم العميق لهذه اللغة والإحاطة بها، قاموا أيضا بتدوين وصياغة قواعد الصرف والنحو العربي، كما نشروا مؤلفاتهم العلمية أيضا باللغة العربية.

الثورة الاسلامية الايرانية جعلت تحرير القدس الشريف على رأس أولوياتها

واضاف، إن الثورة الاسلامية الايرانية وإستنادا إلى مناهضة الاسلام للظلم، جعلت مقارعة الصهيونية وإستيفاء حقوق الفلسطينيين وتحرير القدس الشريف علي رأس أولوياتها في نضالها ضد الظلم، ورغم مضي مايقارب أربعة عقود علي إنتصار الثورة ودفعها التكاليف السياسية والاقتصادية الباهضة، فإنها مستمرة في دعمها هذا. للأسف إن بعض الزعماء الرجعيين العرب الذين كانوا متخوفين من نفوذ الثورة الاسلامية، إنتهجوا سبيل المواجهة مع الثورة الاسلامية الايرانية وفرضوا حربا لثمان سنوات علي الشعب الايراني وحاولوا من خلال بث الدعاية المغرضة والمكثفة ضد ايران، نثر بذور العداوة بين الايرانيين والعرب. أو قاموا بمواجهة الثورة الاسلامية الايرانية عبر دعم الفكر التكفيري وخلق مجموعات مثل القاعدة وطالبان.

وتابع، بعد إنتصار ايران في الحرب المفروضة عليها، إستمرت مؤامرات أعداء الثورة الاسلامية لكن بأشكال أخرى. حيث أنهم شاهدوا الشعب العراقي ورغم خوضه حربا لثمان سنوات ضد ايران، لكنه الان وبعد سقوط صدام، قد عاد إلى علاقاته التاريخية التي أمضاها لقرون متمادية مع الايرانيين بمجاورة وتعايش ودي وتعامل بناء. ويوما بعد يوم إستطاعوا تحقيق علاقات أكثر وثاقة وقربا مع الايرانيين حتي بلغ الأمر بأن يطرز الدم الايراني التراب العراقي دفاعا عن الشعب العراقي أمام جرائم داعش، وهذه بحد ذاتها تعد إحدي الأحداث العجيبة طوال تاريخ العلاقات بين شعبي البلدين.

ونوه الى ان مؤامرة اسرائيل و الزعماء العرب الرجعيين دخلت مرحلتها العسكرية في تشكيل المجاميع التكفيرية في سوريا والعراق. فهذه المجاميع عبر إستغلال الأجواء السياسية الحاصلة إثر الثورات العربية، وركوب موجة نضال الشعب السوري السلمي، وكذلك الدعم المالي والعسكري المقدم من السعودية والامارات وقطر وأميركا وإسرائيل، وحتي معالجة جرحاهم في اسرائيل، إستطاعت التقدم بسرعة وأن تتمكن من إخراج أجزاء واسعة من الأراضي السورية والعراقية من سيطرة الحكومات المركزية في العراق و سوريا، حتى بلغ مدى الخطورة الي جدية سقوط دمشق و بغداد بيد الدواعش السفاكين للدماء. ففي مثل هذه الظروف طلبت الحكومات المذكورة المساعدة من ايران، واستطاعت بالتعاون مع ايران منع سقوط دمشق و بغداد.

هناك الكثير من النماذج الدالة على الرؤية السطحية والبعيدة عن الحس الاستراتيجي

وأشار الى ان هناك الكثير من النماذج الدالة على الرؤية السطحية والبعيدة عن الحس الاستراتيجي تجاه قضايا المنطقة (كثيرة جدا) التي ينبغي التدقيق والخوض فيها عند أوانها. فاليوم وبعد مضي عدة سنوات علي النهضة العربية، والتدخلات التي شهدتها هذه النهضة الشعبية، أو ظهور المجموعات الارهابية التكفيرية في سوريا والعراق ودور اسرائيل وزعماء العرب التابعين للغرب في إيجاد هذه المجموعات وتقويتها تحت شعار جميل وهو الدفاع عن النضال السياسي للشعب، لقد بات بالإمكان تحليل وتفسير هذه الأحداث بشكل افضل.

هناك وثائق تظهر قيام السعودية بحرف مسار الصحوة الاسلامية عن مسلكها

ولفت الى ان اليوم تظهر المستندات والوثائق الموجودة بوضوح بأن السعودية عبر دعمها للإنقلاب في مصر وتدخلها العسكري في البحرين والعدوان على اليمن، قامت بحرف مسار الصحوة الاسلامية عن مسلكها، في حال أن شعبي البحرين واليمن لم يطمحا الى شيئ سوي المشاركة في المصير السياسي لبلدهما، وأن المصالحة المعقولة والمنطقية لحكومتي هذين البلدين مع شعبيهما كان بإمكانها أن تفرز نتائج متفاوتة جدا.

وأضاف، ممالاشك فيه لو كان العرب يمتلكون رؤية إستراتيجة حيال تطورات المنطقة وتوقعوا غاية المتدخلين بشكل صحيح، لما إتخذوا مواقفا عاطفية وآنية. كان يكفي لهم لو تمعنوا فقط بهذه الحيثية، بأن كيف أصبحت المملكة العربية السعودية التي تعد دولة شمولية ومعادية للديمقراطية، تُفكّر بنشر وتنمية الديمقراطية في سوريا.

بيروت بإمكانها أن تكون حلقة وصل بين العرب والايرانيين

وأوضح ان بيروت بإمكانها أن تكون حلقة وصل بين العرب والايرانيين وأن تشكل منصة مناسبة لإنطلاق هذا الحوار، لأنها كانت دائما مكانا لتلاقي الارآء والأفكار، وفي نفس الوقت التعايش بين مختلف الأقوام والطوائف والمذاهب. 

في الختام أكد بأن الجمهورية الاسلامية الايرانية تعتبر تحرير فلسطين والقدس الشريف أهم القضايا الرئيسية لدي العالم الاسلامي، وأن دعم الحكومات الموجودة في المنطقة ومكافحة المجاميع الارهابية والتصدي لزعزعة إستقرار الدول الاسلامية وتقسيمها يعد من واجباتها، وعليه تعلن إستعدادها للدخول الجاد في حوار مع أشقاءها العرب، وتوفير الأجواء والسبل لحضور ومشاركة النخب والمثقفين الايرانيين في مثل هذه الإجتماعات.

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار ايران
أهم الأخبار ايران
عناوين مختارة