الشيخ الخطيب: الحديث عن "نزع السلاح" دعوة للعدوّ الصهيوني ليستمرّ في عدوانه

الشیخ الخطیب: الحدیث عن "نزع السلاح" دعوة للعدوّ الصهیونی لیستمرّ فی عدوانه

أدى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب الصلاة، في مقر المجلس في طريق المطار، وألقى خطبة الجمعة، شدد فيها على أنّه: "لا بدّ لنا من استعراض، ولو موجز، لمسار الدولة اللبنانية منذ ولادة هذا الكيان حتى يومنا هذا، وتقييم جادّ لمسيرتها ومدى نجاحِها في أداء وظيفتها وتحقيق الغاية من إنشائها".

وأشار إلى أنّ: "الدول لا تُبنى عبثًا، بل تتولّد من عوامل موضوعية متشابكة: جغرافية، ثقافية، اجتماعية، تاريخية، ومصالح عامة تشترك فيها كل المكونات، وتتوافق على إقامة كيان تُؤمن بأنّه الضامن لمصالحها ووجودها، موضحًا أنّ: "هذا الاندماج، في وحدة تُسمّى "شعبًا"، لا يتمّ إلّا بالإحساس المشترك بوحدة المصير والمصلحة والوجود، على الرغم من اختلاف الخصوصيات القومية والمذهبية والثقافية، لأنّ وحدةَ الجغرافيا تفرض نفسها إطارًا جامعًا".

ونبّه الشيخ الخطيب من أنّ: "أيّ شعور عند مكوّن من مكوّنات الشعب بالتهميش أو بالاستضعاف، يُهدّد هذه الوحدة ويفتّت هذا الكيان، ويمنع تحقّق غايته، ويُسقط شرطه الأول وهو الاندماج"؛ لافتًا إلى أنّ: "الإخضاع والتغلب يُناقض روح الشراكة، ويُفضي إلى تمزّق وتفكّك مأساويّ، لن يكون إلّا دمويًّا، أو على الأقلّ يُضعف الكيان، ويجعله لقمة سائغة للأطماعِ الخارجية".

هذا؛ وفيما لفت إلى أنّ: "دولًا كثيرة قد اندثرت على الرغم من قوّتها، لا بفعل عدوّ خارجي، بل لأسباب داخلية تفشّت فيها، وكانت العامل الحاسم في انهيارها، كما يُقرّ بذلك علم تحوّلات الأمم"، سأل الشيخ الخطيب: "هل ما يشهده لبنان اليوم من اهتزاز مستمرّ وتخلخل عند كلّ طارئ إقليميّ أو عالميّ، مردّه إلى ضعف في عناصر نشأته الأولى؟ وهل غابت مقوّمات التماسك، فانكشفت بنيته أمام كلّ ريح؟".

في هذا الصدد، رأى الشيخ الخطيب أنّه: "قد آن أوان المراجعة، وإعادة البناء على أسس تحفظ الكيان من التفكّك، وتنقلهُ من التوتّر الدائم إلى الاستقرار المُستدام، وتحفظ ثرواته، وتصون كرامته، وتُفشل مشاريع الطامعين به، والمتربّصين بخيراته وبموقعه". وتابع: "نحن نؤمن بضرورة الحفاظ على هذا الكيان وتطويره، لأنّه يستحقّ الحياة، ولأنّ اللبنانيين شعب واحد، يتشاركون القيم الأخلاقية والمعنوية ذاتها، ويُدركون أنّ محاولات التمزيق ذات منشأ خارجيّ، تستهدف مصالح الأمّة، وتخدم المشروع الصهيونيّ التلمودي الذي لا يرى في الآخرين سوى حيوانات خُلقت على هيئة بشر لخدمتهم، كما يُصرّحون من دون حياء".

وشدد الشيخ الخطيب على أنّ: "من يُشيع أجواء العداء تجاه جمهور المقاومة، ويُشيطنها بأكاذيب متكرّرة واتهامات فارغة، وتشكيكات مدفوعة من الخارج عبر إعلام مزيّف، إنّما يخوضُ حربًا من نوع آخر، لن تُفلح كما لم تُفلح الحرب العسكريّة من قبل"، وتابع أنّ: "هذه المحاولات ستزيد اللبنانيين صلابة وتمسّكًا بوطنهم وبجيشهم ومقاومتهم التي هي السند الحقيقي لردعِ العدوان واستعادة الأرض، وفرض الالتزام بالاتفاقات، والعيش الآمن في القرى بعد الإعمار".

كما أكّد أنّ: "الحديث عن "نزع السلاح" هو لغة عداء، لا وطنية، وهي دعوة للعدوّ ليستمرّ في عدوانه"، داعيًا إلى: "ترك هذا الملف لحوار هادئ بعيدًا عن المزايدات الإعلامية والاستثمارِ السياسي، وليكن قراره وطنيًّا جامعًا، لا انبطاحًا أمام المطالب الخارجية". ولفت الشيخ الخطيب الانتباه إلى أنّ: "مصداقيّة الحكومة اليوم في تنفيذ التزاماتها، لا في تعليق الإعمار على انسحاب العدو"، إذ إنّ "بيانها الوزاري واضح، ولكنّ تصريحات بعض الوزراء لا تنسجم معه، بل تعكس سياسات أحزابهم، لا مصلحة الشعب".

ودعا الشيخ الخطيب إلى أنّ: "يُعامل الجميع على قدم المساواة، ولتُستعد هيبة الدولة عبر احترام سيادتها، وردعِ كلّ تجاوز من أيّ مبعوث خارجي يسيء إليها".

وختم الشيخ الخطيب بالإشارة إلى مضي ما يُناهز 6 أشهر على وقف العدوان، ولم يتحقّق شيء من التزامات الحكومة، ورأى أنّها من دون شكّ أحوج ما تكون اليوم إلى تنفيذ وعودها، لأنّ ثقة الشعب بها أصبحت على المحك، وقد تصبح قريبًا في خبر كان".

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار الشرق الأوسط
أهم الأخبار الشرق الأوسط
عناوين مختارة