آية الله قاسم «خط أحمر» والتعرض له يفتح الباب امام «كل الخيارات»

آیة الله قاسم «خط أحمر» والتعرض له یفتح الباب امام «کل الخیارات»

اكد عضو المجلس الإسلامي العلمائي في البحرين الشيخ "محمد حسن خجسته": ان المعتصمين في الدراز للدفاع عن الشيخ عيسى قاسم هم نخبة وأقل ما يقال عنهم هم فدائيون استشهاديون، يرتدون الأكفان وكاتبون وصاياهم ومستعدون ان يدفعوا اي ثمن للدفاع عن الشيخ عيسى قاسم.

لا تستمروا في العنجهية

وحذر الشيخ خجسته في حوار مع وكالة تسنيم الدولية للأنباء السلطات البحرينية من الاستمرار في عنجهيتها ضد سماحة الشيخ عيسى قاسم، مؤكدا أن التصعيد من قبل النظام البحريني ضد هذه الشخصية العلمائية باعتباره أحد أبرز الخطوط الحمر، من المحتمل أن يؤدي الى اخراج الاحتجاجات الشعبية من حالتها السلمية ويجعلها خارجة عن السيطرة.

واوضح الشيخ خجسته في هذا الحوار أنه "بوجود الشيخ عيسى قاسم فان الناس لا يذهبوا الى العنف لكن لا سمح الله في حال ذهبت السلطلة الى اعتقال الشيخ وبات الشيخ غير موجود، فانه لا يمكن لأي أحد ان يضمن شيء في البحرين لأن الكلمة المسموعة في البحرين هي كلمة الشيخ قاسم وعند تجاوز هذا الخط الأحمر لا يمكن ايقاف الناس للدفاع عنه فكل الخيارات ستكون مفتوحة أمام الشعب".

الملك لم يوفي بعهوده

ونوه الشيخ خجسته الى "ان ثورة الـ 14 من فبراير كانت نتيجة للترسبات والمشاكل السياسية منذ أن اعلن ملك البحرين في عام 2000 الحركة الإصلاحية وطرح الميثاق وطلب من الجمهور ان يصوت على الميثاق واستجاب الجمهور لهذا الميثاق بناء على وعود مباشرة من الملك ومن هذه الوعود أن دستور عام 1973 الذي وضعه المجلس التأسيسي المنتخب من الشعب أن يكون هذا الدستور هو الحاكم على الميثاق وليس أن يكون الميثاق هو الحاكم. وأن تستعاد الحياة النيابية، وأن يكون المجلس النيابي المنتخب من قبل الشعب له كامل الصلاحيات التشريعية والرقابية، وأن يكون المجلس الشورى المعيّن ليس له اي صلاحية تشريعية وانما مجرد أن يكون مجلسا استشاريا، وغيرها من الوعود".

قرارات دون الرجوع الى الشارع

واضاف عضو المجلس الإسلامي العلمائي في البحرين: بعد سنة او أقل من سنة بدأ الملك ينقلب على وعوده، يعني في عام 2000 جاءت هذه الوعود، وفي عام 2001 طرح الملك دستورا جديدا دون الرجوع الى الشعب، والدستور جاء مختلفا عن دستور 1973 بنسبة كبيرة. حيث ان في دستور 2001 أعطى الملك لنفسه صلاحيات كبيرة جدا. يعني عملا في دستور عام 2001 أصبح ملك البحرين هو رأس كل القوى، هو من يعيين رئيس الوزراء ويعيين الحكومة ويصدر مرسوما باسم الملك في تعيين الحكومة.

السعودية منعت الإصلاح

وحول بدايات انطلاق ثورة الـ 14 من فبراير قال الشيخ خجسته: ثورة 14 فبراير انطلقت من قبل طرف تحت عنوان 14 فبراير، وأصبح تجمعا في دوار اللؤلؤة وكان هذا المكان ملتقى للتيارات السياسية وكانت تطرح بعض السقوف في البداية وكانت هنالك حالة من التجواب النسبي بالتزامن مع الثورات العربية من قبل المسؤولين، وحاول ولي العهد الدخول على الخط وطرح مبادرة والمعارضة أيضا طرحت مبادرتها واستجابت لهذه المبادرة لكن سرعان ما تدخلت السعودية بطلب من الأجنحة المخالفة في نفس العائلة الحاكمة في البلد وتدخلت القوات السعودية فكانت النتيجة ضرب الدوار حيث سقط بعض الشهداء إثر تلك الضربة. وخلال الضربة الثانية فقد تدخل الجيش السعودي بشكل مباشر وجاءت القبضة الأمنية والتدخل المباشر للجيش السعودي وقمع الشعب وأصبح القمع متواصلا.

تسريح من العمل بهدف تجويع الناس

واشار الى ان الخطوة الاولى التي قامت بها الحكومة البحرينة لاخماد ثورة الـ 14 من فبراير هي "الاعتقالات حيث أنه جرى اعتقال كل رموز المعارضة والتيارات الاخرى ما عدا الجمعيات الرسمية". موضحا ان الخطوه الثانية في هذا السياق كانت "التسريحات من العمل للتضييق على الناس وتجويعهم لاثنائهم عن مواصلة الثورة". 

خلق فتنة طائفية

واوضح الشيخ خجسته أنه عندما فشلت الخطوات السابقه بادر النظام البحريني الى "تحريك جهات سنية لاستفزار الشيعة بهدف خلق فتنة طائفية في البلاد بغرض اظهار ان الخلاف في البلاد هو سني  شيعي وليست المشكلة سياسية".

ونوه الى ان "الشيخ عيسى قاسم يعتبر رأس التيار والمجلس الإسلامي العلمائي وجمعية الوفاق الوطنية الإسلامية باعتبارها الجناح السياسي لسماحة الشيخ وجمعية التوعية فكل هذه المؤسسات الثلاث كانت تحت قيادة الشيخ عيسى قاسم".

واوضح عضو المجلس الإسلامي العلمائي في البحرين انه "بعد ما سرح النظام البحريني أعدادا كبيره من الناس من العمل عمل المجلس الإسلامي العلمائي وجمعية الوفاق على سد احتياجات الناس حيث كان من فصل عن العمل لم يحس بأي نقص، وبهذا قد فشلت الحكومة في تجويع الناس".

لا توجد حرب سنية شيعية، المشكلة سياسية

وبخصوص دور المجلس العلمائي الإسلامي البحريني في اخماد نار الفتنة التي سعت اليها السلطات البحرينية قال الشيخ خجسته: بالنسبة للحرب الطائفية كان للمجلس العلمائي دور كبير جدا في وأد هذه الفتنة، حيث انزلنا شعارات وحدوية وقمنا بفعاليات وحدوية وكنا نتواصل مع الجهات السنية المعتدلة في البلد، فبيينا للعالم أن ليست هنالك حرب سنية شيعية وإنما هنالك مشكلة سياسية في البلد بين الشعب ونظام الحكم، إذن فان سياسة اشعال حرب طائفية افشلت من قبل المجلس العلمائي.

البحرين محافظة سعودية

ونوه الى ان "بعد التدخل السعودي في مارس 2011 أصبحت البحرين عملا محافظة من محافظات السعودية حيث كان لم يتخذ قرار في البحرين ومن كان يريد ان يتوسط لحل قضية البحرين كان عليه ان يذهب الى الرياض، وحتى دول الجوار مثل مبادرة أمير الكويت او وساطة عمان او الوسطاء الذين يأتون من هنا او هناك ليدخلوا على الخط، كان يقال لهم عليكم أن تذهبوا الى الرياض وكان جواب الرياض واضحا جدا وهو: على الشعب البحراني أن يذهب الى بيته وينسى كل شيء".

مقاطعة الإنتخابات

وحول مقاطعة الإنتخابات في عام 2014 من قبل جمعية الوفاق قال الشيخ خجستة: هم يعرفون عندما تتخذ الوفاق رأيا في مقاطعة الإنتخابات فان هذا هو رأي الشيخ عيسى قاسم فهذه المقاطعة كانت ضربة قاسية للنظام رغم أنه اعلن نسبة المشاركة بـ 50% لكن الحقيقة كانت النتيجة أقل من ذلك بكثير، يعني في بعض الدوائر التي فيها 10 آلاف ناخب يفوز المرشح بألف او أقل من ألف صوت". واضاف: بعد مقاطعة الإنتخابات ذهبوا الى محاكمة الشيخ على سلمان.

تصريحات الحاج قاسم سليماني

وأوضح "ان كل هذا كان مقدمة للذهاب لسماحة الشيخ عيسى قاسم وبعد أيام صدر مرسوم باسقاط الجنسية عن الشيخ عيسى قاسم وتحدثت بعض الأخبار الواردة من داخل القصر على أن ملك البحرين وعد امراء السعودية والإمارات بانه خلال ثمانية وأربعين ساعة فان عيسى قاسم لن يكون موجودا في البحرين لكن احتشاد الناس حول منزل الشيخ قاسم وفي مقدمتهم العلماء المتردين للاكفان وكذلك ردود الفعل الخارجية كتصريح الحاج قاسم سليماني وتصريح حزب الله واتصال العلماء بالشيخ وبيان السيد القائد حفظه الله، كل هذه الاشياء كانت عوامل ادت الى وقف زحف السلطة لمنطقة الدراز والتعرض لسماحة الشيخ عيسى قاسم".

واضاف: يجب الإشارة الى ان ما تعرض له الشيخ عيسى قاسم كان عبارة عن إرادة سعودية إماراتية بتخطيط بريطاني، ضوء اخضر أمريكي وتنفيذ بحريني.

عقلية  بدوية

واشار الى ان: الدليل على ان التخطيط هو تخطيط بريطاني، لان عقلية آل سعود وآل خليفة هي عقلية بدوية وعقلية حرب وقتل فانهم يقتلون في اليوم العشرات ويخرجون بكل عنجهية وكأنما حرروا فلسطين ولو كانت العقلية عقلية خليجية لكانوا ضربوا المعتصمين واراقوا الدماء واخذوا سماحة الشيخ. لذا فان عدم الهجوم يدل على أن هناك لمسات بريطانية، تقول اننا نحن أسقطنا الجنسية ويجب ان لا نستعجل حيث أن البحرين في الشهر السابع والثامن الميلادي تصبح الحرارة والرطوبة فيها لا تطاق فذلك يجعل الناس يتعبوا ومن ثم يتركوا التجمع أمام منزل الشيخ عيسى قاسم ويذهبوا الى بيوتهم.

ونوه الشيخ خجسته الى أنه بعد ما فشلت جميع الخطط السابقة للنيل من شخصية الشيخ عيسى قاسم فقد "لجأوا الى خطة محاكمة الشيخ حيث وجهوا له اتهام جمع الاموال وغسيل الاموال وارسالها الى جهات مشبوهة داخل وخارج البلاد".

من يأتي للدراز مستعد للشهادة

وحول التمسك الشعبي بالدفاع عن  الشيخ عيسى قاسم قال الشيخ خجسته: في أيام دوار اللؤلؤة كان يعتبر بعض الناس أن دوار الؤلؤء هو مهرجان لكن اليوم من يأتي الى الدراز هو يعرف بانه مستهدف وأنه يضرب ويقتل ومن يأتي الى الدراز فهو مستعد للشهادة.

واشار عضو المجلس العلمائي الإسلامي في البحرين " ان الحكومة جمعت كل تيارات المعارضة التي عجزنا عن جمعها في طوال السنوات الخمس الماضية. كلها اجتمعت واتفقت على رمزية الشيخ عيسى قاسم بين السقوف السياسية المختلفة، بين من يرون الجمهورية ومن يطالبون باسقاط النظام ومن يطالبون بالاصلاح كلهم اتفقوا على رمزية الشيخ وعلى أن الشيخ هو خط أحمر وتجاوز هذا الخط الأحمر يؤدي الى اراقة الدماء".

الانتقام من الشيخ قاسم

واضاف: من هنا نقول أن النظام بات متورط ولهذا فان النظام لجأ الى محاكمة الشيخ قاسم لكنه لم يحضر الجلسة الاولى وليس معلوما أنه سيحضر الجلسة الثانية فعند عدم حضوره في الجلسة الثانية سيصدر قرار بجلب واعتقال الشيخ. واعتقال الشيخ لن يكون إلا عبر الدماء واقول ان آل خليفة وآل سعود هم الآن في مقام الانتقام من سماحة الشيخ عيسى قاسم.

واكد "ان قتل الناس بالنسبة لآل خليفة وآل سعود ليس مهما لكن البريطاني والأمريكي في البحرين لهم حساباتهم الخبيثة حيث أن البريطاني اليوم في البحرين خسر مبادئه كلها حول ما كان يصرح به من دعم حقوق الإنسان، واصبح البريطاني اليوم في البحرين لا يفكر سوى بمصالحة وبالنسبة للأمريكي الذي هو لا مبادئ له، هو ايضا يبحث عن مصالحه في البحرين. إذن اراقة اي قطرة دعم ستؤدي الى احراج البريطانيين والأمريكيين وايضا ان البيانات الصادرة من الخارج على أن الشيخ عيسى قاسم هو فقيه وعالم دين مجتهد وواجب العالم الإسلامي الدفاع عنه، وبعبارة اخرى فان إراقة الدماء ستكون بمعني جر المنطقة الى منعطف ضيق، فلهذا باتت الخيارات أمام النظام صعبة للغاية".

لا توجد أجندة خارجية

وحول اتهام المعارضة البحرينية بالارتباط بالخارج وخاصة إيران وحزب الله قال الشيخ خجسته: ان النظام السعودي عندما يتكلم عن الاذرع او التدخلات الإيرانية نرى واضحا انهم يربطون بين السيد الحوثي ومايحصل في سوريا والعراق والبحرين ويدعون ان الذراع الإيراني في البحرين هو الشيخ عيسى قاسم، لكن من يتابع حركة الوفاق الوطنية الإسلامية يعرف ان هذه الحركة هي حركة وطنية بامتياز وايضا من يتابع خطابات الشيخ عيسى قاسم يعرف بكل وضوح أن حركته وانطلاقته وخطاباته لا يوجد فيها أجندة خارجية".

واضاف: ينبغي على الحكومة البحرينية أن تفرق بين الولاء الديني والولاء الوطني حيث عندما نقدس سماحة السيد القائد حفظه الله فان هذا التقديس يعود الى أنه مرجعية دينية وأن المرجعية الدينية ليست مؤطرة بالجمهورية الإسلامية فالسيد الخامنئي والسيد السيستاني وبقية المراجع نكن لهم كل الاحترام ونكن لهم ولاء ديني لأن هذا من منطلق مذهبنا ولا يمكن أن نتجاوز هذا الأمر يعني اطاعتي للمرجع هذا هو من منطلق شرعي ولا يتنافى مع الولاء للوطن، حيث أن الشيخ عيسى قاسم هو وطني بامتياز.

واكد أن "اتهام ان هؤلاء مرتبطون بإيران فان إيران شماعة منذ أن أسست الجمهورية الإسلامية وكل ما حصلت مشكلة في الخليج بدل ان يعترفوا بفشلهم في إدارة الامور قالوا ان هذه تدخلات إيرانية وأصبح حتي الخليجيون أنفسهم لم يصدقوا هذه الاتهامات لإيران".

ملك البحرين عاجز

وبين الشيخ خجسته ان "ملك البحرين اليوم أصبح عاجز عن نصب او عزل وزير في الحكومة والسعودية هي التي تدير أمور البحرين".

وحول الآلية التي يمكن من خلالها حل الأزمة في البحرين قال الشيخ خجستة، انه على الحكومة مراجعة سياساتها ونعني بذلك: تبيض السجون بشكل كامل والتراجع عن قرار اسقاط الجنسية عن سماحة الشيخ عيسى قاسم وعن 200 شخص آخر وارجاع المبعدين عن وطنهم ومعاقبة قاتلي أبناء الشعب ومحاسبتهم وفي النتيجة بعد هذا يفتح باب للنقاش والحوار الجدي لحلحلة مسائل البلد.

قرار اسقاط الجنسية ملكي وليس وزرائي

واشار الى انه "لا يمكن لشعب قدم مئات الشهداء والآلاف منه لازالو يقبعون في السجون أن يرجع الى بيته" واكد ان "كل ما يجري اليوم في البحرين يتحمله رأس النظام هو الملك البحريني فقرار اسقاط الجنسية هو قرار ليس وزاري ولا يصدر إلا من قبل الملك حيث أن الملك اليوم أعلن حربه على الطائفة وعلى مقدسات الطائفة وعلى فرائض الطائفة مثل منع الصلاة ومنع دفع الخمس واستهداف علماء الدين هذه امور كلها تاتي في اطار محاربة الطائفة الجعفرية في البحرين من قبل الملك".

التعذيب سبب استشهاد الشهيد الحايكي

وحول استشهاد الشهيد حسن الحايكي بسبب التعذيب الوحشي داخل سجون السلطات البحرينية قال الشيخ خجسته: ان الشهيد الحايكي تم اعتقاله بعد تفجير العكر وقبل استشهاده بعدة أيام كانت له زيارة مع أهله وكان يتحدث عن التعذيب الذي مورس ضده، حيث كان هو وآخرون متهمون باستهداف موكب الملك حيث كان تعذيبهم بشعا ومختلفا تماما عن الاصناف الاخرى من المسجونين، ما ادى ذلك الى مرضه رغم أنه شاب في الـ 36 من عمره ولم يكن يعاني من أي مرض في السابق. حيث اننا نرى في القضايا العادية أن التعذيب لا يطاق فمابال المتهمون باستهداف موكب الملك".

الصعق الكهربائي

وفي ختام حديثه مع تسنيم أشار عضو المجلس الإسلامي العلمائي في البحرين سماحة الشيخ محمد حسن خجسته الى الاساليب الجديدة التي بات يستخدمها النظام البحريني في تعذيب المعتقلين وقال: باتت السلطات تتبع اليوم طرق في التعذيب لم تترك آثار على جسد المعذبين، حيث على سبيل المثال فان السلطات تستخدم الصعق الكهربائي للتعذيب باعتباره أحد اصعب التعذيبات التي لا تترك أثر على الجسد رغم أن هذا النوع من التعذيب يؤدي الى شلل في الجسد ومعاناة لعدة أشهر دون وجود أي أثر بحيث أن حتي الطبيب الشرعي ايضا لا يستطيع ان يثبت تعرض الفرد الى التعذيب.

/ انتهى /

الأكثر قراءة الأخبار الشرق الأوسط
أهم الأخبار الشرق الأوسط
عناوين مختارة